Image

اختلافات المؤرخين حول بنيامين ستورا

اختلافات المؤرخين حول بنيامين ستورا
اختلفت آراء المختصين والمهتمين بتاريخ الجزائر، حول شخصية المؤرخ بنيامين ستورا، الذي عينه مؤخرا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وكلفه بملف الذاكرة مع الجزائر.
وقد كتب العديد من المؤرخين حول زميلهم ستورا، حيث أبدى المؤرخ الدكتور جمال يحياوي توجسه من ستورا بالنظر إلى ارتباطه بدوائر خفية ليست راضية عن خط الجزائر المستقلة، ويعيب عليه “شحّه” في استغلال الأرشيف الفرنسي رغم أن كل الأبواب مشرعة أمامه، كما يعيب عليه أيضا قلة  جرأته  في نقد الاستعمار الفرنسي، خلافا للمؤرخ الفرنسي أولفيي لوكور ڤران ميزون – مثلا- صاحب الكتاب الرائع: “الاستعمار إبادة”، الذي أشرف الدكتور جمال يحياوي على ترجمته حينما كان على رأس المركز الوطني للدراسات التاريخية الخاصة بالحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر، التابع لوزارة المجاهدين.
وفي ذات السياق، يقول المؤرخ محند أرزقي فراد، الذي أورد جملة من اختلافات المؤرخين حول بنيامين ستورا، أن المؤرخ الدكتور إبراهيم لونيسي يرى في زميله الفرنسي باع طويل في كتابة تاريخ الجزائر بأبعاد سياسية معيّنة، لكنه _يضيف_ ظل أسيرا لخلفيته التاريخية المتمثلة في انتمائه إلى الطائفة اليهودية التي غادرت الجزائر غصبا عنها، وقد ألقى هذا الجانب بظلاله على جهوده العلمية لأنه ظل يعيش داخل القوقعة اليهودية.
ويقول أرزقي فراد، أنه خلافا لهذه القراءة السابقة هناك من يعتبره مؤرخا متحرّرا من ربق المدرسة التاريخية الكولونيالية الممجّدة للاستعمار، معلقا على ذلك بقوله “ولا ندري إن كان ذلك يعود إلى بصمة المؤرخ الكبير شارل روبير أجيرون الذي أشرف عليه في الجامعة”. ويؤكد “وأكثر من ذلك قام بتعرية الظاهرة الاستعمارية في الجزائر معتمدا على كم هائل من الأرشيف، وعلى اعترافات ضباط فرنسيين في مذكراتهم بما ارتكبوه من مجازر لا تقلّ هولا عن جرائم النازية في الحرب العالمية الثانية”.
ويرى فراد أنه بصرف النظر عن تنوع القراءات لشخصية بنيامين ستورا، فإن ما يميّز مسار هذا المؤرخ المثير للجدل أنه “ينتمي إلى جيل ما بعد الاستعمار”، وتتميّز أعماله بمسحة “الحياد البادية على أعماله العلمية الخاصة بتاريخ الجزائر قديمه وحديثه”، معتبرا أن ستورا قد “نأى بنفسه عن المواقف المتشنّجة”، لأنه يدرك أن حال الدارس لموضوع الذاكرة التاريخية بين الجزائر وفرنسا، كحال من يسير في “حقل ملغم قد تنفجر عليه قنابل موقوتة هنا أو هناك”.
ويثنى فراد على ستورا قائلا “كما يبدو من خلال كتاباته أنه ملمّ إلماما واضحا بعمق المكوّنات الاجتماعية المتنوّعة التي صنعت الجزائر المعاصرة. ومن خصاله أيضا أنه تعاون مع بعض المؤرخين والكتاب العرب في الكتابة التاريخية، علما أنه ينتمي إيديولوجيا إلى التيار اليساري المعروف بتعاطفه مع قضايا التحرر”.
 

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار