Image

الاستاذ عبد الرحمن سعيدي يكتب “للجزائرالآن” : الديبلوماسية الجزائرية وتسويق الرواية الجزائرية عهد جديد !

الاستاذ عبد الرحمن سعيدي يكتب “للجزائرالآن” : الديبلوماسية الجزائرية وتسويق الرواية الجزائرية عهد جديد !

الجزائرالآن _  في عهدة الرئيس عبدالمجيد تبون نشهد الكثير من الأحداث الاقليمية والدولية تصحبها تحولات جدية في المشهد الاقليمي والدولي مما جعل العمل الديبلوماسي أولوية في مواجهة هذه الاوضاع الخارجية .

واعتمد الرئيس عبدالمجيد تبون منهجية التوصيف وشفافية الموقف في تحليل طبيعة العلاقات الخارجية المختلفة وما يجب ان تكون عليه مصلحة الدولة الجزائرية بناءا على المباديء والمنطلقات والمعالم المؤسسة للسياسة الخارجية وهذا ما جعلها تنتقل من الديبلوماسية الكلاسيكية التي تتبنى الهدوء وترك الانفعال الديبلوماسي الى الديبلوماسية الدافعة لتحريك كل الملفات الخارجية في سياق الاستباق في تفسير الظواهر الديبلوماسية وتسويق الرواية الجزائرية لخلفية مواقفها ومساراتها الديبلوماسية

لاول مرة في الجزائر يخرج المسؤول الاول عن الديبلوماسية الجزائرية وزير خارجيتها أحمد عطاف بكل صراحة ووضوح لدى استضافته في قناة الجزيرة مع الاعلامية البارزة خديجة بن قنة واستعرض خلفية مواقف الجزائر الاخيرة وكيف تأسست مواقفها؟ وما هي معطياتها وتاريخيتها وسياقاتها؟ وهذا لم يحدث من قبل بهذا الشكل والوضوح وكثير من المواقف لم نعرف حيثياتها ودوافعها ما عدا المبدئية فيها 

وما نشهده في عهدة تبون هو تميزه في طريقة عرض الديبلوماسية الجزائرية في خطاباته وحواراته 

وهذا ما جعل حوار وزير الخارجية أحمد عطاف وهو ديبلوماسي مخضرم في حواره الاخير مع قناة الجزيرة وهي قناة عالمية ذات وهج وتأثير في الراي العام الدولي يتجه في اطار منهجية جديدة مبنية على قاعدة “أن يسمع العالم منا ولا يسمع عنا”.

فكل ما يسمع عنا فهو واقع تحت طائلة التأويل والتحريف المغرض والدسيسة والكيدية 

 ولهذا اعتمدت الجزائر على عرض الملفات الخارجية في اغلب القضايا الدولية والاقليمية بكل وضوح ديبلوماسي بالمعطيات والمعلومات وتسمية الاشياء بأسمائها.

أبرز ما في الملفات تم ذكره من طرف أحمد عطاف بكل صراحة ووضوح 

خلاف الجزائر مع المغرب وقد تطور من موضوع تقرير مصير للشعب الصحراوي الى خطر جديد يهدد وهو التعاون الصهيوني المغربي للجزائر وهو خطر جدي تعمل الجزائر له الف حساب لان الجزائر لا تتهاون في حماية أمنها وحدودها الوطنية وسيادتها .

تأجيل زيارة الرئيس الجزائري لفرنسا سببها خلاف الجزائر مع فرنسا في جدولة ملفات ذات حساسية بالغة وذكرها بوضوح ديبلوماسي .

القضية الفلسطينية وما وصلت اليه عند الأمة الاسلامية والعربية وان مركزية القضية الفلسطينية لدى الأمة العربية لم يبقى منها شيء.

وقضية التطبيع ترفضها الجزائر جملة وتفصيلا لأنها تعارض الحل السياسي وتؤخره والتطبيع ليس خادما للقضية الفلسطينية لان المشكل الرئيس هو الاحتلال والميز العنصري .

وان الجزائر تعرضت لضغوطات كبيرة قبل موجة التطبيع الاخيرة وذكر وزيرة الخارجية اولبرايت مادلين في فترة تحضير اتفاقية اوسلو وهي ضغوطات كبيرة .

وعبر بكل وضوح عن موقف الجزائر من الاوضاع في غزة وتداعياتها ووجه رسالة واضحة ان الجزائر ترفض وصول السلطة الفلسطينية الى غزة على ظهر دبابة اسرائيلية بمعنى ان الجزائر لا تريد حلولا بعيدة عن قرار الشعب الفلسطيني ويفهم من هذا ان كل المشاريع المعروضة ما بعد الحرب على غزة لا يشارك فيها الشعب الفلسطيني ومختلف فصائله تؤدي الى الفشل وتعميق المعاناة وتؤخر الحل السياسي الشامل للقضية.

وكشف خلفيات ازمة الساحل والتحديات الاربعة بها وكذلك عدم تجاوب الجهة المغربية مع اتصالات الجزائر في مسألة التضامن معه في محنة الزلزال الذي ضرب الحوز بالمغرب وهناك كثير في هذا الحوار الديبلوماسي… 

سنفصل فيها لاحقا 

أنه عهد جديد في الديبلوماسية الجزائرية

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار