Image

شؤون الكرة الإفريقية تسير من دون الجزائر!!

شؤون الكرة الإفريقية تسير من دون الجزائر!!

الجزائر الآن _ مع مرور الوقت بدأت تتضح معالم الخارطة الجديدة للكرة الافريقية على مستوى الهيئة المسيرة لشؤون اللعبة عشية الجمعية العامة الاستثنائية المقررة شهر جويلية القادم في بينين والتي ينتظر أن تنتخب رئيسا جديدا للكاف خلفا للرئيس الحالي باتريس موتسيبي الذي يكون قد قرر عدم الترشح لرئاسة الكنفدرالية الافريقية لكرة القدم لأسباب ذاتية وأخرى موضوعية، ما يفتح الأبواب أمام احتمالين لا ثالث لهما يتعلق الأول بترشيح الأمينة العامة الحالية للفيفا السنغالية فاطمة سامورا ، أو مواطنها رئيس الاتحاد السنغالي أوجوستان سنغور النائب الأول لرئيس الاتحاد الأفريقي حاليا، بينما تبدو حظوظ رئيس الاتحاد الجزائري جهيد زفزاف ضئيلة جدا لنيل عضوية المكتب التنفيذي التي حسمت قبل الأوان لصالح رئيس الاتحاد الليبي عبد الحكيم الشلماني.
باتريس موتسيبي لم يبدي لحد الآن نيته في الترشح لعهدة ثانية بسبب تذمره من الوضع داخل الهيئة القارية ، وانشغاله بقيادة حملة ترشح قريبه الرئيس الحالي لدولة جنوب افريقيا في الرئاسيات المقررة بداية السنة القادمة، بل لايزال يصر على الرحيل بعد عهدة واحدة شغلته عن تسيير أعماله واستثماراته الخاصة في بلاده و عديد البلدان الافريقية، ولم يتمكن فيها من تنفيذ برنامجه، ولا التحكم في عمل اللجان التي كشف لمقربيه أنها تخضع للوبيات تمارس الابتزاز في حق أعضاء اللجنة التنفيذية ونواب الرئيس الذين لم يختارهم موتسيبي ، مثلما لم يكن له تأثير على عديد الخيارات والقرارات التي اتخذها المكتب التنفيذي للكاف على مدى أربع سنوات لم تختلف كثيرا عن تلك التي ترأس فيها الملغاشي أحمد أحمد، وفقدت فيها الكنفدرالية الافريقية لكرة القدم سيادتها وسلطتها وسيادة قرارها.

التوقعات الأولية كانت تشير الى أن رئيس الاتحاد السنغالي أوجستن سنجور هو المرشح الأقوى لخلافة موتسيبي على رأس الاتحاد الافريقي رغم تردده في قبول المأمورية، و وجود معارضة من أطراف اختطفت الهيئة الكروية، لكن ظهرت مؤخرا بوادر جديدة لترشيح الأمينة العامة للفيفا السنغالية فاطمة سامورا التي قرر إنفانتينو الاستغناء عنها على مستوى الاتحاد الدولي لاحقا و ترشيحها لرئاسة الكاف خلفا لباتريس موتسيبي ، حتى يبقى يتحكم في شؤون الكرة الإفريقية ويحكم سيطرته عليها بشكل مباشر و بتواطؤ مفضوح من داخل البيت الكروي الافريقي، الذي فقد استقلاليته مع الوقت وصار تابعا لإنفانتينو في وقت تتمتع باقي الاتحادات القارية في أوروبا وآسيا وأمريكا بكامل الحرية في اختيار رؤسائها وأعضاء مكتبها واتخاذ القرارات التي تناسبها .

الجمعية العامة الاستثنائية لشهر جويلية ستكون أيضا مناسبة لتجديد جزئي على مستوى أعضاء المكتب التنفيذي ، الذي يعرف ترشح رئيس الاتحاد الجزائري جهيد زفيزف دون أدنى ضمانات أو حظوظ للفوز أمام المرشح الليبي عبد الحكيم الشلماني الذي حسم عدد كبير من الأصوات منذ مدة ولم يترك منها سوى عشرة على أقصى تقدير حسب توقعات العارفين بمسار التصويت وكيفية الحصول على التأييد ، ناهيك عن التصويت على البلد الذي يحتضن نهائيات كأس أمم أفريقيا 2025 الذي حسم من زمان لصالح المغرب ، ما دفع الاتحاد الجزائري الى الترشح لدورة 2027 ، التي تبقى معلقة و مرتبطة بمعطيات أخرى لم نعد نتحكم فيها منذ صارت شؤون الكرة الإفريقية تسير من دون الجزائر بسبب تراجع النفوذ.

أما اجتماع اللجنة التنفيذية للكاف الذي انعقد الخميس الماضي في الجزائر عشية نهائي كأس إفريقيا لأقل من 17 سنة، فقد صادق على النظام الجديد للتصفيات المؤهلة لمونديال 2026، والذي سيكون في صالح المنتخبات المصنفة جيدا على مستوى ترتيب الفيفا، بما فيها الجزائر التي لن تجد صعوبات في التأهل، لكن يبدو أن رئيسها سيجد صعوبات في الفوز بمقعد في اللجنة التنفيذية، وصعوبات في الفوز بتنظيم كأس أمم افريقيا رغم استثمار السلطات الجزائرية في إنجاز المرافق الرياضية و استضافة البطولات القارية ورؤساء الاتحادات خلال الفترة الماضية، لكن تراجع نفوذ الاتحاد الجزائري ، وتراجع النتائج الفنية لكل المنتخبات على مدى سنتين صار مؤثرا على موقف الجزائر و موقعها ، عكس الكرة السنغالية التي حصدت كل الألقاب ، وتقترب من الفوز برئاسة الكاف سواء بواسطة فاطمة سامورا أو أوجستن سنغور .

شهر جويلية سيكون فاصلا أيضا في تحديد مصير المكتب الفدرالي الحالي خاصة إذا فشل رئيس الاتحاد في الفوز بعضوية المكتب التنفيذي، و فشل في كسب أصوات أعضاء الجمعية العمومية لصالح ملف الجزائر لاحتضان نهائيات كأس أمم افريقيا ، بعد سلسلة الاخفاقات الفنية المتتالية لكل المنتخبات، لذلك يتوقع الكثير من المراقبين في الجزائر رحيل جهيد زفيزف الذي لم يعد يلقى إجماعا داخل مكتبه، وخارجه في أوساط الأندية و وسائل الاعلام و جماهير الكرة العريضة التي نفذ صبرها بسبب تكرار الإخفاقات وانسداد الأفق في ظل غياب مشروع كروي واضح المعالم .

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار