Image

خبير يكشف: “الغاز النيجيري لا يمكنه المرور إلى أوروبا إلا عبر الجزائر”

خبير يكشف: “الغاز النيجيري لا يمكنه المرور إلى أوروبا إلا عبر الجزائر”

الجزائرالآن _ قال مدير مركز “جي أس أم” للأبحاث والدراسات بموسكو، والخبير في العلاقات الدولية، آصف ملحم أنّ “الغاز الطبيعي النيجيري الموجّه للتصدير نحو أوروبا لا يمكنه العبور إلاّ على الأراضي الجزائرية”. مقدماً انطباعاً على نجاح مشروع أنبوب الغاز الجزائري النيجيري (TSGP/Nigal)، المتواجد في مرحلته النهائية، مقابل فشل ذريع لأنبوب الغاز النيجيري المغربي، الذي تمّ الإعلان عنه عام 2029، ولم ير النور إلى غاية اليوم.

وأوضح مدير مركز “جي أس أم” للأبحاث والدراسات بموسكو، خلال محاضرة تمّ تنظيمها، أمس الأحد, بمقر وزارة الاتصال الجزائرية. تحت عنوان: “الطاقة كمحدّد للعلاقات الدولية”. أنّ “الغاز النيجيري لا يمكنه العبور إلاّ على الأراضي الجزائرية لإمداد أوروبا بهذا المورد الطاقوي الاستراتيجي.

ويأتي ذلك في أعقاب الجدل المُثار مؤخراً حول نجاعة مشروع أنبوب الغاز النيجيري المغربي، الذي يعتبره خبراء ومحلّلون “ولد ميتاً”. لاعتبارات عديدة، منها النجاعة الاقتصادية، الأوضاع الأمنية والاستراتيجية في 14 دولة يمر عليها الأنبوب، وتضارب المصالح فيما بينها. تكلفة المشروع “الباهظة”، التي تخطت عتبة 25 مليار دولار في عام 2009. وكذا فترة التجسيد التي تتجاوز 10 سنوات كاملة، في حال الشروع -طبعاً- في إنجاز المشروع.

وبخصوص الأفضلية التي يحظى بها مشروع أنبوب الغاز الجزائري النيجيري (نيغال)، مقارنة بمنافسيه. قال الخبير ومدير مركز “جي أس أم” للأبحاث والدراسات بموسكو: “عندما بدأت مشكلة الإمدادات الروسية للغاز في أوروبا، لاحظنا اهتماماً بالغاً بالإمدادات الجزائرية. وهنا كانت المحاولة لإعادة تأهيل أنبوب الغاز “ميدغاز”، الذي يربط الجزائر بإسبانيا إلى فرنسا. وكذلك فرنسا اتجهت إلى الجزائر للحصول على إمدادات الغاز التي ستعوضها عن الغاز الروسي. لذلك فإن مشاريع الجزائر هي التي تحظى بالاحترام الأكبر مقارنة بمشاريع مشاريع غيرها من الدول”.

ويتضمن مشروع خط الغاز الجزائري-النيجيري العابر للصحراء (TSGP/Nigal) إنجاز خط أنابيب للغاز يزيد طوله على 4 آلاف و128 كيلومترًا. يمتد من نيجيريا وصولًا إلى الجزائر. مرورًا بالنيجر، من أجل نقل 30 مليار متر مكعب من الغاز النيجيري سنويًا نحو أوروبا. بكلفه تبلغ نحو 20 مليار دولار أميركي.

وتشير التقارير إلى أنّ “مشروع أنبوب الغاز النيجيري الجزائري العابر للصحراء (نيغال) سيكون بمثابة العمود الفقري لتأمين احتياجات أوروبا من الطاقة على المدى القريب. كما من شأنه تحقيق التوازنات في سوق الغاز العالمية، والتأثير في حجم الطلب والأسعار بصفة أساسية”

6  أسباب وراء فشل المشروع المغربي

وكان الخبير في الصناعات الغازية بمنظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول (أوابك)، الدكتور وائل حامد عبد المعطي، رصد في تقرير نشره مطلع ديسمبر 2023، ست (6) أسباب وراء فشل متوقّع لمشروع أنبوب الغاز النيجيري المغربي، الذي تم إطلاقه مطلع عام 2009، ولم ير النّور إلى غاية اليوم، رغم الاتفاقيات المبرمة بين عدة بلدان لتحريك المشروع.

وقال خبير “أوابك” في تغريدة عبر حسابه الرسمي على منصة إكس (تويتر سابقًا)، مشروع الغاز المغربي النيجيري لن يرى النور. وعقباته أكبر من جدواه. وسرد الخبير 6 تحديات قد تقف حائلًا أمام تنفيذ مشروع الغاز المغربي النيجيري، تتمثل في:

التمويل: مَن مِن مؤسسات التمويل الدولية سيموّل مشروعًا عملاقًا بهذا الحجم؟

عقود شراء الغاز: من سيشتري الغاز لمدة 20 سنة قادمة؟

والمشروع يحتاج وحده إلى ما لا يقلّ عن 5-10 سنوات للتنفيذ أولاً.

صعوبة مسار الخط: الخط يمر عبر عدّة دول (13 دولة بما فيها المغرب ونيجيريا)، ويصعب فنيًا تنفيذه، وأمنيًا حمايته.

تنافسية الغاز المسال: الاتجاه العالمي نحو مشروعات الغاز المسال، وأميركا تتصدر المشهد، وتقلل الفرص على الجميع.

صعوبة إيجاد الشركاء الدوليين: الشركات العالمية تركز جهودها على الطاقة الجديدة ومشروعات الغاز المسال، وتبتعد عن خطوط الأنابيب.

خط أنابيب غاز موازي

وأعلن المغرب في عام 2009 إنشاء خط أنبوب غاز موازي لخط أنابيب الغاز الجزائرية النيجيرية العابرة للصحراء (TSGP/Nigal)، التي بلغت مراحلها الأخيرة. وينطلق الأنبوب من نيجيريا وصولاً إلى المغرب وثم أوروبا، رغم أنّ التقارير والدراسات كشفت عدم نجاعة المشروع. أو بالأحرى “استحالته تقريباً”. بالنظر إلى تكلفته الخيالية، إلى جانب الأزمات الجيوسياسية والنزاعات القائمة بين البلدان الإفريقية التي سيمرّ عليها الأنبوب.

يضاف إليها التهديدات الإرهابية التي سيواجهها المشروع، لا سيما في شقه المتعلّق بحماية الأنبوب. على مسافة ممتدة لـ 6 آلاف كيلومتر من الاعتداءات والهجمات الإرهابية المحتملة. كما أنّ الاتحاد الأوروبي يخطط بنهاية العقد الحالي (2030) في التخلي نهائياً عن الغاز الطبيعي كمصدر للطاقة، والانتقال إلى الطاقات الخضراء والصديقة للبيئة، على رأسها الطاقة الشمسية والرياحية، غاز الهيدروجين، والأمونيا الخضراء. هذا ما يعصف بالمشروع المغربي.

وكان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، قال في محاضرة بالمغرب نهاية العام الماضي. إن أوروبا “قلصت ارتهانها للغاز الروسي من 40% عند بداية الحرب في أوكرانيا إلى 0”. وأنّها “باتت تعتمد اليوم على مصادر أخرى”. لكنه أضاف متسائلاً: “هل سنكون ما نزال بحاجة إلى استعمال الغاز الطبيعي عندما يكتمل هذا المشروع (المغربي – النيجيري)؟”.

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار