Image

خبير استراتيجي مغربي: “الكيان الصهيوني يتوجه لإقامة قاعدة عسكرية في المغرب ما يعني الحرب مع الجزائر”

خبير استراتيجي مغربي: “الكيان الصهيوني يتوجه لإقامة قاعدة عسكرية في المغرب ما يعني الحرب مع الجزائر”

الجزائرالآن _ دق الناشط الحقوقي والخبير الاستراتيجي المصطفى كرين، ناقوس الخطر حول بعض التطورات الأخيرة فيما يخص العلاقة بين الرباط وتل أبيب، لا سيما فيما يتعلق بالتوجه نحو إقامة قاعدة عسكرية في المغرب، وإمكانية توجه الراغبين الصهاينة للاستقرار في المغرب، نحو بناء أحياء خاصة بهم على غرار “المستوطنات”، داخل الأراضي الفلسطينية.

واعتبر كرين أنّ النظام الملكي المغربي يمارس “سياسة الأخطاء”، التي عرّفها بأنّها “عملية تراكمية سرعان ما تصبح غير قابلة للإصلاح”، مشيرا إلى أنّ هذا التعريف ينطبق بالضبط على ما بات يعرف بـ”التطبيع” وما يرتبط به من اتفاقيات، وبالشكل الذي تسير عليه الأمور، “إذ لم يعد التطبيع مجرد موقف سياسي خلافي بين مكونات المجتمع المغربي، وحتى بين الفاعلين السياسيين ببلادنا، أو حتى بين الدولة والشارع، بل هو في الطريق لأن يصبح مشكلة بنيوية داخل المجتمع والدولة في المغرب، تنذر بأسوأ العواقب على المديين المتوسط والبعيد.”

ورغم أنّ الناشط السياسي والخبير الاستراتيجي المغربي، اعتبر أنّ وجود علاقات تجارية وديبلوماسية بين الرباط وتل أبيب لا يخيفه، على اعتبار أنّها لا تمس السيادة، وتبقى دائما قابلة للمراجعة والتعديل وحتى الإلغاء، إلا أنّه يرى أنّ التطورات الأخيرة أصبحت فعلا “مصدراً حقيقيا ليس فقط للقلق بل للذعر”، وذكر منها حدثين أساسيين، وهما: ما تداولته الصحافة الدولية خلال الأسبوع المنصرم بخصوص توقيع المغرب، الذي ناضل بإصرار لإخراج القواعد الفرنسية والأميركية من البلاد، على “اتفاقية للتعاون في مجالات الدفاع والاستخبارات والتدريب العسكري والأمن والصناعة”، ويعتزم المغرب حسب نفس المصادر منح تل أبيب، من خلال هذه الاتفاقية، الإذن بإقامة قاعدة استخباراتية عسكرية للجيش الصهيوني في مدينة “أفسو” التي تقع جنوب إلى الجنوب من الناظور ببضع عشرات من الكيلومترات.

ويؤكد الكاتب أنّ هذه القاعدة ستشكل عبئا سياسيا وأمنيًا كبيرًا على المغرب، فضلا عن كونها ستشكل بابا للاختراق الفعلي للسيادة المغربية.

وجود قاعدة عسكرية صهيونية يعني إعلان الحرب مع الجزائر

وأوضح كرين كلامه، بالإشارة إلى أنّ الصهاينة “لن يتجسسوا على الجزائر وإسبانيا فقط، بل ستصبح المعلومة الأمنية والعسكرية المغربية، ليس فقط في متناولهم بسهولة، وإنما أيضا قابلة للتلاعب والتوظيف وفقا لاستراتيجية تل أبيب ومصالحها أولا وأخيرا. “

وأضاف: “كما سيوفر ذلك لتل أبيب قاعدة متقدمة للعبث بالانسجام والأمن الداخلي لكل دول المنطقة، خصوصا أنّه لا أحد يجهل النشاط التحريضي الذي تقوم به في أوساط السكان الأمازيغ لتفكيك النسيج الاجتماعي المغربي والتسرب من خلال الشقوق التي تعمل على خلقها بين المغاربة، بشهادة جاكوب كوهين نفسه.”

وتابع: “ولا ننسى أنّ فرنسا التي (أبدعت) الظهير البربري، اخترقتنا من الجهة الشرقية للمغرب أيضا. ومن حقنا أن نطرح السؤال التالي: ما مصلحة تل أبيب في وجود قاعدة عسكرية استخباراتية لها بشمال شرق المغرب؟”

ويجيب: “لا أدعي امتلاك الحقيقة حول نوايا تل أبيب بهذا الشأن، لكن طبيعة المنطقة بين الريف في المغرب، والقبايل في الجزائر ليست بريئة”، وما سيخلفه النشاط الاستخباراتي في المنطقة من تأثير على مستقبل العلاقات المغربية الجزائرية وفرص التقارب والمصالحة بين البلدين لا يتطلب الكثير من التفكير. سيصبح بإمكانها عمليا وعملياتيا تأجيج العداوة والفتنة مع الجيران بشكل عام وغير مسبوق، بما في ذلك إمكانية استدراج المغرب والجزائر لحرب إقليمية مدمرة لن يكون أحد مستفيدا منها أكثر من تل أبيب نفسها، لأن الأمر لا يتعلق هنا بالجزائر فقط، بل، وهذا هو الأخطر، سيصبح في متناول تل أبيب أن تسمم العلاقات الاستراتيجية مع إسبانيا والتشويش على المصالح السياسية والاقتصادية بين البلدين، على اعتبار أن عزل المغرب عن محيطه الجيوسياسي سيجعله أكثر ضعفا وهشاشة وأكثر انصياعا للضغط والابتزاز وأكثر استعدادًا للارتماء في أحضان أمريكا وتل أبيب. لذلك فالتهديد يتعلق أساسا بالسيادة الوطنية.

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار