Image

بالصور: تأسيس تحالف المساجد والجمعيات وقادة المسلمين في أوروبا

بالصور: تأسيس تحالف المساجد والجمعيات وقادة المسلمين في أوروبا

الجزائر الآن _أسس هذا السبت مجلس التنسيق لتحالف المساجد والجمعيات وقادة المسلمين في أوروبا (تحالف المساجد والجمعيات وقادة المسلمين في أوروبا – AMMALE)، بالمسجد الكبير في باريس بفرنسا، حيث ضمّت الجمعية العامة شخصيات دينية مسلمة بارزة من سبعة عشر بلدا أوروبيا. أعضاء مؤسسين ويشكلون مجلس التنسيق للتحالف، الذي يهدف إلى التوسع ليشمل ممثلين آخرين وشخصيات من خلفيات متنوعة خارج الساحة الدينية.

وقد دعم تأسيس هذا التحالف  الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى أمين عام رابطة العالم الإسلامي، وقد حضر ممثل عن الرابطة من إسبانيا والنمسا، كما حضر الشيخ مصطفى سيريتش مفتي البوسنة السابق وهو عضو قيادي في رابطة العالم الإسلامي.

وقال الأستاذ شمس الدين حافظ رئيس المسجد الكبير في باريس، رئيس مجلس التنسيق لتحالف المساجد والجمعيات وقادة المسلمين في أوروبا، عقب الاجتماع أن AMMALE تسعى إلى إظهار الروح التضامنية للمسلمين في أوروبا، الذين يرثون الإسلام الحقيقي المعتدل، إنها تجمع حول المسجد الكبير في باريس شخصيات تشترك في قيم إنسانية وروحية مشتركة، في الوقت نفسه، تمهّد الطريق لوجود إسلام متوازن ومدمج في جميع دول القارة، مُظهرة مقدار انتمائها للمسلمين في تاريخها وحاضرها ومستقبلها المزدهر.

وأضاف: أن تحالف المساجد والجمعيات وقادة المسلمين في أوروبا ستعمل على التصدي للمشكلات المختلفة في تنظيم الإسلام وتمثيله وممارسته في أوروبا، وستعمل على تعزيز الهياكل الدينية وتعزيز المهام التعليمية والتضامنية والثقافية وحوار الأديان المكرسة للمساجد، ومكافحة التطرف ونشر رسالة الإسلام التي تدعو إلى السلام والخير وأخوة الإنسان، بالإضافة إلى مكافحة الأعمال والخطب المعادية للمسلمين.

وخلال الاجتماع ألقى الأستاذ شمس الدين حافظ رئيس المسجد الكبير في باريس، رئيس مجلس التنسيق لتحالف المساجد والجمعيات وقادة المسلمين في أوروبا، كلمة كان نصها كالتالي:

أيها الاخوة الاعزاء

مرحبا بكم جميعا في رحاب مسجد باريس الكبير.

اسمحوا لي أن أعبر عن بالغ شكري لتلبيتكم دعوتنا، وقد قدمتم من شتّى أقطار أوروبا نحو باريس ومسجدها الكبير، في هذا اليوم الذي يمثل باكورة مبادرة، أعلق عليها آمالا كبيرة بإذن الله تعالي، نجتمع كي نحدد معالم هيئة سيجسدها كل منا، على قدم سواء، من أجل تحقيق الأهداف المشتركة، ألا وهي: “تحالف المساجد والجمعيات وقادة المسلمين في أوروبا”.

ومما دعاني لاختيار هذا الاسم، أنه يشكل اختصارا كلمة “AMMALE”، وبحروف عربية “الأمل”، الأمل في نجاحنا جميعا لما نصبوا إليه في تحسين حياة المسلمين في القارة الأوروبية.

إن هذا التحالف فريد من نوعه، سواء من حيث بنيته، أو طموحاته، وهو يستجيب لمقتضيات الواقع من جهة أخرى.

إن وجود الإسلام والمسلمين في أوروبا يخلق بعض التحديات الصعبة، ومن واجبنا أن نواجهها بروح المسؤولية والتماسك من ذلك، وللأسف الشديد أن صورة الإسلام فى أوروبا تضررت كثيرا، بسبب الربط الزائف بين الإسلام، وبين العنف والتطرف بكل أنواعه. وبالتالي الخوف والنفور من هذا الدين.

على مدى السنوات القليلة الماضية، أتيحت لي الفرصة لاستقبال العديد من سفراء الدول الأوروبية المعتمدين لدى فرنسا، والذين عبروا لي جميعاً عن قلقهم من: رؤية الإسلام والمسلمين في قلب الانقسامات الجديدة للهوية.

ومن هنا، كان لزاما علينا المحيد عن هذا السبيل، وأن نبذل كل ما في وسعنا للدفاع عن الإسلام الأصيل ونشره إسلام السلام والخير والعدل والأخوة بين الناس.

إن التحالف الذي اقترحه عليكم، هو اتحاد قوانا وأصواتنا، هو تطلعنا للعيش كمسلمين بكل كرامة واطمئنان في هذه القارة. وبفضل هذا التحالف، سنكون قادرين على تلاقح أفكارنا، وإثراء تجاربنا بعضنا من بعض، والإفادة منها، ومن ثم الوصول إلى مقترحات ملموسة ومستقبلا، سيزيد هذا التحالف أقوالنا وأفعالنا قوة، وبالتالي فاعلية أكبر، وصدى أوسع.

أردت أن أجمع في هذا التحالف بين شخصيات ومؤسسات بارزة، وذات حضور كبير، ممن يدركون جيدا أين يتناغم الإسلام في بلداننا، إذا هي فرصة كي نستفيد من خصوصيات كل منطقة، وكل بلد في أوروبا، بالطبع فرنسا لها خصوصيتها وظروفها يمكننا طرح ذلك للنقاش، على سبيل المثال، يمكننا أن نتحدث عن العلمانية “بالمفهوم الفرنسي”، هذا المبدأ الذي يكون عادة في قلب التجاذبات السياسية هنا، والذي يساء فهمه أحيانا في مناطق أخرى، مع أنه يعد أحد أشكال حماية الحرية الدينية.

وفي هذا البلد العلماني الذي يفصل بين الدولة والأديان، يعيش أكبر عدد من المسلمين في أوروبا، يترددون على حوالي 3000 مسجد ومصلى، أقدمها، رأسها مسجد باريس الكبير، المسجد الرمز والمرجع ، الذي تم بناؤه عام 1922 تحت عين الجمهورية الفرنسية، تقديراً للجنود المسلمين الذين قاتلوا من أجلها خلال الحرب العالمية الأولى، وفي هذا المكان الرمزي من تاريخ المسلمين في فرنسا وأوروبا، سينطلق عملنا، أمامنا الكثير للقيام به

أول ما ينبغي عمله، هو تعزيز قيمة المواطنة لدى أتباعنا، وإرشادهم بكل ما يضمن لهم، حياة متوازنة ومرضية، وحرة، كمواطنين وكمسلمين، وللقيام بذلك، علينا أن نحمي أنفسنا، والمسلمين، وأن نحمي مساجدنا، من الأفكار والأفعال المعادية للمسلمين والتي تشهد تزايدا مستمرا، وعلينا أيضاً أن نحصن أنفسنا، ضد الانحرافات العقائدية الخطيرة التي يبثها البعض باسم الإسلام. ولا بديل عنا في دحض هذه المفاهيم المغلوطة، ونشر حقيقة
الإسلام كما هو.

في شهر مارس 2023، أطلق المسجد الكبير في باريس “فريق عمل لمناقشة تكييف الخطاب الإسلامي في فرنسا”، هذا الفريق الذي يقوم على المشاركة التكاملية بين اللجان الدينية ولجان المجتمع المدني، ويهدف إلى إظهار أن القيم والمبادئ الأساسية للإسلام، لا تتعارض مع قيم ومبادئ المجتمع الفرنسي والمجتمعات الغربية بشكل عام، وتتمثل مهمته في البحث عن كيفية لانسجام الخطاب الديني الإسلامي، وسلوك المسلم مع خصوصيات المجتمع الفرنسي، أو أي مجتمع آخر متعدد الثقافات والأديان، أعتقد أن هذا النهج يشكل جزءاً من التحالف الذي نؤسسه اليوم، لأن تحالفنا سيرفض الاستسلام للانغلاق على النفس، وسيدعونا للانفتاح على الآخر، مهما تباينت قناعاتنا.

لا شك أن كل واحد منكم لديه تواصل مع ممثلي الديانات الأخرى، لقد استقبلني البابا فرنسيس في فبراير 2022، البابا يحب المسلمين، يصرح بذلك مرارا، كما أنه حساس للغاية لقضية الأخوة بين الأديان التي يجب أن نكرس لها أنفسنا.

هناك قضايا أخرى كبرى تواجهنا، وتشغل بال مجتمعاتنا، تنتظر منا إجابات واضحة، ومواقف ثابتة، فضلا عن موقف الإسلام من مواضيع مثل البيئة، وأخلاقيات علم الأحياء، والأسرة… والذي ينبغي أن يكون مسموعا، وحتى نكون مسموعين، يجب أن تكون هياكلنا متينة، ومترابطة بعضها مع بعض.

لأجل ذلك سيكون تحالفنا – مثلا – قادرًا على دعم تكوين الأئمة، الذين ينقلون تعالم ديننا إلى الأجيال الجديدة، والذين يمثلون واجهته بشكل عام، يوجد في مسجد باريس الكبير معهد لتكوين الأئمة، يتفرع عنه عدة ملحقات في ست مدن فرنسية.

إني أتطلع لأناقش معكم ما هو أوسع من هذا الموضوع، مما يوجد على جانب أو آخر من حدودنا، ومما يمكن أن نؤسسه معا، إن الشخصيات التي تجتمع اليوم ستكون أساس مشروعنا، وهي المتحدثة باسمه، وهذا لا يمنع أن يرافقها مستقبلا أعضاء آخرون من المجتمع المدني، والفاعلين في المجال الفكري، والأكاديمي، والجمعوي، مما شأنه أن يعزز ديناميكيتنا.

علينا من الآن فصاعدا، أن نفكر ونعمل على المستوى الأوروبي، مدفوعا بنفس الإرادة التي تقودنا اليوم، قمت في عام 2022 بتعيين مندوبين لمسجد باريس الكبير في عدة دول أوروبية، أذكر منها؛ بلجيكا، إسبانيا، إيطاليا، النرويج، المملكة المتحدة، وسويسرا.

أيها الأخوة الأعزاء:

تحالفنا سيقوينا، ويقوي جماهيرتنا وشرعيتنا ومصداقيتنا، وسيضعنا على الصعيد الدولي.

العالم الإسلامي يَرْقُبُنا في الأسبوع الماضي، استقبلت الدكتور محمد العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، هذه الرابطة التي تهتم كغيرها من المؤسسات الإسلامية الكبرى- اهتماما شديدا بالتطورات في أوروبا.

إن مواطنينا في أوروبا يَرْقُبُوننا كذلك، وينتظرون منا أن نضع لبنة على أخرى، لبناء صرح التعايش السلمي والأخوي بين الأديان والبشر، في أوروبا القرن الحادي والعشرين.

ختاما هذه هي أهداف وغايات هذا التحالف المبارك، والذي سوف يأتي بكل ثماره – بإذن الله بجهودكم الغالية والفاعلة، وفقني الله وإياكم لخدمة الإسلام والمسلمين ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار