Image

المقاومة الفلسطينية طبعة جديدة

المقاومة الفلسطينية طبعة جديدة

الجزائرالآن _ على بوابات شهر سبتمبر حيث ذكرى توقيع اتفاقيات اوسلو تشتعل الارض المحتلة مقاومة تعيد صياغة المعادلة من جديد وتدعو الى انتقال نوعي في التعامل مع الوقائع. فيما تحاول المؤسسة الصهيونية ملاحقة الزمن في وضع حد للتصعيد النوعي في اشكال المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية.

فبعد ان اصبحت جبهة غزة محكومة لمعاملات الردع والاشتباك المحسوب في ظل حصار وضغط رهيب على غزة، ظن العدو أن الاستيطان يجد فرصته الاستثنائية لا سيما وقد تحللت الحكومات الاسرائيلية من اتفاقيات اوسلو وطابا، ولم يعد على الارض منها الا التنسيق الامني وتحويل المقاصة الضريبية للسلطة محسوم منها، قسم سطت عليه الادارة الصهيونية بحجة منع ايصاله لعائلات الشهداء والاسرى.

في الضفة الغربية في نابلس وجنين والخليل وفي عاصمة فلسطين القدس تتنوع العمليات الفدائية من طعن بالسكاكين الى قنابل وعبوات ناسفة الى كمائن مسلحة ودهس بالسيارات واشتباكات مباشرة .

ما يجري يمكن اعتباره انه العصر الذهبي للمقاومة الفلسطينية فهو يتوزع جغرافيا على مساحة الضفة بل وفي العمق الفلسطيني، الأمر الذي ينعكس في ارتباك واضح لدى صناع القرار ولدي الاجهزة الأمنية الصهيونية.

لم تنجح القوات الاسرائيلية من تثبيت حضورها في مخيم جنين وهو ليس اكثر من كيلو متر مربع ولم تستطع حماية مستوطناتها في مربعات امنية تعتبر حساسة من الدرجة الاولى بالقرب من الخليل ونابلس ورام الله و اريحا. ولقد اظهر الجيش الصهيوني عجزا حقيقا عن ايقاف عجلة المقاومة بل عن البقاء عليها في نقطة معينة فهي تتزود بتجدد مستمر مع تصعيد العدو في انتهاكات المسجد الاقصى وتهويد القدس وارتفاع وتيرة الاستيطان.

الفلسطينيون والصهاينة قد وصلوا الى نقطة الحقيقة بعيدا عن اجواء المفاوضات والتنسيق والارتهان الى الوعود الدولية والامريكية.

في الكيان الصهيوني يتراجع تيار التسوية السياسية ويتقدم تيار العنف والتطرف الارهابي وقد اصبح المتطرفون الصهاينة في واجهة صنع القرار وهم لا يخفون اهدافهم نحو القدس والأرض الفلسطينية.

وفي المقابل فشل الساسة الرسميون الفلسطينيون في تحقيق اي انجاز سياسي لصالح القضية الفلسطينية وعاد موقفهم غير مقنع للشعب الفلسطيني الذي يجد في تنامي الفعل المقاوم الوسيلة الوحيدة للتعامل مع العدو الصهيوني.

يقف المشروع الصهيوني بكل صلافته ووضوحه وعنفه على جبهة المواجهة لشعب اعزل فاقد كل دعم حقيقي في مواجهة الالة العسكرية الصهيونية المتطرفة، ولكن بلا شك انه يتمترس خلف طلائع من الشباب الفلسطيني التي عزمت ان تخرج من دائرة التسوية والهياتها والدخول في المعركة الواضحة وبكل عنفوان وكسر القرار الصهيوني.

اكيد ان هذه الموجة الثورية لن تحسم الصراع على ارض فلسطين، ولكنها بلون جديد تتميز فيها الاستمرارية والفدائية والانتشار وانها تتم من قبل الكل الفلسطيني رغم ان الوضع الرسمي الفلسطيني ينوء باثقال ارتباطه باتفاقيات سياسية وامنية رغم ان العدو لم يعد يقيم لها وزنا.

ان استمرار المقاومة واندفاعها بقوة يعني بوضوح اننا سننتقل الى مرحلة جديدة تزيد من الضغط على الكيان الصهيوني الأمر الذي سيفسح المجال لتمدد المقاومة اكثر في الضفة والداخل الفلسطيني والقطاع ، وستكون المقاومة هي عامل التوحيد المنطقي والطبيعي للموقف الفلسطيني والكيان السياسي الفلسطيني بعد ان فشلت كل عمليات المصالحات والمفاوضات الداخلية.

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار