Image

ـ حوار ـ وزير الإعلام السوري السابق الدكتور مهدي دخل الله لـ”الجزائر الآن”:هذه هي أولويات دمشق و هذا موقفنا الواضح من مسألة عودة سوريا للجامعة العربية

ـ حوار ـ وزير الإعلام السوري  السابق الدكتور مهدي دخل الله  لـ”الجزائر الآن”:هذه هي أولويات دمشق  و هذا موقفنا الواضح من مسألة عودة سوريا للجامعة العربية

الجزائرالآن _ عضو القيادة المركزية لحزب البعث في سورية الدكتور مهدي دخل الله في حديث شامل لـ”الجزائر الآن”:

_ تقدم ملحوظ في اجتماع “الخماسية” في عمّان عن اجتماع جدة من خلال محددات مهمة

_ بيان عمّان ربط مصطلح الحل السياسي بمفهوم المصالحة الوطنية . وهذا اقتراب كبير من الموقف السوري

_ الأولوية لدى سورية للعلاقات الثنائية العربية وليس للجامعة العربية التي لم تطلب ترك مقعدها فيها

_ غالبية الدول العربية كانت منفعلة في التحول العالمي فهي ستعيش نتائجه دون أن تشارك في ولادته

ـ تشهد منطقة الشرق الأوسط حراكاً سياسياً متسارعاً ، تشكل سورية محوره الأساسي ، سواء لعلاقاتها العربية أم الدولية ومنها بشكل خاص العلاقة مع تركية . بغية التعرف على أبرز ما يدور في هذا الجانب كان هذا الحوار الخاص مع عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي ووزير الإعلام السوري والسفير السابق الدكتور مهدي دخل الله الذي تحدث للجريدة الإلكترونية  “الجزائر الآن “ عن مخرجات اجتماع عمّان الخماسي الأخير حول سورية بقوله: بوجه عام هذا الاجتماع يأتي استكمالاً لاجتماع جدة لكن فيه تقدماً ملحوظاً عن ذاك الاجتماع وفق مقارنة بين البيانين.. ويرى دخل الله أن أهم شيء هو اعتراف الدول العربية بواقع إحباط سورية لمخطط تقسيمها وإخضاعها. هذا واضح من البيانين إضافة إلى وثائق أستانا وسوتشي (تركيا مع روسيا وإيران)، فالتأكيد الأساسي واضح على احترام وحدة سورية وسيادتها وبسط الشرعية على جميع أراضيها..(وهذا أهم مبدأ).

أما الموضوع الثاني الأساسي فهو تأكيد الدول العربية الموقعة على البيان على مكافحة الإرهاب بشكل كامل على الأرض السورية.

والأمر الثالث إنهاء الوجود الأجنبي غير الشرعي، وهذا المصطلح (غير الشرعي) مهم لأن فيه اعترافاً واضحاً بسيادة الدولة السورية وحريتها في التعاون مع حلفائها. في السابق هناك من كان يتحدث عن خروج القوات الأجنبية بالمطلق (أي روسيا وإيران وتركيا وأمريكا).. لذلك فإن التمييز بين الوجود الشرعي وغير الشرعي تطور مهم..
وهذا من ميزات بيان عمّان ، ومن ميزاته ومستجداته أيضاً مسألة (الحل السياسي) أو (التسوية السياسية).في السابق كان الحديث عن (التسوية السياسية) عامّاً في بيان جدة بما يعني أن هناك طرفين ندّين الدولة السورية والمعارضة بينما الحقيقة على الأرض ليست كذلك.. على الأرض توجد الدولة السورية وإرهاب واحتلال (وجود غير شرعي).
على الرغم من ذلك فإن سورية أيدت حوار جنيف أو (اللجنة الدستورية) على أساس أنه حوار بين أبناء الشعب السوري (وليس دولة ومعارضة بالمعنى الرسمي).
وسورية تؤكد دائماً أن ما يتفق عليه السوريون وفق القانون والدستور سيتم. وهناك المادة /150/ في الدستور التي ترسم آليات تعديل الدستور.
الجديد المتميز في البيان أن مصطلح التسوية أو الحل السياسي ربطته الدول المشاركة بمفهوم المصالحة الوطنية أي إن الهدف حل سياسي والأداة هي المصالحة وهذا اقتراب كبير من الموقف السوري.

وقد أكد البيان أن هدف (اللجنة الدستورية) تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة (هذا تطور إيجابي).
والحديث عن (الحل السياسي) جاء على لسان وزراء خارجية الأردن والسعودية ومصر والعراق كما أكد البيان (وليس جميع الوزراء).
ولكن على الرغم من التركيز على هذا الموضوع إلا أن نهاية الفقرة تؤكد أن الهدف هو المصالحة الوطنية.
هناك جانب آخر متميز في البيان وهو أن المشاركين اتفقوا على المتابعة بأجندة محددة وفق جدول زمني وهذا مهم كي لا يبقى البيان مجرد رغبات.
والأمر المميز الأخير أن الوزراء اتفقوا على تشكيل فريقي عمل سياسيين وأمنيين لمسألة تهريب المخدرات ، وهناك أمر محدد وهو الاتفاق على إجراءات فاعلة لأمن الحدود المشتركة ، وتشكيل فريق فني لمتابعة مخرجات الاجتماع، وهذا فيه تأكيد مهم على التنفيذ ، والتواصل مع الدول العربية والدول الصديقة لاطلاعها على مخرجات الاجتماع (وهذا أيضاً إجراء تنفيذي مهم). وحول عودة سورية للجامعة في قمة الرياض يرى دخل الله ان هناك مسألتان في العلاقات بين سورية والدول العربية: الأولى هي العلاقات الثنائية ، والثانية جامعة الدول العربية.

أما بالنسبة للعلاقات الثنائية فسورية تؤكد أن هذه المسألة تحتل الأولوية في اهتماماتها وتشير إلى حقيقة أن سورية لم تطلب من أي سفير عربي مغادرة دمشق ولم تتخذ أي قرار بقطع أو تجميد علاقاتها الدبلوماسية مع أي دولة عربية، قطع العلاقات جاء من جانب واحد وعدد من الدول العربية طلب من السفراء السوريين مغادرة عواصم هذه الدول. كما أن سورية لم تطلب من سفير أي دولة في العالم مغادرة دمشق وإنما جاء التصرف من قبل تلك الدول، لذا فعلى تلك الدول اتخاذ القرار بعودة سفرائها إلى دمشق واستقبال السفراء السوريين في عواصمها.
ويرى دخل الله أن هناك تقدماً ملحوظاً في العلاقات الثنائية مع عدد مهم من الدول العربية.
أما بالنسبة للجامعة العربية فيؤكد دخل الله أنه لا بد من التذكير بأن قرار تجميد مقعد سورية لم يؤخذ بالإجماع فهو غير شرعي بمعيار الميثاق. كما أن سورية صوتت ضد القرار (مع لبنان والجزائر وتحفظ العراق).
هذا يعني أن الجامعة هي التي اتخذت قرار التجميد من جانب واحد ، وهي التي عليها ان تلغيه ، ولا يمكن لسورية طلب عودة للجامعة العربية لأنها لم تقرر الخروج منها او تجميد مقعدها ، هذا الأمر منطقي وواضح ، الكرة الآن في مرمى الجامعة ، فهل ستحل الدول الراغبة بإلغاء قرار التجميد مشكلتها مع الدول التي مازالت تصر على القرار ( قطر ، المغرب) ..؟ فهذا شأن يخص الجامعة ، والأولوية في سورية للعلاقات الثنائية .

وحول المستجدات الجيوسياسية في الشرق الأوسط يرى دخل الله أن هناك عملية تحول عالمي من نظام القطب الواحد إلى نظام جديد أكثر توازناً ولا شك بأن منطقتنا العربية والشرق الأوسط عموماً هي في مركز هذا التحول بسبب موقعها الجيوسياسي والجيواستراتيجي (امتلاكها للثروات الإستراتيجية كالنفط والغاز- امتلاكها للمضائق الإستراتيجية كقناة السويس وباب المندب وجبل طارق-سيطرتها على جزء كبير من المتوسط وكامل البحر الأحمر-الخليج العربي ومضيق هرمز.. الخ)
لكن غالبية الدول العربية كانت منفعلة بهذا التحول أي إنها ستعيش نتائجه من دون أن تشارك في ولادته، أما سورية فكانت فاعلة في هذا التحول لذلك سيكون موقعها موقع الشريك (وليس المنفعل) . فسورية وقفت في وجه القطب الأوحد قبل أي دولة أخرى في لعام (2003 و2011). اليوم دخلت روسيا والصين عملياً في استيلاد النظام الجديد.
المهم أن نتائج هذا التحول أنه –بسبب الضعف النسبي لأميركا- سيصبح لدى حلفاء واشنطن وأتباعها في أوروبا والمنطقة مساحة أكبر للتصرف من دون الموافقة المباشرة من أميركا على الرغم من استقرار العلاقة المحورية معها (السعودية-تركيا-مصر وغيرها).. وهذا شيء جيد فيه من الواقعية حجم كبير ويعتبر تطوراً مهماً في العلاقات الدولية ، لذلك من المتوقع أن تتطور العلاقات بين الدول العربية بشكل إيجابي.

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار