رحيل محرز بين مرحب ومتحفظ ومتفهم !!

الجزائرالآن _أخيرا انتقل الدولي الجزائري رياض محرز الى الأهلي السعودي بعد أيام من الترقب بسبب تأخر الاعلان عن الصفقة لأسباب ادارية مرتبطة بالنادي السعودي الذي كان مطالبا بحل مشاكل مالية عالقة فرضت تأخيراجراءات الانتقال على مستوى الفيفا، وبالتالي تأخير التحاق محرز بفريقه الجديد ، وسط ردود فعل متباينة في الأوساط الكروية الأنجليزية والجزائرية والسعودية بين مرحب ومتأسف ، وطرف ثالث متفهم لاختيار محرز الرحيل عن السيتي في اتجاه الدوري السعودي الذي استقطب قبله نجوما كبار لم يخلف انتقالهم نفس الجدل ، لكن الخيبة كانت واضحة في الأوساط الاعلامية والجماهيرية الانجليزية، مقابل فرحة كبيرة في الوسط الكروي السعودي ، كانت ستكون أكبر لو التحق محرز بالهلال أو النصر أو الاتحاد ، على اعتبار أن الأهلي هو صاعد جديد رغم شعبيته الكبيرة .
الدولي الجزائري حقق رغبته في الرحيل عن السيتي بعد موسم ثري بالتتويجات الجماعية، لكن جد صعب من الناحية الفردية بسبب ملازمته كرسي الاحتياط خاصة في نهاية الموسم ، مما حز في نفس رياض محرز ، وجعله يقرر الرحيل رغم عقده الساري الذي كان يمتد لموسمين أخرين ، وقدراته ومهاراته التي يشهد بها غوارديولا قبل غيره ، وكان يشيد بها كل مرة عندما يسأل عن سبب عدم الاعتماد عليه بانتظام في مباريات السيتي، ورغم الصبر الذي كان يتحلى به محرز خاصة عندما غاب عن نهائي دوري الأبطال الذي توج به السيتي ، وهو الأمر الذي دفع رياض محرز لقبول العرض السعودي، والضغط على إدارة النادي لقبول التفاوض والموافقة على عرض صندوق الاستثمارات السعودي، خاصة وأن غوارديولا لم يكن يرغب في ذلك الى أخر لحظة ما لم يجد البديل .
بعد الإعلان الرسمي عن إتمام الصفقة نشر رياض محرز رسالة على حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي، شكر فيها جماهير السيتي التي احتضنته على مدى خمس سنوات توج فيها معه بكل الألقاب الفردية والبطولات الجماعية، وكان فيها متميزا ومحبوبا بين زملائه الذين عبروا بدورهم عن حسرتهم واسفهم و تأثرهم برحيل زميلهم في تغريدات منشورة على حساباتهم الشخصية، كشفوا فيها عن احترامهم لرياض الشخص و اللاعب الذي ترك بصمة في قلوب وعقول الأنصار واللاعبين ، وكذا المدرب بيب غوارديولا الذي عبر بدوره عن تقديره لمشوار محرز مع السيتي مؤكدا على العلاقة الطيبة التي جمعته باللاعب ، و مساهمته الكبيرة في كل الألقاب التي حققها السيتي منذ التحاقه به سنة 2018، جعلت منه اللاعب الأفريقي الأكثر تتويجا بالدوري الإنجليزي الممتاز.
حسرة جماهير السيتي كانت كبيرة على رحيل محبوبها ، وكانت أكبر في وسائل الإعلام البريطانية التي تأسفت لرحيل أحد أكبر اللاعبين المهاريين و المبدعين في تاريخ الدوري الأنجليزي خاصة وأنه كان بإمكانه الاستمرار مع السيتي على الأقل لموسم آخر ، أو الانتقال الى فريق انجليزي أخر يواصل من خلاله امتاع الجماهير الانجليزية بفنياته الاستثنائية، حيث كشف الكثير من المتتبعين في انجلترا عن تعاطفهم مع محرز الذي رحل مضطرا حسبهم بسبب خيارات بيب غوارديولا رغم كل ما أظهره من التزام ومهارات وفنيات جعلت منه أحسن لاعب في الدوري مع ليستر، و أحد أفضل لاعبي السيتي و الدوري الانجليزي الممتاز ودوري الأبطال ، ترك بصمته في كل المسابقات التي شارك فيها أساسيا أم احتياطيا.
الجزائريون من جهتهم انقسموا بين مرحب ومتحفظ ومتفهم لما حدث مع الدولي الجزائري رياض محرز الذي يبقى لاعبا محترفا ملكا لنفسه وناديه وليس لمنتخب بلاده، يجب إحترام قراره الذي يخصه لوحده ، لذلك لم يعلق الكثير من الجزائريين على الخيار ايمانا منهم بأنه حر في اختياره حتى ولو كانوا يتمنون رؤيته رفة رونالدو في النصر ، أو بنزيمة وكانتي في الاتحاد، أو حتى في الهلال مع روبين نيفيز وكوليبالي وميلنكوفيتش سافيتش ، بينما رحب البعض الآخر من الجزائريين بقرار الرحيل من جحيم غوارديولا الذي عاشه خاصة خلال الموسمين الماضيين حتى ولو باتجاه أهلي جدة الصاعد الجديد أحد أعرق الأندية السعودية الذي ضم الى صفوفه الحارس السنغالي ماندي، والبرازيلي روبيرتو فيرمينو.
الضجة التي أحدثتها صفقة انتقال محرز الى الأهلي السعودي كانت أكبر من تلك التي أعقبت رحيل رونالدو الى النصر، وبنزيمة الى الاتحاد رغم أن قيمتها لم تتعدى 39 مليون دولار ، خاصة وأنه رحل غاضبا في أوج عطائه ، لكن التحدي الجديد قد يحفزه على مواصلة التألق والتميز والاستمتاع ، ومنح المتعة لعشاق الأهلي والدوري السعودي والكرة العالمية الذين ينتظر أن تتحول بوصلتهم من الرب الى الشرق، في ظاهرة تستحق أن يكون فيها رياض محرز جزءا من تحول تاريخي يعد بالكثير .