Image

الافتتاحية ..تخبط وفشل و مراكز الدراسات في حيرة

الافتتاحية ..تخبط وفشل و مراكز الدراسات في حيرة

الجزائر الآن _ الصراع الروسي الاوكراني أو بمعنى أدق الصراع الروسي مع مجموعة الناتو دفع بالكثير من الدول إلى إعادة جدول أعمالها على جميع المستويات وخاصة الاقتصادي والسياسي منه.

فهذه الدول التي كانت تعيش مرحلة من التقدم والهيمنة صدمت بالأمر الواقع على غرار كل من فرنسا، ألمانيا، بريطانيا وغيرها من الدول الخاضعة للهيمنة الأمريكية .

وهذا بسبب الأزمات المنبثقة نتيجة هذا الصراع مع  البعبع الروسي الذي أصبح يؤرق صناع القرار في هذه الدول، فحتى مراكز دراساتها الاستراتيجية أصبحت عاجزة حتى على إعطاء قراءة صريحة عن التطورات الحاصلة.

هنا نستذكر تصريحات كل من ايمانويل ماكرون وجو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني الذين أكدوا على المخاوف التي افرزتها التغيرات الجيوسياسية المتسارعة.

اما من ناحية الإعلام البديل والذي أصبح له تأثير كبير على الرأي العام، كل الشركات التابعة لللوبي الأمريكي الصهيوني فقدت سيطرتها على عملية التأثير، لهذا نجد اليوم ” الفايسبوك وتويتر” وغيرها من هذه الشركات التي تهدف إلى تعزيز الهيمنة الأمريكية تمر بمرحلة حرجة نتيجة الضربات المتتالية في خضم الحرب الروسية الأوكرانية والآن في قطاع غزة.

الميل الايديولجي لهذه الشركات جعلت الكثير من الدول النامية تفكر في إيجاد بديل لهذا الإعلام البديل لأنه بكل صراحة عبارة عن وسائل للاستعباد وليس للتأثير.

لهذا نجد كل من روسيا والصين اقامتا شراكة في هذا المجال لعلمهما بالرهانات المستقبلية للاعلام وخاصة خطر الحروب الهجينة التي تهدد جميع الدول حتى المتقدمة منها.

هذا من جهة، من جهة أخرى نلاحظ ايضا ان هناك وجهات نظر متضاربة داخل صناع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة فيما يتعلق بمدى فاعلية هذه الشركات(ميتا ومشتقاتها) لأنها لم تحقق الغرض والهدف المطلوب والذي هو التأثير على الرأي العالمي فيما يخص القضايا ذات البعد الاستراتيجي.

التعصب القيمي و الاديولجي لهذه الشركات سوف يعجل  لا محالة باندثارها نهائيا نتيجة غياب الشفافية والديمقراطية في التعاطي مع المستجدات.

الغرف المظلمة التي تعطي خارطة طريق هذه الشركات تعلم كل العلم ان دورها في طريق التلاشي وهذا على ضوء اشتداد الأزمات.

فكما شهدنا سقوط قناع الحرب على الإرهاب ومجمع تصدير الديمقراطية الخبيثة الهدامة، والمنظمات الغير حكومية التي تعنى بحقوق الإنسان و الحريات الفردية والجماعية والتي هي بالاساس فروع من أجهزة المخابرات، سوف نشهد في القريب العاجل إنكسار عنصر الثقة وتلك الروابط التي عملت عليها هذه الشركات من أجل تدجين ورسكلة القيم و المعتقدات داخل المجتمعات.

وعليه فإن نظرية القرية الصغيرة ماهي إلا امتداد لمدينة أفلاطون الفاضلة التي لا أساس لها في الواقع وان عالمنا اليوم أصبح أكثر عدوانية وغطرسة.

وعليه فإن عصر الميل والكيل أصبح من الماضي وإننا أمام حتمية الرجوع إلى ذلك التصور البسيط للمجتمع المفعم والمتشبع بالفكر القومي.

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار