Image

الافتتاحية ..خطر الإعلام العربي و الخطة الجزائرية المطلوبة

الافتتاحية ..خطر الإعلام العربي و الخطة الجزائرية المطلوبة

الجزائر الآن ـ المتابع للمشهد الإعلامي العربي هذا الأسبوع يكون قد شاهد من دون شك أن عددا من  وسائل الإعلام العربية وتحديدا الشبكات  التلفزيونية الكبرى قد بدأت إلى حد ما تتراجع عن  دعمها للمقاومة الفلسطنية الباسلة.

بل لوحظ أيضا كثرة إستضافة المسؤوليين من الكيان الصهيوني المحتل خاصة على قناتي “العربية والحدث”، لأننا لا نعتبر الأمر على الإطلاق مفاجئ بالنسبة لقناة “سكاي نيوز عربية ”  ، أما شبكة الجزيرة  التي كان ولازال  الجمهور العربي يعول عليها، فرغم محافظتها على تغطية العدوان على غزة إلا أن تقاريرها القوية المنحازة للمقاومة الفلسطينية و المدينة للكيان الصهيوني قدأ بدأت تقل يوما بعد يوم .

زيادة طبعا على مواصلة الجزيرة إستضافة مسؤولي الكيان تارة والأمريكيين تارة أخرى من ذات الطرح الصهيوني ، وبالتالي وجب علينا أن نضع الملاحظات التالية: 

القنوات العربية الكبيرة عالية المشاهدة والتأثير و التي تمتلك  الإمكانيات و بالتالي مكاتب و مراسلين بعدد من البلدان العربية وحتى العالمية هي  كالتالي  : 

1 ـ شبكة الجزيرة: بمختلف قنواتها التلفزيونية الناطقة باللغات المختلفة و التي تمتلكها دولة  قطر. 

2 ـ قناتي العربية  و الحدث :  تمتلكهما المملكة العربية شراكة بين القطاع الخاص والعام  . 

3 ـ قناة سكاي نيوز :  تمتلكها دولة الإمارات العربية المتحدة .

4 ـ قناة الميادين :  ورغم أنها أقل تأثيرا وهي ملكية خاصة محسوبة على تيار معين بالدولة اللبنانية و محور المقاومة.

 

 بالنسبة للصحف الإلكترونية الكبرى فما ينطبق على القنوات التلفزيونية  من ملاحظات ينطبق أيضا على الصحف الإلكترونية بمعنى حسب ملكية البلد  ونشرح :  

1 ـ الصحف الإلكترونية الممولة من قطر : لازالت لحد الساعة تدعم المقاومة سواء كان مقرها في لندن أو تركيا أو حتى الدوحة .

2 ـ الصحف الإلكترونية الممولة من طرف الإمارات : جهرت بالعداء للمقاومة الفلسطينية و تقترب من دعمها للإحتلال الصهيوني في عدوانه ضد قطاع غزة الفلسطيني .

3 ـ موقف الإعلام المحسوب على المملكة العربية السعودية بالمواقع الإلكترونية: هو  مواقع لذات القنوات التلفزيونية ، أي، هو نفسه تقريبا. 

4 ـ الإعلام المصري بقنواته وصحفه وجرائده الإلكترونية:   داعم لمواقف بلده و داعم نوعا ما للمقاومة ، لكن المتأمل للإعلام المصري يرى بأنه يغلب عليه طابع التوجيه أكثر ،بمعنى لا يختلف عن باقي وسائل الإعلام التي تمتلكها كل من قطر و السعودية والإمارات .

الإعلام المصري لحد الآن موقفه جد مشرف من القضية الفلسطينية من صمود الأشقاء بغزة، لكننا نتمنى أن لايكون هذا الموقف المشرف بهدف حماية الأمن القومي المصري فقط بمنع التهجير من غزة إلى سيناء .بل المطلوب المواصلة على ذات الموقف لمؤازرة الأشقاء بغزة الفلسطينية نفسها وهي تقاوم الإحتلال الصهيوني .

أما بالنسبة لتحاليل مواقف و تموقع الوسائل الإعلام العربية سابقة الذكر فهي للأسباب التالية : 

بالنسبة لدولة الإمارات :نجاح مشروع التطبيع بالمنطقة هو مسألة حياة أو موت بالنسبة لها ، نتيجة الدور الريادي الذي قامت به هذه الدولة الصغيرة والتي جعل منها التطبيع مع عوامل أخرى  ذات دور كبير. بل طمعت حتى أن تضع السعودية ومعها جميع الدول الخليجية الأخرى  تحت جناحها و طبعا معهم مصر .

بالنسبة لقطر : بدأت الضغوط الأمريكية الواضحة على دولة قطر تعطي ثمارها. وعلينا فقط إستعادة تصريح وزير الخارجية أنطوني بلينكن بخصوص ضرورة تغيير شبكة الجزيرة لخطها الافتتاحي و لتغطيتها للعدوان على غزة.

كذلك يجدر التنبيه  للتسيريبات التي نشرتها صحيفة واشنطن بوست و  رويترز بخصوص إنفتاح ،بل حتى قبول “قطر” لمغادرة قيادات حماس أراضيها .

ونعتقد بأن قطر لن تستطيع المناورة مع أمريكا إن قررت ذلك، بل إننا نعتقد بأن أمريكا هي من ستفكر مليا في الدور القطري الذي تحتاجه خاصة في الوساطات السياسية .

أما بخصوص قناة الجزيرة فإن تغييرها للخط الافتتاحي لن يكون دفعة واحدة بل على مراحل حتى لا يشعر المشاهد العربي بذلك .

بالنسبة للسعودية : المملكة العربية السعودية لديها تحفظات معروفة تجاه جماعة الإخوان المسلمين ،و تعتبر حركة “حماس” إمتدادا للجماعة .أما العامل الأكبر فهو دعم إيران لمحور مقاومة وتنشيط أذرعها بسوريا و لبنان واليمن والعراق ما تعتبره السعودية  خطرا  على أمنها القومي من جهة و على مصالحها  من جهة أخرى .

و بالتالي فالمملكة العربية السعودية في مآزق خاصة وأن رؤيتها لسنة 2030 ترتكز بالأساس على السلم والأمن و لكن وجب علينت التنويه لهذه النقاط:

الكيان الصهيوني   و أمريكا لن يسمحا للسعودية   بأن تكون مملكة موحدة قوية مهما قدمت من تنازلات في القضية الفلسطينية ، لأنها تبقى  مركز الحرمين و ثاني القبلتين.

و بالتالي لن يقبل الكيان والولايات المتحدة بأن تكون المملكة العربية السعودية دولة كبيرة بالعالم مهما قدمت من تنازلات ، وقد نفصل  لا حقا في هذا الموضوع الذي يستحق التوسع .

بالنسبة لقناة الميادين الأمور واضحة ولا تحتاج إلى أي شرح، فهي تقريبا ناطق رسمي وعن قناعة بإسم المقاومة ومحورها  .

الآن السؤال الجوهري ماذا  علينا نحن في الجزائر فعله حتى نضع لنا قدما ونكون مستقبلا مع الفاعلين بقطاع الإعلام على الأقل على المستوى العربي ثم الإقليمي و لما لا العالمي في مراحل قادمة  ونقول :

يلزمنا قناة دولية بميزانية لا تقل عن 20 مليون دولار سنويا يكون خطها الافتتاحي طبعا  يتماشى مع السياسية الخارجية الجزائرية ومبادئها من جهة، و الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية والعالمية العادلة من جهة أخرى .

القناة الدولية : تكون كمرحلة أولى باللغة العربية فقط  و توجه للتأثير بالوطن العربي .

المرحلة الثانية : تكون باللغة الفرنسية و تكون موجه للغرب و إفريقيا 

المرحلة الثالثة : وتكون بالأنجليزية و تكون موجهة للعالم 

المرحلة الرابعة : لما لا  بلغات أخرى وذلك حسب الإمكانيات المادية و رؤية الدولة و سياسيتها الخارجية ومصالحها الإقتصادية .

ملاحظة أساسية : يمكننا الإستفادة من النماذج الناجحة 

ـ ملكية كاملة للدولة و قناة” al 24″ جاهزة للعب الدور مع وضع الإمكانيات المالية اللازمة والكفاءات والخبرات المطلوبة ـ  “شبكة الجزيرة مثال للنموذج مقرها بالدوحة و ملكيتها للدولة القطرية  “ـ  

ـ تأسيس قناة دولية : ذلك بالتحالف مع القطاع الخاص خارج الوطن وتحديدا من العواصم العالمية المؤثرة: ـ  ”  مجموعة mbc  وتحديدا قناتي “العربية والحدث” مثال أسست بالعاصمة الإماراتية أبوضبي و ملكيتها كانت خاصة ثم الآن شراكة مع الدولة”  . 

 ـ مرافقة ودعم الصحف الإلكترونية القادرة على التأثير داخل الجزائر وخارجها:  لأنها الطريقة الوحيدة التي أثبت نجاعتها و فعاليتها .

العمل على تأسيس والدعم بالطرق القانونية الممكنة فكرة تأسيس صحف إلكترونية خارج الوطن تتماشى  مع السياسية  الخارجية للدولة الجزائرية ومبادئها ، وذلك ما تفعل الآن ذات الدول العربية المذكورة في هذه الإفنتتاحية.

وكل هذا طبعا مع ضرورة ملحة وهي الإعتماد عل الكفاءات و أصحاب القناعات 

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار