Image

إعلامي من أصول جزائرية يحرج الناطق باسم جيش الاحتلال وقناته توبخه، فماذا قالت خديجة بن قنة؟

إعلامي من أصول جزائرية يحرج الناطق باسم جيش الاحتلال وقناته توبخه، فماذا قالت خديجة بن قنة؟

الجزائرالآن _ يوم 15 نوفمبر الجاري، استضاف الصحفي محمد قاسي أحد المتحدثين باسم جيش الاحتلال الصهيوني، وهو العقيد أوليفيي رافوفيتش، على قناة “تي في 5 موند” (TV5MONDE) للحديث عن العملية العسكرية الصهيونية في قطاع غزة، وكان التركيز على استهداف مجمع الشفاء الطبي.

وأحدثت هذه المقابلة جدلا عبر شبكات التواصل الاجتماعي خاصة في فرنسا، أين تم تداولها على نطاق واسع وسط دعوات من أوساط يمينية وداعمة للكيان الصهيوني بمعاقبة الصحفي، وذلك بسبب جرأة المذيع في أسئلته الموجهة للضيف، وتحولها إلى ما يشبه ملاسنات بينهما على الهواء مباشرة.

ووفق المقطع المتداول على منصات التواصل الاجتماعي، يسأل الصحفي الناطق باسم جيش الاحتلال:  “هل دخولكم إلى المستشفى يعني احترام القواعد والقانون الدولي، ولا سيما القانون الإنساني؟”، ليرد هذا العسكري الصهيوني بلغة فرنسية: “هل استخدام المستشفى كقاعدة عسكرية يبدو طبيعيا بالنسبة لك؟ أنا أطرح عليك هذا السؤال.. هل ينبغي استخدام المستشفى كقاعدة عسكرية؟ الجواب هو لا، بالطبع”، ليضيف “هل تعرف حماس؟.. لقد رأيت ماذا فعلوا، لقد ذبحوا الأطفال، ونزعوا أحشاء النساء، وأحرقوا الناس، وأحرقوا المنازل، هل تعتقد أنّهم يتصرفون وفقًا للقانون الدولي؟ هل يتصرفون وفقًا للعدالة، وفقًا لاحترام حقوق الإنسان؟”

ليسأله الصحفي محمد قاسي: “إذن أنت تتصرف مثل حماس، هل هذا ما ستقوله لي هذا المساء؟”، ليجيب المسؤول العسكري الصهيوني منزعجا: “أنت لا تتصرف الآن كصحفي، بل كشخص يتخذ موقفا سياسيا.. أطلب منك القليل من الاحترام، من فضلك! ما تقوله لي هو هجوم على دولة وجيش، وهو ما اضطر الصحفي لإنهاء المقابلة.

القناة تصدر بيانا توبخ به الصحفي

والاثنين أصدرت إدارة الفضائية بيانا فيه لهجة توبيخ للصحفي الذي أدار المقابلة بالتأكيد “أنّ نهاية المقابلة لم يتم خلالها احترام القواعد الصحفية المطبقة على أي مقابلة”، مضيفة أنّ ذلك أعطى الانطباع، “بأنّ أساليب تدخل الجيش (الصهيوني) تعادل استراتيجية حماس، وهي منظمة تعتبرها العديد من الدول إرهابية، علاوة على ذلك، لم تنته المقابلة وفقًا لمعايير إجراء المقابلات على الهواء مباشرة، بل انتهت بشكل مفاجئ جدًا، وهو أمر يتأسف له بشدة قسم الأخبار في الفضائية”

وفي جزئية بدت وكأنّها موجهة للسلطات الصهيونية، شدد البيان على أنّ “الفضائية حريصة منذ 7 أكتوبر (تاريخ اندلاع عملية طوفان الأقصى)، على تقديم معلومات واقعية ومتوازنة حول الوضع، دون الاستسلام للانفعال أو الضغط، مع إعطاء الكلمة لجميع الأطراف، كما تضاعف إدارة أخبار القناة مرة أخرى جهودها بشأن ما تبثه على الهواء أو عبر منصاتها وسنتخذ كل الإجراءات اللازمة لضمان هذا التوازن في ظل حالة التوتر الكبير الحاصلة”

ولم تعلن الفضائية في بيانها عن إجراءات عقابية تجاه الصحفي محمد قاسي رغم ما تم تداوله بشأن وجود قرار بتوقيفه أو منع ظهوره على الشاشة.

خديجة بن قنة تقود حملة تضامن مع محمد قاسي

وفور صدور البيان، انطلقت حملة تضامن عبر منصات التواصل الاجتماعي مع هذا الصحفي الجزائري، والتي أجمعت على أنّه لم يقم بأي تجاوز بحق ضيفه الصهيوني، وإنّما قام بدوره كصحفي في استجواب ضيفه لتنوير الجمهور بشأن ما يحصل في غزة.

ونشرت الإعلامية الجزائرية بشبكة الجزيرة القطرية خديجة بن قنة تغريدة على منصة إكس (تويتر سابقا) جاء فيها: بيان القناة يشرح أسباب توبيخ المذيع الفرنسي من أصل جزائري محمد قاسي الذي أجرى مقابلة مع المتحدث العسكري الصهيوني بكل مهنية واحترافية.. لم تشفع له سنوات عمله في القناة ولا مهنيته العالية أمام إدارة القناة التي اعتبرت أن السؤال الأخير لا يليق بالضيف.. كل التضامن والاحترام والمساندة للزميل محمد قاسي الذي عرفته صحافيا لامعا وإنسانا متواضعا خلوقا”

أما الإعلامية آنيا الأفندي فنشرت بدورها تغريدة تقول فيها إنّ الفضائية تنتقد مذيعها محمد قاسي بسبب إحراجه المتحدث باسم جيش الاحتلال باللغة الفرنسية أوليفيي رافوفيتش على الهواء.. أتابعه منذ سنوات وهو من أكثر المذيعين مهنية في هذه القناة …كل الدعم والتضامن لمحمد الذي يتعرض لحملة شرسة بعد هذا اللقاء قد تصل لحد الطرد من القناة”.

من جهته نشر الإعلامي محمد صياد، تغريدة أكد فيها أنّ الحادثة أظهرت أنّ فرنسا هي “بلد الحريات المزيفة.. بسبب هذه المقابلة يواجه الصحفي ذو الأصول الجزائرية محمد قاسي حملة شرسة من اليمين المتطرف في فرنسا كان آخرها بيان من قناته تي في 5 موند قالت فيه إنّه لم يحترم أخلاقيات المهنة”

أما الإعلامي اللبناني بيار أبي صعب فكتب على حسابه بمنصة “إكس”: “لقد أصدرت ادارة القناة بياناً تؤنب فيه بشكل علني أحد مقدميها، وهو الصحافي محمد قاسي لأنّه طرح سؤالا نقدياً ومحرجاً على أحد ممثلي جيش العدو الذي كان مسترسلا في الترويج لجرائم كيانه”.

وأضاف أنّ “مهنية الصحافي التي يطعن فيها البيان ليست أبداً موضع شك، وهذا النوع من الاسئلة النقدية معتمد ومألوف في الاعلام الفرنسي، إذ يعيد الى الحلقة توازنها ويأخذ مسافة من البروباغوندا التي كان يمارسها الجندي الصهيوني. مثل آخر على الشرخ الهائل بيننا وبينهم، الذي سينتج عنه في المستقبل أكثر من قطيعة”

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار