Image

الافتتاحية ..الأزمة العالمية الحالية.. المخطط الأمريكي و الغربي للإستحواذ و هذا هو المخرج العربي الوحيد والسحري للنجاة

الافتتاحية ..الأزمة العالمية الحالية.. المخطط  الأمريكي و الغربي للإستحواذ و هذا هو  المخرج  العربي الوحيد والسحري للنجاة

الجزائرالآن _ تعتبر منطقة الخليج العربي ودول القارة الإفريقية من بين أهم المناطق الغنية بالمواد الأولية الأساسية في اقتصاديات الدول العظمى.
هذا الأمر جعل منها أطماعا  للدول الغربية التي تحاول أن تجعلها مسرحا لتطبيق نظريات الفوضى الخلاقة.

إما عن طريق إثارة النعارات الطائفية والعرقية أو عن طريق فزاعة الإرهاب وترهات حقوق الإنسان وواقع الحريات الأساسية.

الغاية تبرر الوسيلة هي عقيدة الفكر الرأسمالي الذي تتبناه الولايات المتحدة الأمريكية و حلفاءها الأوروبيين.

التطور الاقتصادي الذي  تشهده هذه الدول العظمى أفرز لنا حالة من الجشع الطاقوي من أجل تغذية مجمعات صناعية ضخمة والتي تكرس هي الأخرى مبدأ السطو والنهب.

نذكر هنا شيل البريطانية، توتال الفرنسية، اكسون موبل الأمريكية، اكوينور النرويجية، دوك اينيرجي الأمريكية وغيرها من المجمعات البترولية الضخمة
ماهو دور أمريكا في الشرق الأوسط :

لقد كان لواشنطن دورا محوريا في عملية قلب الأوضاع الأمنية رأسا على عقب في الشرق الأوسط.
ولنا من الحجج والبراهين ما يكفي لإثبات هذا بدءا باحتلال العراق، وتغذية الصراعات بين الإخوة العرب ولقد تسنى هذا من خلال عمليات الاختراق والتشجيع على التسلح.
أيضا، سياسة الفوضى واللا أمن من خلال خلق كيانات إرهابية مثل القاعدة وداعش وتشجيع بعض الدول العربية لرعاية هذه المنظمات الإرهابية ماليا وهذا بغرض تقاسم المسؤولية ومواجهة الخطر الإيراني.
كما عملت أمريكا وبريطانيا على عقد شراكات أمنية من أجل الدفاع على المصالح الأمريكية وليس على مصالح وأمن الدول.
وهذا الأمر الذي لازال البعض لم يفهمه لأن هذه العقود الأمنية هي في حقيقة الأمر سلاح ذو حدين.
من جهة أخرى، عملت أمريكا على تأسيس لما يسمى بنخبة عربية موالية لها وزرع اديولوجيا وجينات استعمارية لدول المغرب العربي وإفريقيا ،وهذا من خلال خلق صراعات الريادة بين العرب بهدف الالهاء وكسر كل عملية تقارب عربي ،كان ان يكون كفيلا بتحقيق تلك القفزة النوعية الاقتصادية.
السيطرة على مناطق الطاقة من خلال جلب مؤسسات أمنية خاصة والتي كانت مسؤولة على تدهور حقوق الإنسان في هذه الدول
وهذا عن طريق نقل تلك الخبرة البشعة لطرق التعذيب والاكراه الجسدي
فالولايات المتحدة الأمريكية وشركائها قامت بنشر قيم الاستبداد والطبقية الاجتماعية داخل دول المشرق العربي وليس كما يحاولون تصويره بتصدير الديمقراطية وقيم الإنسانية من خلال برنامج الميليادير الأمريكي جورج سوروس Soros والمجتمع المفتوح open sociéty
كذلك استنجدت واشنطن بالكيان الصهيوني من أجل ارساء استراتيجيتها داخل المجال العربي الحيوي خاصة في شقها المتعلق بخلق صيغ هجينة ومطورة للإسلام مثل الدين الإبراهيمي التي أصبح الإمارات العربية المتحدة منارته.

الازمة الاوكرانية وتداعياتها على منطقة الشرق الأوسط :

لا يمكن إخفاء بان الأزمة الروسية كشفت العديد من الأمور والحقائق التي لها علاقة بالخبث الغربي تجاه دول الشرق الأوسط.
النظرة الاستعلائية للغرب كانت هي السائدة خاصة في مجال التعبئة و محاولة اقتياد الدول العربية للانخراط في الاستراتيجية الأمريكية لمواجهته الدب الروسي والتنين الصيني
لكن شاءت الظروف ان تتبنى بعض هذه الدول منطق الحياد مما جعلها مستهدفة مباشرة من طرف أمريكا والغرب والسعودية خير مثال على ذلك.
فالازمة الأمريكية السعودية وخروج قضية خاجقشي على السطح ودخول فرنسا على الخط ماهي إلا براهين دامغة على الخبث الغربي وسياسته المبنية على الكيل بمكيالين
هي أسباب دفعت السعودية لتغيير منطقها الدبلوماسي تجاه شركاءها الغربيين وفي مقدمتها أمريكا التي رفضت مساعدة الرياض وبن سلمان في بعث برنامجها النووي من أجل مقارعة إيران.
هذا الأمر يوضح لنا انه لا يوجد ثقة بين كل هذه الأطراف، وعليه حتمية التغيير أصبحت قائمة من خلال الانفتاح على إديولوجيات أخرى لديها خصومة مباشرة مع الامبريالية العالمية.

لكن السؤال هل هذا هو الحل، وهل روسيا والصين البريكس بإمكانهم تحصين الجسد العربي؟
الإجابة لا والف لا.
فدول القمة العربية يجب عليها اعادة النظر من أجل تكوين مجمع عربي اقتصادي لان لديها كل المؤهلات والطاقات البشرية الضرورية لفعل ذلك لأن  الانخراط في البريكس يعطي حماية ظرفية فقط اي أنها مرتبطة بالوقت وتمليها الظروف والاحداث.
وعليه يجب أن لا ننكر اننا دول غنية ولكن ليس لدينا إرث تكنولوجي وسياسي قوي من أجل الانضمام لهكذا منظمات رائدة في جميع المجالات الحيوية
فالقيمة الوحيدة التي نستطيع إضافتها لمجموعة البريكس هو كوننا دول غنية بالطاقة والمواد الأولية إضافة إلى مواقعنا الجغرافية الاستراتيجية لكن طموحنا ليس هكذا لأننا سوف نرتمي مرة أخرى في حضن امبريالي اقتصادي آخر أقل حدة من الأول.
لهذا الأمر الوحيد المتبقي هو إعادة رسم خارطة طريق جديدة بقيم عربية مع التفكير في إطلاق عملة موحدة تضاهي كل من الأورو، الدولار، اليوان، الروبل وغيرهم
وهذا بهدف تحقيق الاكتفاء العربي من خلال تشجيع الاستثمار عربي عربي.

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار