Image

النص الكامل لكلمة ابراهيم بوغالي خلال أشغال اليوم الإعلامي حول إدماج المرأة في مسار الإنتاج الوطني

النص الكامل لكلمة ابراهيم بوغالي خلال أشغال اليوم الإعلامي حول إدماج المرأة في مسار الإنتاج الوطني

الجزائرالآن _النص الكامل لكلمة رئيس المجلس الشعبي الوطني التي ألقاها خلال تدخله في أشغال اليوم الإعلامي حول إدماج المرأة في مسار الإنتاج الوطني

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

السيدة وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة،

السادة الوزراء،

السادة رؤساء الهيئات الدستورية،

السيدة ممثلة رئيس مجلس الأمة،

السيدات والسادة إطارات الدولة وممثلو الأجهزة الأمنية،

السيدات والسادة رؤساء الجمعيات الوطنية،

أسرة الإعلام،

الحضور الكريم،

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

إن الجزائر اليوم تحتل مكانة ريادية إقليميا وعالميا بفضل تاريخها الزاخر بالبطولات والأمجاد، وما كان ذلك ليتأتى لولا جهود وتضحيات بناتها وأبنائها الشرفاء، بداية بمرحلة التحرير والكفاح إلى البناء والنماء وصولا إلى جزائر جديدة تكاتفت فيها المرأة إلى جانب الرجل للوصول ببلادنا إلى بر الأمان، وبذلك تبوأت المرأة مكانة خاصة في جزائرنا العزيزة لما قدمته وتقدمه في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ما مكنها من احتلال أدوار رائدة على الصعيدين الداخلي والخارجي شرفت بها مكانة الجزائر بين الأمم.

فالمرأة الجزائرية، التي علمتنا الاضطلاع الكامل بمسؤوليتها الأسرية بكل اقتدار، لم تتخلف يوما للمساهمة وبقوة في بناء دولة المؤسسات والانخراط التام في مسار الإنتاج الوطني، مواصلةً بذلك نضالها دون التنكر لخصوصيتها لتساهم بجدارة في النهضة الاقتصادية والاجتماعية لقطع دابر التبعية للخارج في توفير متطلبات الحياة الأساسية للمواطن، وإن لم تكن الدروب معبدة أمامها، غير أنها نالت شرف إثبات ذاتها بتخطي العقبات والأخذ بأسباب الانخراط في هذا المسار الهام.

وكان لمراجعة أحكام الدستور وتحسين الإطار التشريعي وإزالة كافة العقبات أمامها الأثر البالغ في تحقيق العديد من المكاسب، كمشاركتها الفعلية في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كما سمح تحسن مؤشرات التنمية البشرية في بلادنا وتعميم التعليم، وفق مبدأ تكافؤ الفرص أمام الجميع، من تخرج العديد من النساء من ذوي الشهادات والكفاءات المهنية والمهارات اليدوية، لتجد المرأة نفسها أمام تحدي ضمان الاستقرار الأُسري واِقتحام كافة ميادين النشاط، مثل التربية و التعليم والصحة وغيرها من أسلاك الوظيفة العمومية، لتنتقل بعد ذلك بفضل المشاريع التنموية والاستثمارية وبرامج المرافقة الملائمة لوضعية المرأة واحتياجاتها، إلى ميدان المنافسة في سوق المال والأعمال في القطاعين العام والخاص، وإظهار قدراتها الإبداعية في جميع الميادين المقاولاتية ومختلف الأنشطة الاقتصادية.

السيدات الفضليات، السادة الأفاضل،

لا يمكن الحديث عـن الإنعاش الاقتصادي دون دور المرأة الفعال في مسار الإنتاج الوطني، فهي نصف المجتمع ونصف طاقته، لذلك خصّها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بالاهـتمام وأسدى تعليماته السامية لكافة القطاعات لوضع الآليات التحفـيزية لها وتحسين مناخ الأعمال وإزالة العراقيل البيروقراطية لتحقيق الوثبة الاقتصادية الحقيقية، وبتظافر جهود كافة الطاقات البشرية التي تزخر بها بلادنا داخل الوطن وخارجه.

أيتـها السيدات أيهـا السادة،

إن المرأة الجزائرية تدرك تمام الإدراك بأن النجاح يقوم على البحث عن الإمكانيات وليس عن الأعـذار، وهو ما يعكسه المنحنى التصاعـدي للأنشطة الإنتاجية التي تساهم فيها المرأة سواء الماكثة في البيت أو المتواجدة في الأرياف أو تلك التي في المراكز الحضرية، وبهذه المناسبة فإنني أثـمـن المجهـودات التي تبذلها وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة عـلى عـروض الدعـم والمساعـدة التي توفرها للمرأة والأسرة، و كذا مبادرتها صياغة دليل الإدماج الاقـتصادي للمرأة الذي يشمل كافة النصوص والتدابير المتعـلقة بالبرامج المقـررة لفائدتها لتيسير عـملية إدماجها في مسار الإنتاج وخلق الثروة وتوفير مناصب الشغـل وتمويل الخزينة العمومية وتحسين الاطار المعيشي.

السيدات الفضليات، السادة الأفاضل،

لا يفـوتني في هذا المقام، أن أحيي التنسيق بين مختلف القطاعات الوزارية والهيئات المعـنية الذي يعزز الثقة بينهـم ويساهم في تجاوز العديد من الاختلالات، ويوفر وقـتا ثمينا وفـرصا أوفر للاقـتصاد الوطني، كما أحيي مقاربة إشراك المجتمع المدني في هذا اللقاء للإنصات لانشغالاته والاهتمام بآرائه وخبراته والاستفادة من شبكة العلاقات التي يتوفر عليها في إيصال ما نحن بصدد بحثه وتناوله.

وبودي في هـذا المقام أن أغـتنم كذلك هذه السانحة ونحن في لقاء شعاره ” التميز والإبداع ” لأذكر بافتكاك بلادنا جائزة “التميز من أجل المتوسط” التي تنظمها سنويا الجمعية البرلمانية للمتوسط، نظير المبادرات المبدعة لحكومات الدول الأعضاء، حيث حظيت بشرف نيل هـذه الجائزة لعام 2021، تكريما لبلادنا بعـد استعـراض برنامج وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة في مجال مكافحة العـنف ضد المرأة وإعادة ادماجها الاجتماعي والاقتصادي، وهو ما يبرز أهمية الجمع بين مقـتضيات الإدماج الاقتصادي للمرأة ومتطلبات توفير الحماية لها.

ولا يفوتني، في الأخير، أن أحيي المرأة الجزائرية أينما كانت عـبر ربوع وطننا الحبيب، كل واحدة في مكانها ومن موقعها تحية إجلال وإكبار كل وقت وحين، أدامكـن الله ذخـرا للوطن.

وختاما أشكركم على كرم الاصغاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار