Image

أعرق الأندية العربية …النادي الرياضي القسنطيني…قصة فريق الـ49 شهيدا يبحث عن وجوده في منصة التتويجات

أعرق الأندية العربية …النادي الرياضي القسنطيني…قصة فريق الـ49 شهيدا يبحث عن وجوده في منصة التتويجات

عرف النادي الرياضي القسنطيني بتسميته الأولى جمعية إقبال الرياضي والتي تأسست في جوان 1898 بضاحية “سركينة” وبالتحديد في منطقة فلاحية وكان مكان الاجتماعات نادي صالح باي بمنطقة “الغراب” من أعضاء اللجنة  التأسيسية للجمعية وهم بن الشيخ لفقون حاج خوجة (رئيس شرفي)، بلبيض محمد العربي(رئيس فاعل)، موسى بن معطي، بوهريد حاج إدريس، بن جلول محمد الصالح، بن زايد سي أحمد، صاولي دراجي، بن حمادي عيسى، بن أمغار جزار عمار، حيث أن الجمعية انبثقت عن حركة سياسية محضة لم يكتب لها الاستمرار بالنظر إلى تواجد الاستدمار الفرنسي، كانت تسمى نادي صالح باي القسنطيني أي مؤسسة سنة1888 ، حيث عانت الجمعية الأمرين بسبب التواجد الفرنسي حيث تم حلها في أواخر عام 1915 م نظرا للهيمنة الفرنسية.

وعادت الجمعية لتمارس نشاطها الرياضي تحت رداء قانوني ابتداء من 1916 م وقد تمت إعادة الهيكلة بالمقهى التركي “فندق زيت” كانت الرئاسة لـ”سي محمد حجر”، حيث سميت نادي النجم الإسلامي والمعروف بنجم شمال أفريقيا المسلم، ليتم التخلي عن هذه التسمية بعد تأسيس الحزب المغاربي الشهير الذي يحمل نفس الاسم سنة 1926.

النشاط يعود بـ”النادي الرياضي القسنطيني”

وما كان هذا النجاح إلا ليجلب الأنظار داخل الوطن ويتسبب في تجميد نشاطه مرة أخرى من طرف الرابطة الفرنسية المستعمرة التي لم ترض بذلك النجاح، خصوصا في فترة الحرب العالمية الأولى، تحت ضغط من القوة الاستعمارية، لتكون العودة مرة أخرى على الساحة الرياضية، كانت بتاريخ  26 جوان 1926 تخليدا لذكرى التأسيس الأولى بمقهى الهواء المنعش في المنطقة المعروفة بالطابية، ليعرف النادي إلى يومنا هذا بالاختصار الشهير للاسم بالفرنسية “CSCC” متقمصا دائما نفس الألوان، ومتبنيا نفس الأهداف والمبادئ مع التوسع لبعث بعض الرياضات الفردية كالملاكمة، السباحة الجيدو، الكراتي ورمي الجلة.

“فانسن” و”تربيون” مقتل كل الطموحات

معاناة النادي الرياضي القسنطيني لم تتوقف هنا فحسب بل تطورت المضايقات الفرنسية إلى حد أن رئيس البلدية ومفوض شرطة قسنطينة برفقة فرقة خاصة عرفت بالشرطة الخاصة في ذلك الوقت، كان يأتي بصفة شبه يومية لمراقبة وثائق لاعبي النادي الرياضي القسنطيني بطريقة دقيقة استفزازية إما بملعبي “فانسن” أو المنطقة الصناعية “بالما “حاليا و”توربين” أو ملعب بن عبد المالك رمضان الشهير حاليا، مما تسبب في هزائم للفريق في عدة مباريات في كل مرة يتم فها هدا الإجراء، إلا أنه وخلال الحرب العالمية الثانية، تم تخفيض نشاط كرة القدم في الجزائر، ليفسح المجال سنة 1942 لمجموعة من أندية أحياء التي تم إنشاؤها بما في ذلك نادي سون سوتشي الرياض  القسطنطيني الذي مثل أرباع المدينة القديمة والذي اندمج لاحقا في النادي الرياضي القسنطيني الذي من شأنه توسيع صفوف الفريق، ليحصل على لقب نادي قسنطينة الشعبي “أولاد سيدي راشد”.

فكرة رابطة جهوية لكرة قدم مسلمة

وقبل بضعة أشهر من أحداث في 8 ماي 1945، اقترح الفريق فكرة إنشاء رابطة جهوية لكرة القدم مسلمة لمنافسة الدوري الرياضي الذي ينظمه المستعمرون، حيث كان من بين المروجين للفكرة كل من عبد الرحيم صلاح، عوابدية ساسي والشيخ بلحاج سعيد سي شريف، حيث علم بالأمر رئيس الرابطة المستعمرة” ألبرت ريداس” من قبل بعض المخبرين بهذه الفكرة، ليتم إبلاغ محافظة الشرطة لمدينة قسنطينة، التي قررت تفتيش مقر الفريق الواقع بشارع بول (شارع بودربالة حاليا)، لكن مفتش الشرطة “روجي سلات” برهن عن إخلاصه للنادي باعتباره كان مهاجما سابقا فيه، أين قام بإبلاغ قام مسيري الفريق الذين أخلو المقر على الفور، حيث وجدت الشرطة المقر مغلقا عند وصولها بعد إخلاءه من كل المسيرين واللاعبين.

تحول المسيرين واللاعبين إلى الكفاح المسلح

بعد اندلاع حرب التحرير الوطنية أصبح النادي مجبرا وملزما بوقف جميع الأنشطة الرياضية، إضافة إلى تلقيه لتهديدات من جميع الأطراف الاستعمارية وبالخصوص الرابطة  الجهوية الفرنسية لكرة القدم، ما أجبر كل من المسيرين واللاعبين وحتى الأنصار على الالتحاق بالجبال وخدمة القضية الوطنية، حيث أن لم الشمل استغرق سبع سنوات بعد الاستقلال واسترجاع السيادة الجزائرية، لكن اجتماع في أوت 1962 بقاعة ملعب بن عبد المالك رمضان تخليدا لشهداء النادي التسعة والأربعين وكذلك إعادة هيكلة النادي والفريق مع تواجد أطفال صغار تقمصوا ألوان الفريق.

الحصيلة…49 شهيدا في سبيل الوطن

وكغيره من النوادي الرياضية الجزائرية فإن النادي الرياضي القسنطيني بتسميته الحالية، قدم الغالي والنفيس من أجل نيل الحرية الكرامة للجزائر، حيث أنه ليس مجرد ناد همه الكرة المستديرة، بل أكثر من ذلك بكثير وامتداده ربما سياسي بكثير مقارنة بالتضحيات التي قدمها أبناؤه من رياضيين ومسيرين، فالكثير من متتبعي الكرة الجزائرية لا يعلمون بأن عميد الأندية الجزائرية قد قدم 49 شهيدا فداء للوطن من خيرة أبناء هذا الوطن المخلصين من رياضيين ومسيرين، فإذا تواجدت بقسنطينة تجد بأن عامة الناس يعلمون بأن أسماء شهداء الثورة التحريرية المجيدة بالمدينة والذين يتقدمهم قدور بومدوس، سليمان كركري، بلقاسم برشاش، عمر بوغابة، مسعود بوجريو، أحمد بتشين وسليمان ملاح وآخرون، فهؤلاء أطلقت عليهم أسماء شوارع ومرافق عمومية، لتبقى القائمة طويلة من ضمنها أعضاء مجموعة الـ22 التاريخية ويتعلق الأمر بكلا من سعيد بوعلي وسليمان ملاح، إضافة إلى لآخرين تاريخيين في فرع كرة القدم ويتعلق الأمر بكل من بودربالة دحمان، منصور محمد، مشري سليمان، بوفنارة فلي، حاج مخناش الصادق “كركري سليمان” وماضوي بوجمعة، أما في فرع السباحة فيتقدمهم كل من بن عريبة أحمد، بن موسى محمد، برشاش بلقاسم وكذلك لعجابي محمد، أما في فرع الملاكمة فيوجد الشهيد سعيد بوعلي.

…………………….

بطولة 1997 “عين” وحيدة لحدث تاريخي

“سي.أس.سي”..تبحث عن لقب ثان بجيل مغاير وأرقام جديدة

كما هو معلوم لدى الآلاف من محبي “سي.أس.سي” ومتتبعي الكرة بالجزائر، فإن الأقدار شاءت بأن يكون أول تتويج والأخير لأبناء “سيدي راشد” صائفة 1997 وهي السنة التي تعتبر تاريخية لدى عشاق النادي، على اعتبار أنها الأقرب لمرور 100 سنة كاملة على تأسيس هذا النادي العريق، فكان ملعب عمر حمادي ببولوغين شاهدا على تلك اللحظة التاريخية، عندما تمكن صاحب الهدف الوحيد في المقابلة مولود كاوة من العودة بالنقاط الثلاث ودخول تاريخ المتوجين بلقب البطولة بعد أكثر من 34 سنة من بدايتها، لتعرف شوارع الصخر العتيق هزات عنيفة من خلال العدد الهائل من المناصرين والمحبين والذي جابوا مختلف شوارع المدينة فرحا واحتفالات بالانجاز التاريخي المحقق، أين زينت المنازل، المقاهي والطرقات باللونين الأخضر والأسود، ليكون بذلك أكثر من 60 ألف عاشق للأخضر والأسود عروس الليلة وهم الذين لعبوا دورا كبيرا في تحقيق هذا الحلم الذي يبقى تاريخيا واستثنائيا.

محمد بوالحبيب:” اللقب تاريخي وسيبقى راسخا في الأذهان “

قال محمد بوالحبيب المعروف باسم “سوسو” والذي يعتبر صاحب اللقب الوحيد في تاريخ الفريق الأخضر والأسود سنة 1997 منذ تأسيسه، بأن هذا الانجاز لم يأت بالصدفة، بل كان نتيجة تضحيات كبيرة بفضل مجهود جماعي جبار بين مسيرين، طاقم فني ولاعبين، دون أن ينسى حسبه الأنصار والذين كانوا بمثابة أفضل لاعب في أغلب المقابلات التي خاضها الفريق وقتها، حيث أنهم حسبه خاضوا لقاءات قوية مع منافسين أقوياء وخاصة مع مولودية وهران التي كانت المنافس المباشر لهم حول البطولة، إضافة إلى العراقيل الكثيرة التي واجهوها من على جميع المستويات، إلا أنه عرف رفقة من معه حينها من رفع التحدي والظفر في نهاية الموسم باللقب الأول في تاريخ “سي.أس.سي” والذي يبقى الأغلى في تاريخ النادي، متمنيا في السياق ذاته بأن يتمكن الفريق من تحقيق لقب آخر يتم من خلاله ملأ الخزينة، مثلما هو عليه الحال مع بعض النوادي الأخرى.

“لومير” العالمي يعيد بريق “سيدي راشد”

وبالعودة قليلا إلى الوراء، فإن بداية تعبيد الطريق لفريق قادر على تحقيق البطولات يعود إلى إدارة كلا من الرئيس ياسين فرصادو والمدير الرياضي محمد بوالحبيب وذلك بعد استقدام المدرب الفرنسي العالمي روجي لومير، أين دخلت القلع الخضراء مرحلة جديدة في تاريخها، حيث أن بداية التغيير في النتائج كانت في لعب 7 مقابلات كاملة دون هزيمة، إضافة إلى عدم ذوق طعم الهزيمة طيلة 4 أشهر كاملة والتي لعب فيها الفريق أكثر من 16 مقابلة والتي كان ختامها مسك بالفوز على بطل الموسم حينها وفاق سطيف، من خلال الفوز عليه في ختام لقاءات البطولة بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل واحد، حيث أنه وبلغة الأرقام فإن أصحاب اللونين الأخضر والأسود تمكنوا حصد 52 نقطة كاملة خلال الموسم، 34 منها داخل ملعب الشهيد “حملاوي” و18 أخرى في مختلف تنقلاتهم، أين كانت مرحلة العودة هي الأفضل بمجموع 31 مقابل 21 نقطة خلال مرحلة الذهاب، أما هذه الحصيلة فكانت بعد 13 انتصارا، 13 تعادلا و4 هزائم فقط، مع تسجيل 37 هدفا طيلة الموسم، 17 في الذهاب و20 هدفا في الإياب.

الموسم الحالي استثنائي والأفضل منذ الاحتراف

ويعتبر الموسم الحالي الذي يلعبه الفريق استثنائيا من على جميع المستويات، حيث وبعد معاناة كبيرة خلال المواسم الأخيرة وتحقيق البقاء في الرابطة الأولى بصعوبة كبيرة وفي آخر الجولات كما حدث الموسم الفارط، فإن الأمور تحولت إلى النقيض هذه المرة، بعدما أنهى الفريق مرحلة الذهاب في ريادة الترتيب وتحقيقه بذلك للبقاء بنسبة 95 بالمائة، ليتحول بذلك شبح السقوط خلال المواسم الفارطة إلى “كابوس” رائع وحلم يعيشه الآلاف من الأنصار، حيث أن الفوز على أغلب المنافسين المباشرين في التتويج بلقب البطولة وعدم تغيير المدرب منذ مرحلة الذهاب للموسم الماضي، يعتبر أمر أكثر من استثنائي مقارنة بوقت سابق، بالرغم من أن الطاقم الفني قام بتسريح عدد كبير من اللاعبين وجلب نفس العددي تقريبا وهو ما كان قادرا على خلق مشكل عدم الانسجام، إضافة إلى عدم امتلاك الفريق لهداف يتزعم صدارة ترتيب الهدافين منذ مواسم كثيرة ويسير بخطى ثابتة نحو التتويج بلقب هداف الرابطة الأولى، لتبقى الحصيلة في ارتفاع والتي ستكون الأفضل من عشرات السنين والمواسم.

المدرب عبد القادر عمراني:” يجب المواصلة بإخلاص لتحقيق الهدف “

تحدث عمراني عن المشوار الذي يبصم عليه مع شباب قسنطينة مؤكدا بأنه يحلم بإهداء السنافر اللقب هذا الموسم:” من منا لا يحلم بالفوز باللقب من أبسط عامل في الفريق وصولا إلى شخصي، لكن الأحلام شيء والواقع شيء آخر، والأكيد أنه حينما تضع هدفا ما، وتعمل بإخلاص التوفيق يكون حليفك، كما أنني دائما أقولها وأكررها، يجب أن نضع اليد في اليد جميعا، سواء نحن كطاقم فني أو لاعبين ومسيرين، وحتى السلطات المحلية و على رأسها السيد الوالي المشكور على الدعم الكبير الذي يقدمه، وحتى الملاك وعلى رأسهم الرئيس المدير العام لشركة “الآبار” وصولا إلى الأنصار، الذين يعتبرون رأس المال الحقيقي، ولديهم دور كبير في النتائج المحققة “.

وأضاف:” كرة القدم عودتنا دائما على الكثير من المفاجآت، وعليه لا توجد مباراة تربح قبل أن تلعب، بقيت لقاءات أقل من النصف، ما يعني بأن حظوظ جميع الفرق لا تزال قائمة، وعلينا مواصلة العمل بنفس الجدية، والبحث عن كسب أكبر عدد ممكن من النقاط، وسنلعب البطولة مباراة بمباراة، مع عدم استصغار أي فريق “.

المناجير العام طارق عرامة:” أصبحنا أبرز مرشح لتحقيق اللقب “

يرى المناجير العام للنادي طارق عرامة، بأن فريقه بات المرشح الأبرز للتنافس على لقب البطولة، بالنظر إلى النتائج الباهرة التي يبصم عليها إلى حد الآن، مضيفا بأن نجاح الشباب لا يمكن حصره في شخصه وشخص المدرب عمراني، بل هو نتاج عمل جماعي، مضيفا:” بطبيعة الحال من حق أنصارنا أن يطمعوا في التتويج بلقب البطولة، بالنظر إلى المشوار المميز الذي يبصم عليه فريقنا، حيث يحتل صدارة الترتيب العام عن جدارة و استحقاق، يجب أن تعلموا بأننا نمتلك أفضل فريق إلى حد الآن، فالفوز أمام شبيبة القبائل و اتحاد الجزائر و اتحاد سيدي بلعباس خارج الديار ليس في متناول الجميع، أنا أحيي الجميع في بيت الشباب، و في مقدمتهم المدرب عبد القادر عمراني، الذي لا يستحق إلا أن أثني عليه، لأن مشواره يتحدث عنه، دون أن أنسى اللاعبين، الذين لم يبخلوا علينا بشيء، و كذا الأنصار، الذين يعدون سر النجاح، و يكفي أن ترى أعدادهم الغفيرة بمدرجات ملعب حملاوي أو خارجه للتأكد من ذلك “.

هداف الفريق محمد أمين عبيد:” نبصم على مشوار لقب وبقوة “

أما هداف الفريق والبطولة لحد الآن، محمد أمين عبيد بأنه يحلم بالتتويج بلقب البطولة الوطنية :” الحديث عن التتويج باللقب سابق لأوانه، رغم أننا نبصم على مشوار مميز، و لكن الحذر يبقى مطلوب و لا نريد التعثر في آخر المشوار، وأنا شخصيا أشبه التنافس على لقب البطولة بسباق 100 متر و نحن الآن في متصف المسافة و علينا إنهاء البطولة بقوة، و أحلم بضرب عصفورين بحجر واحد، التتويج بلقب البطولة مع السنافر و إنهاء الموسم هدافا للبطولة “.

………………..

الكولسة أكبر عائق قد يبخر الحلم

قدماء “سي.أس.سي” ومختصين يؤكدون أحقية “سي.أس.سي” بالتتويج

أجمعت الأسرة الرياضية ممن يتابعون لقاءات البطولة لهذا الموسم وخاصة مشوار شباب قسنطينة، بأحقيته في التتويج بلقب البطولة عند نهاية الموسم الجاري وذلك بعد القوة الكبيرة التي أبانت عنها التشكيلة في أغلب المقابلات التي خاضتها، ما يجعل لغة المنطق وكذلك الأرقام في صالح النادي، إلا أنه يتوجب الحفاظ على نفس التركيز حتى آخر مقابلة، مع تفادي الدخول في فخ الاستفزازات بعض الفرق المنافسة، خاصة وأن “الكولسة” ستكون حاضرة بقوة دون أدنى شك، متمنين بأن تسير الأمور كما يشتهيها عشاق اللونين الأخضر والأسود ويفرحوا هذه الصائفة بلقب البطولة.

رضا ماتام:” هذا الموسم يذكرن بموسم التتويج بالبطولة “

” لا يمكن أن أصف شعوري عند الحديث عن النادي الرياضي القسنطيني، خاصة هذا الموسم والذي يذكرني حقيقة بموسم 1997 والذي تمكنا فيه من تحقيق أول وآخر بطولة في تاريخ هذا النادي العريق، حقيقة أظن أنه من غير المنطقي والطبيعي أن لا يتحقق هذا الحلم مرة ثانية هذا الموسم، بعد سلسلة النتائج الإيجابية التي حققها الفريق منذ أول جولة في الرابطة المحترفة الأولى لهذا الموسم، صحيح أن المنافسة على اللقب شرسة وستتواصل حتى آخر جولة من البطولة، إلا أنه وبعيدا عن لغة الأرقام والحسابات، فإن الأمور تسير بشكل يوحي بتتويج الفريق بالبطولة، خاصة وأنه لم يضيع نقاط كثيرة على أرضية ملعبه وهي نقطة القوة التي ستساعده في تحقيق الهدف، من جهتي أتمنى من كل قلبي أن يفرح السنافر مرة ثانية بعد الأولى التي كان لي شرف المساهمة فيها “.

بن رابح حميد:” أخشى تضييع اللقب بسبب الكواليس “

قال حميد بن رابح المعروف باسم “قورديو” والذي يعتبر أحد أحسن اللاعبين الذين أنجبتهم كرة القدم القسنطينية في منصب صانع ألعاب، أنه ومنذ سنوات طويلة لم يشاهد فريقه السابق شباب قسنطينة يلعب بهذا المستوى، والمشوار كان جد مشرف باستثناء بعض التعثرات التي حرمت الفريق من تعميق الفارق ولعب مرحلة العودة بأريحية، وحظوظ التتويج بالبطولة كبيرة جدا لكن بصراحة أخشى على “السنافر” من الكواليس التي تلعب دورا كبيرا في تحديد نتائج أغلب المقابلات وخاصة في مرحلة العودة، الأمر الذي يجعل المسيرين حسبه أمام حتمية لعب دورهم كما ينبغي وضمان حقوق الفريق خاصة مع الحكام، خاصة في اللقاءات التي تلعب خارج القواعد، بحكم أن أصحاب البذلة السوداء قليلا ما يأخذون حق الفريق المستضيف لعدة اعتبارات ولو أن ورقة الاستفزازات تبقى قائمة، أضاف بن رابح قائلا.

عبد الحكيم سرار:” السنافر يستحقون أن يفرحوا في نهاية الموسم “

” أعتقد أن الموسم الذي يقدمه شباب قسنطينة استثنائي ويعتبر الأفضل له منذ سنوات وربما في تاريخه، فالمرتبة الأولى التي يحتلها بمثابة أكبر دليل على قوة تشكيلته التي تضم لاعبين في المستوى وذوي خبرة، أظن أن الفريق أصبح يملك القوة الذهنية والتنظيمية التي من شأنها أن تجعله يتوج بلقب البطولة لهذا الموسم، فالكلام الذي يقال على أن الحظ لعبه إلى جانبه باحتلاله للمرتبة الأولى غير حقيقي، فقد تابعت مشواره كاملا وهو يستحق التواجد في مقدمة الترتيب العام، كما أن الجمهور الكبير والمميز الذي يسانده ويقدم له الدعم اللازم في كل مرة، سواء في اللقاءات التي يلعبها داخل قواعدها أو خارجها، لا يمكن بأي حال من الأحوال بأن يخذل في نهاية الموسم، خاصة وأن كل الظروف مواتية لتحقيق حلم البطولة الثانية “.

…………………..

السلطات المحلية لن تتراجع عن المساهمة في تحقيق البطولات

لا ينكر أي محب للنادي الرياضي القسنطيني بتسميته الجديدة أو متابع لشؤون كرة القدم الجزائرية بمدينة قسنطينة، الدعم الكبير الذي تقدمه السلطات المحلية بالولاية للفريق منذ بداية الموسم، خاصة من جهة المسؤول التنفيذي الأول عبد السميع سعيدون والذي احتضنت “سي.أس.سي” مند مجيئه إلى مدينة الجسور المعلقة وفتحه لباب مكتبه أمام مسيريه عند الحاجة، بدليل الجلسات المختلفة التي كانت له مع المسيرين، الطاقم الفني واللاعبين في العديد من المرات والتي أبدى فيها استعداده لتقديم يد المساعدة من جميع النواحي، مع تقديمه لكل التسهيلات اللازم من أجل ضمان أفضل تحضيرا للقاءات الرسمية التي لعبها الفريق لحد الآن بملعب الشهيد “حملاوي”، دون الحديث عن الدعم المعنوي المباشر من خلال حضوره لعدد معتبر من اللقاءات التي خاضها الفريق بقسنطينة، مع متابعة كل صغيرة وكبيرة في كل تنقلاته خارج الديار، شانه في ذلك شأن الدعم المعنوي المقدم من قبل بعض الجهات الأخرى وعلى رأسها مديرية الشباب والرياضة والمجلس الشعبي الولائي.

الوالي عبد السميع سعيدون:” النادي يملك كل مقومات النجاح “

قال والي ولاية قسنطينة عبد السميع سعيدون في حديث خاص معه، حول رؤيته لمستقبل النادي الرياضي القسنطيني خلال هذا المستوى وذلك في ظل النتائج الإيجابية التي يحققها منذ بداية الموسم، بأن أصحاب اللونين الأخضر والأسود يملكون كل مقومات النجاح والتي تجعلهم قادرين تحقيق حلم التتويج بلقب البطولة الوطنية والثانية في تاريخهم، معتبرا ما تم تحقيقه لحد الآن بمثابة أكبر دليل على النية الصادقة الموجودة لدى المسيرين، الطاقم الفني واللاعبين من أجل هذا المبتغى وإسعاد الآلاف من عشاق هذا النادي العريق، حيث أنه يملك كل مقومات النجاح من أموال، استقرار وخاصة أنصار من ذهب، ليضيف المسؤول التنفيذي الأول في عاصمة الجسور المعلقة، بأنه يتوجب على الجميع مثلما هو عليه الحال بالنسبة إليهم كمسؤولين، مواصلة التضحية وتقديم يد العون والمساعدة من أجل حصد التعب الكبير المقدم لحد في نهاية الموسم وكل ذلك من أجل إفراح مدينة بأكملها، خاتما كلامه بعدم تراجعه عن الدعم الذي يقدمه لكل الفرق القسنطينية.

رئيس المجلس الولائي نذير عميرش:” نريد كأس إفريقيا وليس البطولة فقط “

لم يتوان رئيس المجلس الشعبي الولائي الجديد لولاية قسنطينة الدكتور نذير عميرش، في التأكيد على ثقتهم في أن تتمكن أسرة النادي الرياضي القسنطيني العريق من مسيرين، طاقم فني ولاعبين في الظفر بلقب بطولة الرابطة المحترفة الأولى لهذا الموسم، خاصة في ظل المشوار الجيد المقدم لحد الآن والنتائج الإيجابية التي تحقق داخل وخارج الديار، حيث قال:” أعتقد أن شباب قسنطينة يسير بخطى ثابتة نحو التتويج بلقب البطولة الجزائر لهذا الموسم، حقيقة لقد وقفنا على قوة التشكيلة والمردود الكبير التي تقدمه في كل مقابلة، كل هذا يجعلنا أكثر تفاؤلا بإنهاء الموسم بكل قوة وإهداء قسنطينة ثالث بطولة في تاريخ، بعد البطولة التي حققها النادي، إضافة إلى بطولة الجار مولودية قسنطينة، من جهتي كرئيس مجلس شعبي ولائي أتمنى أو بالأحرى أريد أن يحقق الفريق خلال عهدتي الانتخابية للخمس سنوات المقبلة كأس إفريقية وليس لقب البطولة فقط، فمقومات هذا لنادي الحالية والتي يسودها الاستقرار تسمح بتحقيق أكثر من ذلك وليس الاكتفاء بلقب واحد وفقط “.

……………

قيمة ثابتة واللاعب الأقوى تاريخيا

“السنافر” كلمة السر في معادلة النجاح لقصة عشق طويلة

يعتبر أنصار شباب قسنطينة أو ما يلقبون بـ”السنافر”، بمثابة كلمة السر في فريق شباب قسنطينة، حيث يصفه المدرب عبد القادر عمراني باللاعب رقم 12 والأخطر على مرمى، دفاع، وسط ميدان وهجوم كل المنافسين ودون استثناء، بالنظر إلى الدور الفعال الذي يقومون به في جميع المباريات سواء داخل أو خارج أسوار ملعب الشهيد “حملاوي” الذي يبقى الأكبر شاهدا على ما يقدمه آلاف المناصرين من لوحات فنية وشعارات رياضية من على المدرجات، هزت عرش كل الملاعب العالمية ولقيت اعتراف الخصوم قبل الأصدقاء كما يقال، الأمر الذي جعلهم يتوجون في أربع مناسبات بجائزة أفضل جمهور.

تتويجهم الأحسن اعتراف كبير لـ”سمعتهم”

وكما كان عليه الحال خلال أغلب المواسم الأخيرة، فقد توج جمهور شباب قسنطينة بجائزة أفضل جمهور جزائري لموسم 2016-2017 في الحفل السنوي الذي تنظمه جريدتي “الهداف” و”لوبيتور”، حيث أن الأجواء الخرافية وغير العادية التي صنعها عشاق ومحبي اللونين الأخضر والأسود تبقى حديث الخاص والعام وتعدى صداها وسائلا الإعلام والقنوات الجزائرية، إلى القنوات العربية والأجنبية وأصبحوا بمثابة مرجع حقيقي في عشق الفرق والنوادي، أين تشرف المناجير العام للنادي طارق عرامة بتسلم الجائزة من قبل كلا من وزير الاتصال جمال كعوان ورئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم محفوظ قرباج، أين أكد الثنائي على أن “السنافر” أبدعوا في مناصرة فريقهم في ملعب الشهيد حملاوي وخارجه طيلة الموسم المنقضي.

“الحلم الأكبر”…العودة إلى منصة التتويجات

ويتمنى عشاق الأخضر والأسود، أن يكون الموسم الحالي فرصة للعودة إلى منصة التتويجات بعد أكثر من 20 سنة عن أول وآخر لقب في تاريخ أحد أعمدة كرة القدم الجزائرية منذ تأسيسها، بعدما صبروا كثيرا خلال السنوات القليلة الماضية عندما تمكنت إدارة الرئيس السابق ياسين فرصادو رفقة المدير الرياضي محمد بوالحبيب من إعادة الفريق إلى قسم النخبة رغم مرور لاعبين في المستوى على الفريق والذين حمل بعض ألوان المنتخب الوطني، ليبقى حلمهم مرتبطا بما يمكن للاعبين أن يحققوه، رغم تصدرهم البطولة بفارق معتبر عن أقرب الملاحقين.

الخلاصة..”السنافر” ملح طعام البطولة الجزائرية

ويمكن القول أن “السنافر” هو ملح الطعام إن صح القول و”شيعة وشبعة” في البطولة الوطنية، إذ يعتبرون من أبرز المناصرين في الوطن، ليؤكدوا من موسم لأخر أنهم “حضارة” في التشجيع الإيجابي، من خلال تحليهم بالروح الرياضية أثناء مجريات اللقاءات التي يخوضها الفريق، حتى وإن كانت النتيجة في بعض المرات ليس في صالحهم وبأخطاء متعمدة من الحكام أو بأداء غير مقنع من بعض لاعبيهم، واستقبالهم لأنصار الأندية الزائرة أحسن استقبال، حيث أن الصورة التي رسموها في الكثير من المرات من الضيوف منذ بداية الموسم واعتراف هؤلاء بما لقيوه من حسن ضيافة واستقبل ورغبة في رد الجميل، هو أكبر رد على من يشكك في قيمتهم.

 

 

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار