Image

حفيظ دراجي يكتب “للجزائرالآن”…   غزة تنشر الاسلام بدمائها !

حفيظ دراجي يكتب “للجزائرالآن”…   غزة تنشر الاسلام بدمائها !

الجزائرالآن _  شدني تصريح شابة امريكية قالت فيه “شاهدت فيديو لامرأة تحمل طفلها الذي استشهد، وكانت تشكر الله وتقول الله أكبر انا لله وانا اليه راجعون، فقلت كيف يكون إيمانها قويا إلى ذلك الحد، ما دفعني إلى قراءة القرآن الكريم من باب الفضول كمسيحية لأعرف من أين يستلهم الفلسطينيون تلك القوة والثبات والصبر، وأعرف كيف تحتضن أم جثمان صغيرها وتحمد الله لأنني لا أقدر على فعل ذلك في نفس الظروف، وعندما فتحت الكتاب وقرأت الجملة الأولى أصبت بالذهول وشعرت وكأنه موجه الي مباشرة” وكانت تقصد أن الإيمان الصادق بالله وكتابه هو من أعطى القوة لتلك الأم، ويعطي الصبر والثبات لكل الشعب الفلسطيني الذي يضحي بكل ما لديه من أجل أرضه وعرضه، دون أن يدري أنه ينشر الاسلام بدمائه وهو أعظم نصر.

صحيفة يديعوت أحرونوت من جهتها نشرت قبل أيام تقريرا عن إقبال الأمريكيين على الإسلام والذي تزايد بسبب الانبهار بصمود الفلسطينيين في مواجهة الجيش الإسرائيلي بأعداد قليلة وعتاد صغير، وتحت حصار كبير من القريب قبل الغريب ، وتكالب اسرائيلي أمريكي أوروبي، يهودي مسيحي صهيوني ، أعلنها حربا دينية على لسان وزير الخارجية الأمريكي ، فكانت النتيجة إعلان أكثر من 70 ألف أمريكي دخول الإسلام منذ السابع أكتوبر حسب تقارير صحفية أمريكية، في وقت انكشفت عورات العرب المسلمين المتخاذلين ، و ممارسات الأنظمة الغربية التي انكسرت قيمها الزائفة على صخرة غزة ، وانكشف لنا وجهها المنافق البشع الذي يفتري ويكذب مثلما فعلت وزارة الخارجية الأمريكية عندما أعلنت أنها لم ترى دليلا على أن اسرائيل تتعمد قتل المدنيين في غزة.

الادارة الأمريكية تساند الاجرام، وتتستر على الجرائم وتخوض الحرب الدينية مع اسرائيل بكل امكانياتها ونفوذها و كذب اعلامها، لكن شعبها يقبل على الاسلام بفضل صمود المقاومة الفلسطينية وحسن تعاملها مع الأسرى ، وثبات الشعب الفلسطيني رغم التدمير والتهجير والتجويع والتقتيل العشوائي الذي طال الآلاف من المدنيين، و مايقارب التسعين صحفيا منذ السابع أكتوبر، ومع ذلك وصلت الحقائق بالصور والأرقام الى كل بقاع الدنيا ، واكتشف الجميع أن الإسلام هو الدافع ، والإيمان بالله هو الوازع الذي يقوي العزائم في نفوس أمهات أطفال ورجال غزة ، ومقاومتها الباسلة ، التي تحصد تعاطف وتضامن الشعوب الحرة التي تخرج كل يوم في مسيرات ومظاهرات داعمة.

غزة تنشر الاسلام الحقيقي بدمائها وليس إسلام المطبعين والمستسلمين الذين يبتعدون كل يوم عن تعاليم دينهم ، بصمتهم وتخاذلهم وتواطئهم مع أسيادهم لدرجة وعد بعضهم بإعادة إعمار غزة شرط القضاء كلية على المقاومة، إدراكا منهم لمدى تأثيرها على نفوس وعقول وقلوب الشعوب والأمم ، لذلك تريد التخلص منها ومن القضية الفلسطينية التي صارت تشكل وجع راس بالنسبة اليها، يجب تصفيتها كلية لأنها تعرقل مسار التطبيع الذي تخوضه منذ سنوات ، وتعرقل نشر الديانة الإبراهيمية الجديدة تحت شعار كذبة حوار الأديان والتعايش والتسامح مع اليهود ، الذين جعلوا من محاربة الإسلام غايتهم، لكن ارادة الله كانت الأقوى ، وها هو الإسلام ينتشر في عقر ديار محاربيه.

عندما تجتمع باسم الله عند إطلاق المقاومة لقذائفها، مع الحمد لله عند فقدان اعز ما تملك أمهات الفلسطينيين، تحدث المعجزات مصداقا لقوله تعالى : “إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد الله واستغفره إنه كان توابا” ، وهو أعظم وأصدق نصر يتحقق بفضل الله وجنوده ، تكون له تداعيات كبيرة بعد اليوم مهما كانت حجم الخسائر في الأرواح والممتلكات، لأن النصر أو الهزيمة لم يعد يحسب بعدد الشهداء ، بقدر ما يحسب بالأثر الذي تخلفه المقاومة في غزة، والتأثير الذي يخلفه الإيمان بالله وقيم الدين الإسلامي التي صارت مرجعا يلجأ إليه الشباب الأمريكي والأوروبي، وتتسلح به الأجيال الصاعدة من أبناء أمتنا التي بلغت بدورها درجة من الوعي ، تؤهلها لكي تنتفض ضد أنظمة معادية لله وكتابه ، اتخذت من اليهود والنصارى أولياء من دون الله .

يكفي أهل غزة أنهم أعادوا احياء كل القيم الانسانية التي جاء بها الاسلام، وجعلوا غير المسلمين يتدبرون قيم ديننا الحنيف الذي يدعونا إلى التضحية في سبيل الله والصبر على الشدائد والثبات على الحق ، ومقاومة من يستبيح دماءنا و يعتدي على أطفالنا، و يستولي على أراضينا، وتنتهك أعراضنا.

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار