Image

حفيظ دراجي يكتب “للجزائرالآن”: الايفواريون منا .. ونحن منهم ..

حفيظ دراجي يكتب “للجزائرالآن”: الايفواريون منا .. ونحن منهم ..

الجزائرالآن _ “كوت ديفوار ماهيش بلاد ، الناس عايشة هنا في العصر الحجري بسبب الفقر والتخلف، والحمدلله على نعمة الجزائر التي كان يجب أن تكون في أوروبا وليس في افريقيا، وعلى الشعب الجزائري أن يعي بأنه يعيش في جنة ” هي تصريحات عنصرية لمناصرة جزائرية مقيمة في ليون الفرنسية ، ترافق المنتخب الجزائري في كل تنقلاته، نفثت سمومها عبر فيديو نشرته في مختلف حساباتها، تناقلته مواقع الكترونية وحسابات في وسائط التواصل الاجتماعي ، ما أدى بالسلطات الإيفوارية الى اعتقالها وترحيلها الى الجزائر ، تاركة خلفها صورة سيئة عن بلدنا وشعبنا، وردود فعل غاضبة في الأوساط الايفوارية ، انعكست على بقية المناصرين الجزائريين الذين تعرض بعضهم للمضايقات بسبب تصريحات غير مسؤولة ، لم تكن الأولى من نوعها لأن المعنية تجرأت من قبل على سب الرئيس والوزير، وتهجمت على شخصيات وطنية سياسية ورياضية في الجزائر وخارجها.

التصريحات التي كانت مسيئة للجزائر قبل كوت ديفوار، تم استغلالها من طرف مواقع رقمية ومنابر اعلامية معروفة بعدائها للجزائر ، نفخت فيها وقامت بترجمتها الى اللغة الفرنسية حتى يسهل فهمها في الأوساط الإيفوارية وتساهم في تسويد صورة الجزائريين في الأوساط الافريقية، وتسويق فكرة أننا شعب عنصري يحتقر القارة السمراء وشعوبها ، حيث انتشرت بشكل كبير في مواقع التواصل الاجتماعي، وانتشرت معها التأويلات والهجمات ضد الجزائر بسبب فعل معزول نندد به قبل الايفواريين ذاتهم، لأننا أفارقة مثلهم ونعتز ونفتخر بذلك، ونعيش نفس اهتماماتهم وهمومهم ، وأفراحهم وأحزانهم، ونتقاسم معهم قيم الكفاح من أجل الحرية والكرامة الانسانية، بعد نضالات طويلة ضد الاستعمار والتمييز العنصري الذي لا يفرق بين البيض والسود في افريقيا ، ولا بين سكان الشمال وسكان جنوب القارة.

الغريب في الأمر أن المعنية كانت الى وقت قريب تحظى بالأولوية والأفضلية بين المناصرين، وتجلس في المنصة الشرفية، وتجول في الأروقة المؤدية الى غرف الملابس ، وقاعة المؤتمرات الصحفية ، وتتهكم على المحللين والصحفيين بإيعاز من أطراف كانت تستعملها، و تدفع لها تذاكر الطيران ، و تتكفل بنفقات إقامتها في الفنادق داخل الوطن وخارجه، أمام أنظار وأسماع السلطات ، رغم أحكام السجن التي تلاحقها اثر الدعوات القضائية المرفوعة ضدها بتهم السب والشتم والقذف في أعراض الناس وشرفهم، سواء داخل الجزائر أو في المهجر، قبل أن يصل بها الأمر الى التهكم على بلد افريقي شقيق وشعب صديق وهي تلبس القميص الجزائري وتحمل العلم الوطني ، وكأنها ناطقة رسمية باسم الشعب ومؤسسات الدولة على حد سواء.

تكرار الممارسات الصبيانية اللامسؤولة، وخطورتها على مستقبل علاقاتنا مع أشقائنا الأفارقة، يستفزنا كجزاريين ويثير فينا الغيرة على سمعة بلدنا ، التي نتهاون عن قصد أو دون وعي في الدفاع عنها والحفاظ عليها، ونستصغر الدور الكبير للمؤثرين في وسائط التواصل الاجتماعي والعالم الرقمي الذي صار مفعوله كبير وخطير ، لا يستهان به ، ولا نقدره ولا نهتم به مثل غيرنا ممن ينفقون و يستثمرون في مؤثريهم ومثقفيهم وفنانيهم و رياضيهم للتسويق لصورة مزيفة، فما بالكم بتقصيرنا في تسويق صورة حقيقية لبلدنا الذي نهض بعد معاناة طويلة ومريرة طيلة فترة الاحتلال، وأثناء مختلف مراحل الاستقلال، ولاتزال السهام ومختلف الأسلحة مصوبة نحوه بسبب مواقفه الثابتة من قضايا التحرر في العالم، و وقوفه الى جانب القضايا العادلة في أفريقيا والوطن العربي بالخصوص.

نحن أفارقة وافريقيا منا وفينا، مايؤلمها يؤلمنا، ومايسعدها يسرنا ، ولم يسبق للجزائر الشعبية ولا الرسمية وأن تنكرت لانتمائها الإفريقي والعربي والأمازيغي ، عن قناعة وليس لأجل مصالح ظرفية كما يفعل البعض الأخر، ولا يمكن أن يصدر من أبناء شعبها أقوال أو أفعال تسيء الينا قبل أن تضر غيرنا من الاشقاء والاخوة أينما كانوا ، لذلك نجد أنفسنا نستنكر كل تصرف عنصري أو عدواني ضد أي شعب مهما بلغت درجة الاختلاف مع نظامه، فما بالك بكوت ديفوار التي تشهد تحولات اقتصادية واجتماعية نفتخر ونعتز بها، وندعمها مثلما نساند كل البلدان الأفريقية وشعوبها دون استثناء.

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار