Image

الرباط تلجأ إلى ديبلوماسية “الحريم”

الرباط تلجأ إلى ديبلوماسية “الحريم”

الجزائرالآن _”بتعليمات من الملك محمد السادس، تم يوم الإثنين استقبال صاحبات السمو الملكي الأميرات للا مريم، وللا أسماء، وللا حسناء لمأدبة غداء بقصر الإليزي، بدعوة من بريجيت ماكرون. وتندرج هذه المأدبة في إطار استمرارية علاقات الصداقة التاريخية القائمة بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية.”

هكذا كتبت وكالة المغرب العربي للأنباء الرسمية المغربية، تعليقا على التطور الحاصل في الممارسة الدبلوماسية المغربية، التي فشلت في إذابة الجليد مع باريس، رغم التواجد شبه الدائم لمحمد السادس بفرنسا ولجوء وزير الخارجية ناصر بوريطة، في كل مرة إلى الإعلان عن زيارة مرتقبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في استجداء واضح لباريس، ولكن الزيارة لم تتم، ولم يجد القصر العلوي بحسب المتابعين  من وسيلة لاسترضاء قصر  الإليزي، إلا اختراع ديبلوماسية جديدة تختلف عن الديبلوماسية العادية وحتى عن ديبلوماسية الفوسفاط، وهي ديبلوماسية “الحريم“.

وواضح من نص بيان وكالة الأنباء الرسمية المغربية، أنّ محمد السادس هو من طلب توجيه الدعوة لشقيقاته ليكنّ ضيفات على سيدة “الإليزي”، التي لم تمانع، واستجابة للطلب، بحضور زوجها الذي استقبل سيدات القصر العلوي، ولم يوضح بيان الرئاسة الفرنسية أو بيان وكالة أنباء المغرب العربي، إن كان ماكرون حضر الاجتماع النسوي وتغدى مع شقيقات الملك المغربي، أو رحبّ بهن، وغادر لتناول عذائه ، في القاعة المخصصة للرجال، رغم أنّ لا رجل مغربي كان من المدعوين.

والمثير للانتباه أنّ مختلف وسائل الإعلام المغربية ، ربطت الزيارة باتجاه باريس نحو تبني باريس للطرح المغربي بخصوص قضية الصحراء الغربية ، فما علاقة ثلاث سمراوات رابعتهن شقراء، بقضية فشلت الرباط على مدى ما يقارب الخمسين سنة، من تحقيق أي خطوة إيجابية فيها، رغم أنّ باريس تعتبر على مر التاريخ الداعم الأول للنظام العلوي في الرباط، ومع ذلك لم يجرؤ أي رئيس فرنسي، على مجرد التلميح لدعم المقترح  المغربي ، ولم يجد أي طرف يتبناه، باستثناء تغريدة ترامب، لم تقدّم للمغرب أي خدمة، رغم أنّها رمت به في أحضان الكيان الصهيوني، وحتى مدريد تبدوا  نادمة  على الرسالة التي  بعثها بيدرو  سانتشيز إلى محمد السادس.

ذات المتابعين يرون أن ربط زيارة شقيقات الملك بالاعتراف الفرنسي بالطرح المغربي في قضية الصحراء الغربية ، هو  إهانة لفرنسا وللمغرب على السواء، فباريس التي تعتبر نفسها سيدة الديمقراطية، ومرّ عبر  تاريخها الطويل الكثير من الساسة والديبلوماسيين، لا يمكن أن تتدخل في ملف هام قد يغيّر الكثير من سياستها الخارجية “زوجة رئيس”، وهذا ما لم تفعله، زوجة جيسكار ديستان أو زوجة ميتيران ولا حتى زوجة جاك شيراك، فهل يسمح لزوجة الشاب ماكرون أن تفعل ذلك.
أما بالنسبة للمغرب، فالأكيد أنّ اللجوء لسياسة “الحريم” هو تأكيد أنّ المغرب أصبحت “مملكة دون قائد فعلي حقيقي بما تحمله الكلمة من معنى  ، ولو قام “الحسن الثاني” من قبره لتبرأ من تصرفات نجله، الذي يقود البلاد إلى الهاوية، فالنسوة الثلاث يعشن صراعا عائليا طاحنا بسبب وريث العرش، وكل التقارير المسربة من داخل القصر تؤكد أنّ شقيقات الملك يرفض توريث السلطة للشاب  “الحسن”، لعدة أسباب لم تصبح سرا بين أفراد العائلة ، ويقفن إلى جانب الأمير رشيد، فهل يريد ملك المغرب  الحاضر الغائب ، أن يكسب رضاهن بإرسالهن كحمامات إلى قصر الإليزي، أم أنّهن أحكمن سيطرتهن بالفعل، وهن من أصبحن يدرن السياسة الخارجية، التي فشل فيها رجال مراكش؟

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار