Image

لأول مرة ..بيان الخارجية الأمريكية اعتراف صريح بالدور الجزائري في القضية الفلسطينية ..كيف و لماذا ؟..إعلامي جزائري متابع للعلاقات بين البلدين يجيب

لأول مرة ..بيان الخارجية الأمريكية اعتراف صريح بالدور الجزائري في القضية الفلسطينية ..كيف و لماذا ؟..إعلامي جزائري متابع للعلاقات بين البلدين يجيب

الجزائرالآن _حمل بيان الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، بخصوص الجزائر الكثير من المعطيات التي تؤكد مرة أخرى المكانة التي أصبحت تحظى بها الجزائر، ليس على المستوى الإقليمي فقط، ولكن على الصعيد الدولي، ولعل أبرز ما جاء في البيان الأمريكي، هو حديث وزارة الخارجية الأمريكية عن دور الجزائر البارز في الملف الفلسطيني، وشكرها على كل ما تقوم به في هذا الملف الذي كانإلى وقت قريب حكرا على بعض الدول العربية والإسلامية و أخرى وازنة ، وهذا يعتبر تطورا واضحا، في تعامل الإدارة الأمريكية مع الجزائر.

ـ أول مرة تتحدث الخارجية الأمريكية عن دور الجزائر في الملف الفلسطيني

وعن هذا الموضوع يقول الإعلامي الجزائري رضا بورويقات للصحيفة الإلكترونية  “الجزائر الآن”، أنّه قبل الحديث عن محتوى البيان، يجب التأكيد على أنّ ويندي شيرمان، نائب كاتب الدولة الأمريكي، هي من بادرت بالاتصال بوزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، وهذا مؤشر واضح على أنّ الخارجية الأمريكية، هي من سعت إلى توضيح رأيها بخصوص دور الجزائر المتزايد على الصعيد الدولي.

وبخصوص ما جاء في البيان الأمريكي، وحديثه عن دور الجزائر في القضية الفلسطينية، قال المتحدث، أنّه “لأول مرة يشار إلى دور جزائري في القضية الفلسطينية، وشكرها على المجهودات التي تقوم بها”

ـ هذا ما أرادت الخارجية الأمريكية إيصاله للجزائر

وفي تفسيره للموقف الأمريكي غير الاعتيادي في تعامله مع الأزمة في الشرق الأوسط وحديثه عن دور الجزائر، قال الإعلامي الجزائري، أنّ هناك إشارتين، أرادت الخارجية الأمريكية، إرسالهما إلى الجزائر، الأولى، وهي أنّ “الولايات المتحدة أدركت بالفعل قيمة الجزائر وقوتها في المنطقة، وهي تطالبها للعب دور أكبر”، أما الإشارة الثانية، فتكون مرتبطة بالاهتمام المتزايد للجزائر بالقضية الفلسطينية، وسعيها عبر كل المنظمات والهيئات الدولية، لاستعادة حق الشعب الفلسطيني، وتكون “الولايات المتحدة وصلتها الرسائل الجزائرية، وتجاوبت معها لأول مرة بطريقة إيجابية”.

ـ الموقف الأمريكي من اجتماع الفصائل إلى مكالمة شيرمان

ويوضح الإعلامي الجزائري ” للجزائر الآن”، أنّ هذا التعاطي الإيجابي للخارجية الأمريكية، مع مساعي الجزائر في الملف الفلسطيني، مرّ بعدة مراحل، مشيرا إلى أنّ الولايات المتحدة الأمريكية، لم تبدِ أي تجاوب أو ردة فعل، بعد اجتماع قادة الفصائل الفلسطينية في الجزائر، حيث تجنبت الحديث عن الموضوع رغم أهميته على المستوى الفلسطيني، وفعلت نفس الشيء مع مخرجات “القمة العربية” رغم أنّ القمة كان محورها الأساسي هو القضية الفلسطينية، ولكن بعد ذلك كان واضحا أنّ الموقف الأمريكي يتبلور تدريجيا، وجاءت زيارة مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون المنظمات الدولية، السفيرة ميشيل سيسون، شهر جانفي الماضي، وقالت الضيفة الأمريكية، أنّ الجزائر “يعتبر رائدا إقليميا في حلّ النزاعات الجارية، حيث يلعب دورا رئيسيا في تحقيق الاستقرار الاقليمي، خاصة في منطقة الساحل”. وأثنت على “وساطة الجزائر لتسوية الأزمة في مالي من خلال تمكين الاطراف المتنازعة في البلد من التوقيع على اتفاق السلم والمصالحة المنبثق عن مسار الجزائر سنة 2015″، وأبرزت القواسم المشتركة بين الجزائر والولايات المتحدة من أجل استقرار المنطقة، ورغم أنّ ميشيل سيسون، لم تتحدث عن القضية الفلسطينية، إلا أنّ السلطات الجزائرية، عادت لثير القضية الفلسطينية، خلال اجتماع برلمانات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وأكد الرئيس عبد المجيد تبون على إصرار الجزائر على تمثيل فلسطين بشكل كامل في الأمم المتحدة، ويقول الإعلامي بورويقات، أنّ الحديث عن الأمم المتحدة، يحيلنا إلى كل المنظمات الدولية، وهنا تكمن أهمية زيارة ميشيل سيسون، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل قام الرئيس عبد المجيد تبون  بإرسال مبعوثين خاصين إلى الدول العربية، ما يعني أنّ هناك “عمل جاد للجزائر لاختراق الملف الفلسطيني”، كما لا يجب أن ننسى الدور الجزائري لمنع تواجد الكيان الصهيوني داخل الاتحاد الإفريقي ولو كملاحظ.

ويعود الإعلامي بورويقات، إلى التأكيد على أنّ من نتائج زيارة سيسون إلى الجزائر هو اتصال مسؤولتها الأولى ويندي شيرمان بوزير الخارجية الجزائري، وإشادتها بدور الجزائر في الملف الفلسطيني.

ـ بيان الخارجية الأمريكية اعتراف بالدور الجزائري في الملف الفلسطيني

من جهة أخرى رفض الإعلامي الجزائري في حديثه ” للجزائر الآن ” ، أي حديث عن إمكانية غضب مصر من الدور المتنامي للجزائر بخصوص القضية الفلسطينية، مؤكدا أنّ من يستطيع أن يقدّم أي خدمة للشعب الفلسطيني سيكون مرحبا به، لأنّ الهدف الأول يبقى مساعدة الشعب الفلسطيني من أجل استعادة كامل حقوقه المغتصبة من طرف الكيان الصهيوني، وخلص الإعلامي الجزائري، في حديثه عن هذا الموضوع، بالتأكيد على أنّ بيان الخارجية الأمريكية، حمل اعتراف بالدور الجزائري في الملف الفلسطيني، مؤكدا أنّه لم يعد هناك صوت يعلو فوق صوت الجزائر داخل المنظمات الدولية، ومع ذلك اعتبر أنّ مسؤولية الجزائر ستتزايد، مع هرولة بعض الدول نحو الكيان المحتل، على غرار السودان وتشاد مؤخرا.

أما بخصوص ما جاء في بيان الخارجية، عن دور الجزائر في قضايا الساحل والصحراء الغربية، فاعتبر الإعلامي الجزائري أنّ البيان لم يحمل أي جديد، باعتبار أنّ هناك إجماع دولي على أهمية الدور الجزائر في مختلف تلك القضايا الإقليمية ومنها الملف الليبي.

وصف السفيرة الأمريكية للجزائر بـ”القوة الإقليمية” تأكيد على قوة الجزائر وليس ردا على لافروف

وفي تعليقه عن  وصف السفيرة الأمريكية للجزائر بـ”القوة الإقليمية”، قال الإعلامي رضا بورويغات، أنّ هذا اعتراف صريح بأنّ الجزائر أصبحت بالفعل قوة إقليمية، وهو ما أكده الاتحاد الأوروبي، وحلف الأطلسي والاتحاد الإفريقي، وكل الدول التي تتعامل مع الجزائر، حيث تستشيرها في مختلف القضايا المرتبطة بملفات فلسطين، الصحراء الغربية، ليبيا، مالي وصولا إلى بوركينا فاسو.

ومع ذلك رفض الإعلامي الجزائري، اعتبار ما قالته السفيرة الأمريكية بالجزائر، ردا على تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي وجه اتهامات خطيرة للولايات المتحدة، بخصوص تعاملها مع الجزائر، ولكنّه في نفس الوقت اعتبر أنّها أخطأت العنوان، فالجزائر لا تملى عليها سياستها الخارجية، وهذا ما جعل بعض المتابعين، يعتبرون، كلام السفيرة الأمريكية ردا على لافروف، ولكن الإعلامي الجزائري رضا بورويغات، رفض هذا التحليل.

 

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار