Image

بقايا حداد في “الأفسيو” تمارس “التخلاط”

بقايا حداد في “الأفسيو” تمارس “التخلاط”

لن تمر الفترة الانتقالية لمنتدى رؤساء المؤسسات “الأفسيو” بردا وسلاما في ظل الصراعات التي تعصف به، وسط التجاذبات من ناحية وتصفية الحسابات من ناحية أخرى، عقب التوجس وحالة الفراغ والغموض التي خلفها رحيل الرئيس السابق علي حداد الذي قدم اسقالته، بعد أن طبع هذه المنظمة التي تجمع كبار رجال الاعمال في الجزائر بطابعه وأصبغ عليها تواجهاته السياسية بالشراكة مع مجموعة من المتعاملين الاقتصاديين ورجال الأعمال، امتد نفوذهم إلى خارج إطار الاقتصاد عبر التدخل في واقع وملامح السياسة.

 وعلى الرغم من أنّ الرئيس السابق للمنتدى خرج من الباب الضيّق، كما بدا لجميع المتتبعين، حين دفع إلى الاستقالة دفعا، على خلفية الحراك الشعبي الذي صنفه في خانة الأشخاص المغضوب عليهم والمحسوبين على النظام المراد إزالته وتغييره، إلاّ أنّ حداد حافظ على بعض نفوذه داخل منتدى رؤساء المؤسسات، في ظل بقاء بعض أطراف الأفسيو، وإن كان ذلك على استحياء، على ولائهم له، من منطلق أنهم كانوا أحد الأطراف الذين استفادوا من المزايا والتسهيلات التي منحها لهم المنتدى تحت رآسته، في الحصول على المشاريع والصفقات تارة، وتسهيل الإجراءات والاستفادة من معاملات تفضيلية تارة أخرى.

وفي ظل هذه المعطيات، تبدوا مهمة الرئيس الجديد للمنتدى منصف عثماني، حسب المعلومات التي أسرّت بها مصادر من داخل كواليس الأفسيو لـ”الجزائر الآن”، صعبة للتوفيق بين كل هذه الصالح المختلفة والتي تصل في غالب الوقت إلى التضارب والتصارع، على الرغم من الإجماع الذي حصل عليه خلال انتخابه من قبل أعضاء المكتب التنفيذي، لقيادة المنظمة في مرحلة انتقالية تحضيرا للانتخابات التي تسفر عن الرئيس الجديد والشرعي لها، فضلا عن المهام الأخرى ذات العلاقة بإعادة النظر في جملة من القضايا، التي تعيد لمنتدى رؤساء المؤسسات مكانته الحقيقية ودوره الصحيح كقوة اقتراح للحلول الاقتصادية بغية تطوير البلاد، من دون التدخل في الجوانب المتعلقة بالممارسات السياسية، خلافا لما كان عليه الأمر في السنوات القليلة الماضية، فضلا إعادة الاعتبار لها وسط المواطنين بعد ارتبط اسم المنظمة لوقت طويل بعلي حداد وممارسات الفساد.

وعلى هذا الأساس، فإنّ مهمة الرئيس الجديد لمنتدى رؤساء المؤسسات صعبة وإن كانت محددة في الزمن، الأمر الذي جعل البعض من الأعضاء يقترحون ضرورة تغيير الاسم لتفادي الصدامات مع “المواطنين” والرأي العام، وبالتالي طي الصفحة وبداية مرحلة جديدة بوجوه وأفكار جديدة.

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار