Image

الافتتاحية .. رسالة إلى الوزير سبقاق وولاة وهران والعاصمة وقسنطينة و آخرين ..صيانة ملاعب “الشان” مهمة غير قابلة للفشل فلا تلعبوا بسمعة الجزائر أمام العالم

الافتتاحية .. رسالة إلى الوزير سبقاق وولاة وهران والعاصمة وقسنطينة و آخرين ..صيانة ملاعب “الشان”  مهمة غير قابلة للفشل فلا تلعبوا بسمعة الجزائر أمام العالم

الجزائر الآن ـ من المنتظر أن يتم تسليم ملعب براقي الشهر القادم، في ظل الحديث عن إمكانية برمجة مقابلة ودية بين المنتخبين الجزائري والإيطالي، ويعتبر ملعب براقي جوهرة تنافس أكبر الملاعب العالمية، ونفس الشيء ينطبق على ملاعب وهران، تيزي وزو وبراقي، وهو ما سيجعل الجزائر، من الدول الإفريقية القليلة القادرة على احتضان أهم المنافسات العالمية، ويبدو أنّ الطريق سيكون مفتوحا لاستضافة كأس إفريقيا للأمم التي كانت مقررة بغينيا سنة 2025، رغم محاولات فوزي لقجع سرقة المنافسة وتحويلها إلى المغرب بالاعتماد على عصابته التي كوّنها داخل الكاف.

إذن، لم تعد الفاف بحاجة إلى برمجة مقابلات الخضر الودية في الملاعب الجوارية بفرنسا، كما كان الحال قبل سنوات، ولكن مع هذه الترسانة المنشآتية من الملاعب، فإنّ وزير الشباب والرياضة عبد الرزاق شخصيا و رئيس الفاف جهيد زفيزف شخصيا و ولاة الولايات التي تتواجد بها هذه الملاعب و ملاعب العشب الطبيعي بولايات أخرى مطالبين شخصيا ونقول شخصيا بتأهيل هذه الملاعب وفق المقاييس العالمية، والحديث هنا، لن يكون عن شكل الملعب ومدرجاتها وغرف الملابس، لأن الأمر قد تم وإنتهى الأمر ولا فضل لهم في ذلك حسب المعطيات التي بحوزتنا ، ولكن الحديث يكون عن أرضية الميدان، وهنا يجب التوقف عند المهزلة الكبيرة التي ظهرت عليها أرضيتي ملعبي سيق ومستغانم، خلال كأس العرب للناشئين التي توج بها الخضر قبل أسابيع، وحتى أرضية ملعب وهران لم تكن في أحسن أحوالها، فيكفي الإشارة إلى أنّه مباشرة بعد تدشينه، ببرمجة مقابلة ودية للمنتخب الوطني تم غلقه، بحجة صيانة الأرضية، وحتى بعد إعادة افتتاحه، لم تظهر الأرضية بذلك المستوى الذي قيل عنها، خلال دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، والغريب أنّه بعد شهور أخرى من الغلق، من أجل تهيئته لمقابلتي الخضر الوديتين أمام غينيا ونيجيريا، تفاجأ الجميع بأنّ أرضية الميدان لم تكن في أحسن حلة.

ما قيل عن ملعب وهران الجديد، قيل من قبل عن ملعب 5 جويلية، وكذلك ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة الذي تسببت حالته الكارثية قبل لقاء الخضر أمام بوركينا فاسو لحساب تصفيات “مونديال قطر”، بإقالة مديره، فمن المسؤول عن هذا الأمر، وما فائدة أن تصرف الدولة الملايير لبناء هيكل ينافس في شكله الخارجي أشهر الملاعب الأوروبية والخليجية، ولكنّه لا يصلح لاحتضان مقابلة؟ ونجيب على هذا السؤال بإجابة واضحة المسؤولية هي مسؤولية وزير الشباب و الرياضة لأن المنشآت تابعة لقطاعه ـ بإستثناء تسيير الفافا لملعب تشاكر ـ و مسؤولية ولاة الولايات التي تتواجد بها هذه الملاعب ، نقطة إلى السطر ، وكما قالها الرئيس عبد المجيد تبون في لقاءه مع الولاة لا تحدثونني على مدير القطاع أو المسؤول الفلاني أو العلاني .

الأكيد أنّ المسؤولية لا تتحملها الدولة، فالدولة الجزائرية شيّدت أحسن الملاعب منذ الاستقلال، فيكاد لا يوجد بكل ولاية ملعب أولمبي، ولكن للأسف، تكاد لا توجد أرضية ميدان صالحة لاحتضان مقابلة كرة قدم، وهذا ما جعل السلطات تهرب في كثير من الأحيان إلى العشب الاصطناعي ليكون بديلا للعشب الطبيعي في كثير هذه الملاعب.

كل ذلك أصبح من الماضي، وعلى المسؤولين حفظ الدرس، خاصة أنّ الجزائر مقبلة على تظاهرة هامة جدا، وهي كأس إفريقيا للاعبين المحليين، وستكون هذه المنافسة “بروفة” تقدّمها الجزائر للكاف من أجل منحها شرف تنظيم كأس إفريقيا للأمم سنة 2025، وأي خطأ بالتأكيد سيكلّف الجزائر غاليا، خاصة أنّ هناك من بدأ في وضع العراقيل لحرمان الجزائر من هذا الشرف، معتمدين، على الصورة السيئة التي ظهرت عليها ملاعب كأس إفريقيا للناشئين.

إذن هذه الجواهر التي أصبحت تملكها الجزائر بحاجة إلى متابعة وصيانة، وليس تركها للأحوال الجوية تتصرف فيها كيفما تشاء، وأعذار حرارة الطقس صيفا أو سوء الأحوال الجوية شتاءً، ليست مقبولة، وعلى المسؤولين المباشرين على هذه الملاعب، تفاديها، وذلك لن يكون إلا بالصيانة الجيدة لهذه الأرضيات، دون الحاجة إلى أن يصل الأمر إلى أعلى السلطات ، لأنّه من العيب أن يتحدث الرئيس أو رئيس الحكومة عن أرضية ميدان لكرة القدم، وربما في الدول المتطورة، يترّفع حتى وزير القطاع عن الخوض في هذه النقاشات، لأنّ الأمر متروك لمديري الملاعب ومديريات الشباب والرياضة، وحتى لرئيس الفريق الذي يشغل الملعب لكن في الجزائر تحتم علينا الأمر أن نضع من الآن كل واحد أمام مسؤولياته لأن الأمر يتعلق بصورة بلد الشهداء أمام العالم .

ولتجاوز أي خلل، خاصة أنّ المناسبة القادمة، ستسرق كل الأنظار، كما كان الحال، خلال دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، فعلى المسؤولين أن يعقدوا اتفاقيات مع شركات مختصة بتجهيز أرضيات الملاعب، وظيفتها زراعة ألياف للأرضيات تحافظ على بذور العشب أمام حالات الطقس، ما يضمن عدم الحاجة لاستبدالها بشكل كامل مدة 15 سنة كاملة.

ففي إنجلترا على سبيل المثال، يتم مواجهة مسألة هطول الأمطار والثلوج، بتجهيز الملاعب بنظام تصريف المياه، ما يجعل الأرضية صالحة بشكل مستمر، وفي ألمانيا يملك ملعب “أليانز أرينا” التابع لبايرن ميونيخ تطبيقا ذكيا يقدّم تقارير مباشرة لحالة الملعب ويأخذ بالاعتبار درجة حرارة الجو وبناءً عليها يعطي مقترحات ونصائح بالخطوات المطلوبة لعلاج أي إشكالية.

ولا ينسى المسؤولون عن ملاعب “الشان”، أنّ هذه التظاهرة فرصة لتسويق صورة عن الجزائر الجديدة القادرة على ولوج العالمية، كما كان الحال مع ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وهي فرصة سيكون من “الغباء” تضييعها بسبب “عشب” أرضية ميدان، ولهذا فالشعب الجزائري يترجاكم أن تكونوا في مستوى الحدث بل و يأمركم أن تكونوا كذلك ، وأن تجعلوا من منافسة رياضية وسيلة لإظهار وتسويق صورة الجزائر الجديدة التي يريدها ويتمناها الجميع، رغم كيد الحاقدين.
اللهم فأشهد أننا قد بلغنا

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار