Image

جمال بلماضي بين الحق والواجب !

جمال بلماضي بين الحق والواجب !

الجزائرالآن _ قرار جمال بلماضي بنقل التربص التحضيري للخضر الى مدينة طبرقة التونسية و إلغاء الندوة الصحفية التي كانت مقررة صبيحة الأحد ، ثم رفض السلطات العمومية تنقل الخضر الى تونس واصرارها على ضرورة الاختيار بين قسنطينة وعنابة ، وما ترتب عن ذلك من قراءات وتأويلات، صنع الحدث في الأوساط الكروية التي أجمعت كلها على التنديد بالمسؤولين على الوضعية الكارثية لملاعب مركز سيدي موسى للمنتخبات الوطنية ، ومعارضة خيار بلماضي بالتنقل إلى مدينة طبرقة التونسية، في حين رحبت بإلغاء السفرية واختيار مدينة قسنطينة لتحضير مواجهتي تنزانيا والسنغال، في سيناريو يترك مخلفات وتداعيات مثيرة للتساؤلات حول مسؤوليات جميع الأطراف في منظومة كروية تزداد تدهورا، لم تعد تحترم الصلاحيات والأولويات وما يقتضيه تسيير المرافق الرياضية والمنتخبات الوطنية.

لقد كان قرار جمال بلماضي بعدم التربص في مركز سيدي موسى متسرعا وصف بالمتهور من طرف البعض ، تم اتخاذه تحت الصدمة بعد معاينة أرضيات مركز سيدي موسى دون استشارة ما تبقى من هياكل الاتحادية و السلطات العمومية الكفيلة بمنح ترخيص السفر خارج الوطن، و اعتبره البعض الآخر متأخرا لأن بلماضي لم يكلف نفسه عناء المعاينة القبلية للمركز بنفسه أو عن طريق مساعديه، خاصة وأن التقارير الاعلامية تحدثت قبل أسابيع عن الوضعية المأساوية للملاعب التي انتشرت صورها في وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي ، كما أنه لم يكلف نفسه البحث عن البديل في مدينة عنابة التي تحتضن مواجهة تنزانيا و تتوفر على ملعبي 19 ماي ، و العقيد شابو في وسط المدينة، أو على الأقل مدينة قسنطينة بملعب الشهيد حملاوي وكل مرافقها الفندقية .

اختيار مدينة طبرقة التونسية كان متسرعا و متأخرا ، لذلك لقي معارضة كبيرة رسمية واعلامية وجماهيرية خاصة وأن السفر خارج الوطن يتطلب اجراءات ادارية ولوجيستية يصعب توفيرها في ظرف وجيز ، كما أن تنقل اللاعبين الى تونس كان سيتم بعد وصول كل اللاعبين المحترفين مساء الاثنين عبر طائرة خاصة لم يتم طلبها مسبقا ، ومن مطار قرطاج بتونس كان يجب توفير حافلة لنقل اللاعبين إلى مدينة طبرقة في رحلة برية كانت ستدوم ثلاث ساعات لقطع مسافة 185 كلم ، وبعد يومين من التربص كان الأمر يستوجب تنقل أخر برا مسافته 126 كلم من طبرقة الى عنابة لتنشيط المواجهة ضد تنزانيا ، ثم العودة الى طبرقة لتحضير مواجهة السنغال ، وبعدها التنقل جوا من تونس الى داكار لمواجهة السنغال وديا.

الأوساط الاعلامية انقسمت بدورها بين مؤيدة وأخرى معارضة لقرار جمال بلماضي بإلغاء الندوة الصحفية التي كانت مقررة صبيحة الأحد في مركز سيدي موسى ، حيث اعتبر البعض أن الإلغاء كان صائبا تجنبا للخوض في شؤون انتخابات رئيس الاتحادية، و أمور أخرى بعيدة عن الكرة والمنتخب واللاعبين والخيارات الفنية للمدرب ، تؤدي الى مزيد من اللغط والجدل و الاحتقان ، بينما اعتبر البعض الأخر القرار تهربا من مواجهة أسئلة الصحافيين حول رغبته في نقل التربص الى طبرقة ، وقرار السلطات بتغيير الوجهة الى قسنطينة، و الحالة التي صار عليها مركز سيدي موسى لتحضير المنتخبات الوطنية ، ولماذا تأخرت معاينته للمركز الى غاية حلول موعد التربص .

مهما يكن فإن الوضع المأساوي للكرة الجزائرية لم يعد مقتصرا على مركز سيدي موسى لتحضير المنتخبات الوطنية ولا على المرافق الرياضية القديمة والحديثة، و تلك التي تمت إعادة تهيئتها بمناسبة احتضان الجزائر لمختلف المنافسات الرياضية، ولم يعد يخص مؤسسة الاتحاد الجزائري ، وميكانيزمات تسيير المنتخبات الوطنية فحسب ، بل تعداه الى تسيب ولا مبالاة وتعد على الصلاحيات وعدم احترام القواعد والقيم والمؤسسات والمكتسبات، والتلاعب بمشاعر الناس و الاضرار بسمعة الجزائر ومصالحها في الداخل والخارج رغم كل النوايا الصادقة والجهود المبذولة والدعم الكبير الذي تحظى به المنتخبات الوطنية، والتي أثمرت مركزا تحضيريا كان مفخرة تحول الى مهزلة يعبث به العابثون، و مع ذلك يبقى من حق بلماضي المطالبة بتوفير الامكانيات والظروف اللازمة للتحضير، لكن من واجبه الالتزام بعدم تجاوز صلاحياته والتصرف في المنتخب بمفرده وكأنه ملكية خاصة .

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار