Image

تقرير: ” باريس متواطئة في الحرب على غزة”

تقرير: ” باريس متواطئة في الحرب على غزة”

الجزائرالآن _   كشف تقرير فرنسي أنّ الحكومة الفرنسية أصدرت تصاريح تصدير أسلحة إلى دولة الاحتلال الصهيوني بقيمة إجمالية قدرها 357 مليون أورو، منها ما يقرب من عشرة ملايين لصناعة القنابل والطوربيدات والصواريخ والقذائف.

التقرير الذي حمل عنوان “بيع الأسلحة: تواطؤ فرنسا في الحرب على غزة، نشرته صحيفة “لومانيتي” الفرنسية، وتحدث عن حجم تسليح باريس لدولة الاحتلال الصهيوني في ظل تصاعد عدوانها على قطاع غزة.

وأكدت الصحيفة أنّ “فرنسا تبيع في المتوسط مكونات عسكرية بقيمة 20 مليون أورو لتل أبيب سنويا، ما من شأنه أن يجعل باريس متواطئة في انتهاكات الاتفاقيات الدولية والقانون الإنساني التي ارتكبت في الحرب في غزة”

وأضافت أنّه عندما يتم تسليم الأسلحة الهجومية إلى مليشيات المستوطنين أو استخدامها في الهجوم البري على قطاع غزة، فإنّها قد تتسبب في إراقة دماء المدنيين الفلسطينيين، موضحة أنّ ذلك يكفي للمساهمة بشكل مباشر، على أرض الواقع، في الانتهاكات المحتملة للقانون الإنساني أو حتى جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني.

ونقل التقرير عن المؤسس المشارك لمرصد التسلح، باتريس بوفيري، قوله إنّ المبالغ المعنية لصادرات الأسلحة لتل أبيب “منخفضة جدا”، لا سيما بالمقارنة مع عملاء فرنسا الرئيسيين في الشؤون العسكرية مثل المملكة العربية السعودية وقطر ومصر. لكنّه أشار في الوقت ذاته إلى أنّ “اعتماد حظرها لن يعرض الصناعة الفرنسية للخطر على الإطلاق”

وشدد التقرير على أن المسألة ليست اقتصادية فحسب، بل تشير الآن على خلفية الهجوم الصهيوني غير المسبوق على غزة الذي أسفر عن عشرات آلاف الضحايا، إلى العدالة الدولية والقانون الإنساني.

هل للتقرير علاقة بموقف ماكرون الجديد من الاعتداءات الصهيونية

يأتي هذا التقرير متزامنا مع مطالبة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تل أبيب بالتوقف عن قتل النساء والأطفال في غزة، مشيرا إلى أمله في أن ينضم قادة الولايات المتحدة وبريطانيا إلى الدعوة لوقف إطلاق النار في غزة.

وقال ماكرون في مقابلة تلفزيونية مع قناة “بي بي سي” البريطانية في قصر الإليزي، بثت  مساء الجمعة على موقع القناة الإلكتروني: “لا يوجد مبرر للقصف، وقف إطلاق النار سيفيد تل أبيب”

وأضاف أنّه “بينما نعترف بحق تل أبيب في حماية نفسها فإنّنا نحثها على وقف هذا القصف في غزة”، حسب وصفه.

وعندما سُئل عما إذا كان يريد أن ينضم إليه زعماء آخرون – بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة – في دعوته لوقف إطلاق النار، أجاب: “آمل أن يفعلوا ذلك”

وتابع ماكرون: “في الواقع. هؤلاء الأطفال، هؤلاء السيدات، هؤلاء المسنين يتعرضون للقصف والقتل. لذلك ليس هناك سبب لذلك ولا شرعية. لذلك نحن نحث تل أبيب على التوقف”

وأوضح أنّه ليس من مهامه الحكم على ما إذا كان القانون الدولي قد “انتهك أم لا”

وعندما سئل الرئيس الفرنسي، إذا كان يعتقد أن الكيان الصهيوني انتهك القانون الدولي في غزة. قال: “أنا لست قاضيا. أنا رئيس دولة”، مضيفا أنّه لن يكون من الصواب انتقاد تل أبيب “الشريك والصديق” بهذه الطريقة بعد شهر واحد فقط من تعرضها للهجوم.

لكن ماكرون قال إنّه لا يوافق على أن أفضل طريقة لتل أبيب “لحماية نفسها هي القيام بقصف كبير لغزة”، قائلا إنّ ذلك يخلق “استياء ومشاعر سيئة” في المنطقة من شأنه أن يطيل أمد الصراع.

ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسرعة على تصريحات ماكرون، قائلا “على الدول إدانة حماس، وليس تل أبيب”

وكان ماكرون من أشد المؤيدين لهجوم الكيان الصهيوني على غزة بحجة حقه في الدفاع عن نفسه، لدرجة أنّه طالب بتحالف دولي لملاحقة “حماس” كما هو الشأن مع “داعش”، لكنّ موقفه بدأ يلين مع مرور الوقت، خاصة بعد أن وجد تل أبيب لا تستشير إلا الولايات المتحدة في حربها العدوانية، وهو ما جعل باريس تعتقد أنّ هناك مؤامرة تطبخ بين تل أبيب وواشنطن في الأراضي الفلسطينية.

ومنذ 36 يوما، يشن الجيش الصهيوني عدوانا جويا وبريا وبحريا على غزة دمر خلالها أحياء سكنية على رؤوس ساكنيها، وقد استشهد 11078 فلسطينيا بينهم 4506 أطفال و3027 سيدة و678 مسنا وأصاب 27490 بجراح مختلفة.

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار