Image

حفيظ دراجي يكتب “للجزائرالآن”: مشاركة عربية وجزائرية تعيسة بالأرقام

حفيظ دراجي يكتب “للجزائرالآن”: مشاركة عربية وجزائرية تعيسة بالأرقام

الجزائرالآن _ بعد كل بطولة رياضية قارية أو دولية، تعرض الأطر الفنية تقارير مشاركاتها، وتخوض وسائل الإعلام المختصة في تحليل وتقييم المشاركات سواء استمرت الطواقم الفنية على رأس منتخباتها أو استقالت أو أقيلت، الا عندنا في البلاد العربية يعتقد الفنيون أن إعداد التقارير الفنية فيه استصغار لهم وانتقاص من قيمتهم، ويعتبرها الغير محاكمة لابد منها خاصة عند الاخفاق ، في حين تعتبر ضرورية وحتمية لاستخلاص الدروس وتصحيح الأخطاء وتدعيم الإيجابيات ، تحسبا لمواعيد كروية أخرى على غرار بطولة كأس أمم إفريقيا التي جرت في كوت ديفوار وكانت الأسوأ في تاريخ المنتخبات العربية التي كان عددها خمسة ، انتهت برحيل ثلاثة من مدربيها وسط تذمر واسع في الأوساط الجماهيرية والاعلامية.

المنتخب المغربي رابع العالم في المونديال الأخير جاء في المركز الحادي عشر في ترتيب المنتخبات الإفريقية المشاركة بعد خروجه في ثمن النهائي أمام جنوب أفريقيا بهدفين لصفر ، وهو الذي بلغ ربع نهائي دورة الكاميرون ، و كان المرشح الأول رفقة حامل اللقب السنغال ومنظم الدورة كوت ديفوار للمنافسة على اللقب والتتويج لثاني مرة بالكأس التي تغيب عن خزائنه منذ 48 عاما شارك خلالها ست مرات في نهائيات كأس العالم ، كان آخرها في قطر عندما أبهر العالم بأدائه ونتائجه ، قبل أن يخفق سنة من بعد في كوت ديفوار بنفس المدرب وتركيبة اللاعبين ، و يفشل في تجاوز ربع النهائي في آخر 8 مشاركات في كأس الأمم الافريقية، بشكل مثير للتساؤلات في بطولة تحمل من الخصوصيات التي لا يتوفر عليها المنتخب المغربي.

المنتخب المصري منشط نهائي الدورة السابقة في الكاميرون وصاحب الرقم القياسي في عدد التتويجات، والتاريخ الطويل في المسابقة القارية احتل بدوره المركز الحادي عشر بعد خروجه في ثمن النهائي على يد الكونغو الديمقراطية بشكل تعيس دون أن يحقق أي انتصار في دوري المجموعات الذي تجاوزه بثلاث نقاط من ثلاث تعادلات ، ومردود متذبذب أمام موزمبيق وغانا وكاب فيردي ، اقتضى إقالة مدربه البرتغالي روي فيتوريا وتكليف اللاعب الدولي السابق حسام حسن بالإشراف على المديرية الفنية في المرحلة القادمة، وبالتالي العودة إلى خيار المدرب المحلي الذي كان صاحب الفضل في كل تتويجات مصر باللقب القاري، بسبب خصوصية الكرة المصرية وخصوصية مشاركاته في بطولات كأس أمم أفريقيا.

تونس أقالت بدورها مدربها جلال القادري بعد أن احتلت المركز العشرين في كوت ديفوار من أصل 24 منتخبا مشاركا في البطولة ، اثر خروجها من الدور الأول في المركز الأخير أمام مالي ، جنوب أفريقيا وناميبيا ، بتعادلين وخسارة ، ومردود تعيس ، اعتبره المتتبعون تحصيل حاصل لمستوى الكرة التونسية المتراجع على مستوى الأندية والمنتخبات في السنوات الماضية رغم بلوغه ربع نهائي الدورة السابقة واحتلاله المركز الثامن في ترتيب البطولة، قبل أن يتراجع باثني عشر مركزا ، ما يقتضي وقفة فنية ضرورية للتقييم وتدارك النقائص والسلبيات التي تراكمت في السنوات الأخيرة بسبب نقص الموارد المالية التي تسمح بانتداب مدربين قادرين على قيادة الجيل الحالي إلى مصاف كبار القارة بعد بلوغه نهائي كأس العرب سنة 2021، ومونديال قطر العام الماضي .

أما الجزائر فقد كانت حكايتها فريدة عجزت فيها للمرة الثانية على التوالي في التأهل الى الدور الثاني، أو على الأقل الفوز بمباراة واحدة من أصل ست مباريات لعبتها في الكاميرون وكوت ديفوار ، وجاءت في المركز الثامن عشر في ترتيب البطولة ، بعد أن كانت في المركز العشرين قبل سنتين ، وبعد أن أخفقت في التأهل الى مونديال قطر بتركيبة ثرية تلعب مع بعضها منذ سنوات، تم تطعيمها بلاعبين متميزين ، عجزوا عن إظهار قدراتهم، بل عجز المدرب جمال بلماضي عن قيادتهم الى الدور الثاني، بشكل محير ، كان يقتضي تقييما فنيا مثل الاخفاقين السابقين في دورة الكاميرون وأمام الكاميرون في تصفيات كأس العالم، لكن العناد والاعتقاد أننا الأفضل والأحسن والأقوى ، وأننا على صواب ، والإصرار على الخيارات الخاطئة كانت كلها عوامل أدت الى الفشل والانقسام والتذمر في الأوساط الاعلامية والجماهيرية، ومن ثم رحيل المدرب الذي لم يعترف أبدا بفشله رغم اعتراف الجزائريين بأفضاله ومجهوداته.

يقول المثل العربي “إذا عمت خفت” ، لكن المثل الآخر يقول “دوام الحال من المحال”، لذلك كان التغيير ضروريا على مستوى الأطر الفنية لمنتخبات مصر، تونس والجزائر ، بحثا عن نفس جديد وروح جديدة ومنظومة لعب ملائمة لزمن غير الزمن انسجاما مع مثل آخر يقول “لكل زمان رجاله”

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار