Image

أما آن لموتسيبي أن يعتذر للجزائريين؟!

أما آن لموتسيبي أن يعتذر للجزائريين؟!

هل كان رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم باتريس موتسيبي يمارس “التنويم المغناطيسي” ضد الجزائريين، وهو يشيد مع كل زيارة له للجزائر بالإمكانات الهائلة التي تملكها هذه الدولة وتجعلها قادرة على احتضان مختلف التظاهرات الكروية في العالم؟ وهل كان يضع “المخدر” في الشاي لمسؤولي كرة القدم في الجزائر وهو يؤكد في كل تصريح، بأنّ لا شيء حسم بخصوص البلد الذي سينظّم كأس إفريقيا لسنة 2025 وكذلك النسخة الموالية؟

أم أنّ باتريس موتسيبي مغلوب على أمره، وأنّه داخل أروقة الهيئة التي يرأسها “مايهش ماينش” كما يقول المثل الشعبي الجزائري؟ وأنّه ليس أكثر من واجهة تغطّي على ألاعيب العصابة التي اختطفت الاتحاد الإفريقي منذ سنوات، وأنّه ليس أحسن من سلفه الملغاشي أحمد أحمد، الذي كان مجرد دمية في أيدي عصابة “لقجع” ولمّا فاحت رائحتها رمي به في “مزبلة التاريخ”، غير ميؤوس عليه.

لا أعرف من كان يرّوج لتلك الأخبار التي كانت تتحدث عن الصراع الشرس بين “الملاك” موتسيبي و”الشيطان” لقجع، وجعلنا نصدّق بأنّ الرجلين أصبح عدوين، وانتشرت تلك الأخبار التي تؤكد أنّ موتسيبي قرر تغيير تركيبة المجلس التنفيذي لـ”الكاف” قبل اجتماع التصويت على البلد الذي سيتشرف باحتضان “كان 2025″، وهذا حتى يمنع عصابة “الكاف” من سرقة تلك الدورة التي كانت الجزائر تراهن بقوة عليها.

ربما كنّا في الجزائر طيبين أكثر من اللزوم، فصدّقنا كل تلك الكلمات الجميلة التي كان موتسيبي يزّينها بابتسامته “السمراء”، فقد كنّا مقتنعين أنّ “الملاك” سينتصر، ويعيد لنا “حقنا” قبل أن يخطفه “الشيطان” المغربي ومن يأتمرون بأمره، رغم أنّ بعضا منّا كان يصرخ بأعلى صوته “لا تصدقوا موتسيبي ولا تلبسوه برنوس عزتنا فهو يضحك لنا أمام كاميراتنا وعلى أرضنا، ولكنّه يضحك علينا كلما غادر مطار هواري بومدين متوجها إلى أي مكان آخر”.

أنا عن نفسي وإن كنت صدّقت موتسيبي ككثير من الجزائريين، فذلك لجنسيته الجنوب إفريقية، فنحن نعتبر أن تلك الدولة الواقعة في أقصى جنوب القارة توأم للجزائر ولا يمكن أن يطلع رجل منها يخوننا أو يتلاعب بمشاعر الجزائريين، هل يرضى رئيسه بذلك وهو من أهل وأقارب موتسيبي، وهل ترضى بذلك وزيرة الخارجية، تلك المرأة التي تعوّدت على كشف كل ألاعيب المخزن المغربي بجرأة يحسدها الكثيرون عليها.

بصراحة، لا أملك أي عذر لباتريس موتسيبي على ما فعله مع الجزائر، حتى وإن كان بالفعل لا يملك القدرة على التغيير أمام عصابة لها جذور داخل الكاف، كما أنّه كان ربما يسعى للحفاظ على منصبه أو يخشى تأثر أعماله في المغرب في حال انقلب على لقجع وجماعته، وهي بالتأكيد أعذار مردودة على من يتبناها، خاصة ونحن نستمع إلى تصريحات نائب رئيس الكاف، رئيس الاتحاد السنغالي لكرة القدم، أوغستين سنغور، الذي اعتبر الملف الجزائري الأحق باحتضان نسختي كأس إفريقيا (2025 و2027)، فهذا يعني أنّ الجزائر طُعنت في الظهر، وإن لم يكن باتريس موتسيبي مشاركا في العملية أو حتى موافقا عليها، فسكوته يضعه في “سلة” واحدة رفقة عصابة لقجع، ولهذا من حق الجزائريين مطالبته بالاعتذار، ليس لصمته أمام “الخيانة” التي تعرضت لها الجزائر، ولكن على تلك الكلمات والابتسامات، التي جعلتنا نعتقد أنّه قادر على منحنا تنظيم كأس العالم وليس كأس إفريقيا.

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار