تركيا تستدعي سفيرها بالرباط بسبب الصحراء الغربية وصدمة بالمغرب..مصادر مطلعة تكشف” للجزائر الآن” معلومات هامة بخصوص القضية
الجزائرالآن _ إستدعت وزارة الخارجية التركية سفيرها بالمغرب عمر فاروق دوغان، وذلك بعد تصريحات أدلى بها لصحيفة مغربية ناطقة بالفرنسية أعلن فيها بصفة غير مباشرة دعم بلاده للطرح المغربي بخصوص قضية الصحراء الغربية .
وأكدت مصادر مطلعة للجريدة الإلكترونية “الجزائر الآن”، أنّه سبق لأنقرة أن وبّخت السفير التركي بالرباط، وهذا شهر نوفمبر الماضي، عندما أدلى بتصريحات قال فيها أنّ “مشكل الصحراء مصطنع والهدف منه إعاقة التنمية في المنطقة”.
وحسب مصادر “الجزائر الآن”، فإنّ تلك التصريحات أزعجت كثيرا أنقرة، التي قامت بتحذير سفيرها فاروق دوغان من الخوض في هذا الموضوع مستقبلا، محملة إياه أي حماقة أخرى ناتجة عن تصريحاته غير المسؤول، خاصة أنّه يعتبر الديبلوماسي التركي الوحيد الذي يخوض في قضايا تتعارض مع سياسة بلاده المعروفة، حيث تعتبر تركيا من الدول الرافضة لمقترح “الحكم الذاتي” في إقليم الصحراء الغربية، وهذا تماشيا مع نظرة الأمم المتحدة للصراع، وهو ما كان أشار إليه وزير الخارجية داوود أوغلو السنة الماضية، ردا على تصريحات وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة الذي ادعى أنّ أنقرة تدّعم المغرب بخصوص القضية الصحراوية.
تصريحات السفير التركي بالمغرب أتت في مقابلة أجرتها معه صحيفة “ماروك إيبدو” الناطقة باللغة الفرنسية، كشف فيها عن موقف لا يتماشى تماما مع موقف بلاده من قضية الصحراء الغربية، قائلا: “نحن نعتبر بلدان شمال إفريقيا، بما فيها المغرب، شعوبا شقيقة مسلمة وأصدقاء، مشكلة الصحراء تؤلمنا لأننا في تركيا لدينا مشكلة مماثلة، وإذا كان هناك أي شخص يفهم حقا شعور السلطات المغربية والشعب المغربي، فيمكنه فقط الشعب والسلطات التركية” وهو كلام يجانب تماما الحقيقة كون الصحراء الغربية قضية مسجلة في لحنة تصفية الإستعمار التابعة للأمم المتحدة .
قرار تركيا يؤكد عزلة المخزن
جاء قرار السلطات التركية باستدعاء سفيرها لدى الرباط ليؤكد عزلة المخزن بخصوص الصحراء الغربية، حيث من يوم لآخر يخسر أوراقه تدريجيا، فالولايات المتحدة الأمريكية جددت مؤخرا دعمها لمجهود الأمم المتحدة في الملف متجاوزة نهائيا تغريدة الرئيس السابق دونالد ترامب الشهيرة، كما أنّ باريس وإن ماتزال تظهر الحياد في الموضوع، إلا أنّ هناك إجماع داخل إدارة الرئيس إيمانويل ماكرون على رفض مقترح الحكم الذاتي، وهو ما يبرر القطيعة المتواصلة بين البلدين، وأكثر من ذلك أنّ الاتحاد الأوروبي الذي يعتبر الشريك الأول للمغرب، جدد أكثر من مرة تأكيده على لسان أكبر مسؤوليه جوزيب بوريل، تبني موقف الأمم المتحدة، الذي يعتبر قضية الصحراء الغربية قضية تصفية استعمار، والغريب أنّ إسبانيا رغم انقلابها على الشرعية الدولية تحت تأثير الابتزاز المغربي لرئيس حكومتها بيدرو سانتشيز، إلا أنّ كل المؤشرات تقول أنّ الأمور ستعود إلى طبيعتها، وهذا ما أشارت إليه وزيرة العمل ونائب رئيس الحكومة يولاندا دياز في خرجاتها الصحفية الأخيرة، كما أنّ كل أحزاب المعارضة شددت على أنّ قرارات سانتشيز بخصوص ملف الصحراء الغربية لا تعني الحكومة الإسبانية القادمة.
عزلة الرباط في ملف الصحراء الغربية، يؤكد خبراء أنّها ستتفاقم وتشتد أكثر وفي مختلف المجالات، وهذا ما بدأت بوادره تظهر من خلال التقارب السعودي الإيراني، والتقارب العربي السوري، حيث أنّ إيران تعتبر أكبر عدو للمغرب في منطقة الشرق الأوسط، في وقت يعتبر المغرب من الدول القليلة التي تعارض عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وتطالب من دمشق التخلي عن اعترافها بالجمهورية العربية الصحراوية، وهو تصرف شاذ أثار انزعاج كل القادة العرب.
ويشير مراقبون أنّ الحضن الوحيد لمحمد السادس حاليا هو تل أبيب، ولكنّه حضن غير دافئ، فحتى الكيان الصهيوني يرفض الاعتراف بمغربية الصحراء الغربية، كما أنّ الأزمة الداخلية التي تمر بها حكومة المتطرف بنيامين نتانياهو ستفرض عليه التخلي عن أي دعم للمخزن المغربي، مع اشتداد النيران المشتعلة حولها.
