Image

ماذا يزعج في العلاقات الجزائرية _ السعودية ؟

ماذا يزعج في العلاقات الجزائرية _ السعودية ؟

الجزائر الآن _ تشهد العلاقات  الجزائرية _  السعودية   في الفترة الأخيرة سلسلة اتصالات سياسية وزيارات على أعلى مستوى، وخطوات بحسب المراقبين  تصب في صالح تعزيز العلاقات السياسية والأمنية والاقتصادية بين البلدين.

ويرجح مراقبون أن تدخل في سياق تفعيل ما يجب تفعيله ، كون الرياض بحاجة إلى الجزائر، و الجزائر بحاجة إلى الرياض، و بالإمكان أن تكون العلاقة بين البلدين تكاملية في عديد المجالات .

غير أنه من الواضح جدا بأنه هناك انزعاج واضح لدى بعض الدول العربية من تطور علاقة البلدين ،خاصة وأن هذه الدول لا تحمل لا الجزائر ولا السعودية في قلبها سرا  ،خلافا لما تعلن ذات الدول في العلن ،بخصوص الرياض،  وهو ما بات مكشوف للجميع بحسب ذات المراقبين . 

لا يستحق الأمر جهد أو ذكاء كبيرين بحسب ذات المتابعين ، للوصول إلى هذه النتيجة ،لأن أي متابع للمشهد الاعلامي العربي يلاحظ دون عناء حجم القلق و التذمر الكبيرين  لدى الامارات العربية المتحدة  و المملكة المغربية بسبب هذا التطور اللافت في العلاقات بين الجزائر و السعودية ،خاصة وأن الجميع يعلم أن رئيس الامارات العربية المتحدة” محمد بن زايد”  يحمل حقدا  دفينا تجاه ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” ،بسبب الانقلاب الكبير الذي خاضه الأخير في المنطقة بشتى المجالات ،ما جعل بوصلة زعامة المنطقة تتحول تدريجيا من “أبوظبي ” إلى “الرياض”،وهو الأمر الذي لم يتقبله” “بن زايد” و جعله بحسب عديد المتابعين يشن حرب شعواء على الرجل القوي بالسعودية لاضعافه. .

أما بالنسبة للملكة المغربية فيفسر المراقبين برودة العلاقة بين “محمد السادس” و” محمد بن سلمان” ،كون “محمد السادس   “تحول إلى لاعب رئيسي ضمن فريق محمد بن زايد ،فيما يعتبر محمد بن زايد لاعب ضمن منتخب الكيان المحتل بالمنطقة ،وبالتالي الخيارات أمام ملك المغرب أصبحت بحسب المتابعين محدودة جدا بل تكاد تكون منعدمة ضمن فريقه .

ومعروف على السياسية التي يتبعها بن زايد مع الدول التي يمولها انه مع مرور الوقت لا يترك أي خيار لزعماء هذه الدول سوى اتباع أوامره ونواهيه، وهو حال عدد محمد السادس حاليا .

وكان رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، حل يوم 3 فيفري الماضي بالرياض، ممثلا لرئيس الجمهورية, القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني, عبد المجيد تبون, وذلك لحضور فعاليات الطبعة الثانية للمعرض العالمي للدفاع، وبالإضافة إلى نشاطاته المرتبطة بالمعرض، فقد استقبل قائد الأركان من قبل عدد من المسؤولين السعوديين.

وخلال استقباله من طرف وزير الدفاع للقوات المسلحة السعودية، الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ألقى الفريق أول، كلمة جدد فيها تقديره وعرفناه لحفاوة الاستقبال الذي حظي به والوفد المرافق له، كما أشاد بمتانة العلاقات الثنائية التاريخية، التي تجسدت من خلال الدعم اللامحدود الذي تلقته الجزائر من المملكة العربية السعودية إبان ثورة التحرير المظفرة.

كما أكد الفريق أول، أيضا، حرص الجيش الوطني الشعبي على الارتقاء بالتعاون العسكري الثنائي إلى أعلى المستويات وتوسيعه إلى مجالات أخرى ذات الاهتمام المشترك.

وكان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون قد استقبل يوم 22 جانفي الماضي وزير الداخلية السعودي، الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود،  كما أجرى رئيس الجمهورية لقاء موسعا مع الوفد المرافق له.

وقد حضر اللقاء عن الجانب الجزائري، مدير ديوان رئاسة الجمهورية، بوعلام بوعلام، ووزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، إبراهيم مراد.

وقبل يومين كان لوزير الخارجية أحمد عطاف محادثات ثنائية بجدة مع نظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، وذلك في إطار مشاركته في الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي.

وسمح اللقاء ببحث سبل تعزيز وتوطيد العلاقات بين البلدين من خلال التحضير للاستحقاقات الثنائية المقبلة والعمل على تفعيل آليات التعاون الثنائي وعلى رأسها مجلس التنسيق الأعلى.

كما ناقش الطرفان تطورات العدوان الصهيوني على قطاع غزة واستعرضا الجهود الحثيثة التي تبذلها الجزائر بمجلس الأمن بهدف نصرة الشعب الفلسطيني الشقيق.

مداد” امتداد للعلاقات الثنائية القوية

أما على الصعيد الاقتصادي، فقد وقعت “سوناطراك” اتفاقا مع شركة “مداد للطاقة” السعودية  الاثنين الماضي، ويتضمن الاتفاق تطوير حقول غاز بولاية إليزي، وأعلنت الشركة سوناطراك في بيان عن توقيع بروتوكول الاتفاق مع الشركة السعودية “مداد للطاقة”

وأوضحت “سوناطراك” أنّ هذا الاتفاق يعكس إرادة الطرفين في تجسيد الشراكة، من أجل تقييم وتطوير مكامن الغاز الواقعة بمنطقة إليزي، مضيفة أنّ المباحثات مع “مداد” السعودية للطاقة ركزت على آفاق التعاون بين الشركتين، في ميدان استكشاف وإنتاج المحروقات على وجه الخصوص، إضافة إلى مجالات أخرى على علاقة بالنفط والغاز.

■ الدكتورالحيدوسي: “السعودية لن تجد أفضل من الجزائر في شمال إفريقيا كمكان للاستثمار”

وحسب دكتور العلوم الاقتصادية أحمد الحيدوسي، فإنّ العلاقات السعودية الجزائرية “لطالما وُصفت بالحسنة، وفي السنوات الاخيرة عرفت نوعا من الديناميكية والتطور أكثر وأكثر خاصة بعد زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى السعودية وكذلك تبادل الزيارات الرسمية”، مشيرا بالخصوص إلى زيارة وزير الداخلية ووزير الخارجية وحتى وزراء الطاقة.

ويقول الدكتور الحيدوسي في حديثه لصحيفة “الجزائر الآن ” :” المملكة تريد أن يكون لها موطئ قدم في شمال إفريقيا من خلال توسيع الاستثمارات، ولم تجد في شمال إفريقيا أفضل من الجزائر كمكان للاستثمار وكبلد لبناء علاقات متينة”

ويوضح  ذلك بالتأكيد على أنّ “العلاقات بين البلدين تتسم دائما بالاتزان والودية والجدية في العمل، كما أنّ الجزائر معروف عنها أنّها تلتزم دائما بشروطها التعاقدية”، كما أنّ السعودية تريد الاستثمار وبناء علاقات اقتصادية جيدة مع الجزائر.

ورغم اعترافه بأنّ حجم التبادل التجاري بين البلدين، يبقى  في حدود 837 مليون دولارا فقط، إلا أنّ الدكتور الحيدوسي، يرى أنّ قيادتي الجزائر والسعودية ترغبان في رفعه، مشيرا إلى عقد ملتقى للأعمال السعودي الجزائري، والذي كان بطلب من الغرفة السعودية، وذلك من أجل لقاء رجال أعمال البلدين، “وهذا يعتبر خطوة مهمة ولبنة أولى لبناء هذا الجسر الاقتصادي القوي”، الذي يرغب قادة البلدين في بنائه.

■ رؤية الجزائر الاقتصادية تتوافق مع رؤية السعودية 2030

في نفس السياق، يشدد الدكتور الحيدوسي على أنّ قانون الاستثمار الجزائري الجديد “مشجع ومحفز وجاذب للاستثمارات”، في وقت أنّ السعودية خصصت أكثر من 100 مليار دولار للاستثمار في المجال الصناعي، مشيرا إلى القطاعات التي حددها قانون الاستثمار الجزائري والمتمثلة في قطاعات الصناعة الميكانيكية والصناعات التحويلية  وكذلك الطاقة المتجددة، بالإضافة الى  قطاع الزراعة والخدمات، “وهذه المجالات هي التي تستهوي رجال الاعمال السعوديين”

وحسب دكتور العلوم الاقتصادية، فإنّ “رؤية السعودية 2030 والرؤية الجزائرية لتنويع الاقتصاد خارج قطاع المحروقات تلتقي في نقاط عديدة، وهذا عامل داعم وقوي لبناء “علاقات اقتصادية قوية بين البلدين”

ويوضح ذلك بالقول أنّ ” الرؤية 2030 للسعودية ورؤية تنوع الاقتصاد الجزائري خارج المحروقات تلتقي في هذه النقاط، كاستغلال قطاع التعدين وبناء سكة حديدية”

فالجزائر تراهن على غار جبيلات لدعم قطاع التعدين، وكذلك استغلال مناجم الفوسفاط في شرق البلاد، في حين أنّ السعودية، من خلال استغلال مناجم الشمال في التعدين والحديد والصلب وبناء سكة حديدية، كذلك تعوّل السعودية على بناء صناعة بتروكيمياوية واستغلال هذا المورد الطاقوي الهام المتمثل في النفط والغاز، في حين تراهن الجزائر كذلك على صناعة الاسمدة والصناعة البتروكيمياوية.

الاتفاق مع شركة “مداد” السعودية سيكون جسرا لتعزيز العلاقات

ويرى الدكتور أحمد الحيدوسي، الشراكة القوية بين الجزائر والسعودية، تكون عبر بوابة الطاقة، باعتبار أنّ كلا البلدين يمتلك هذا المورد، ويؤكد على أنّه من المهم تواجد شركة “مداد للطاقة” السعودية”، وذلك من أجل “بناء هذا الجسر الذي يعزز العلاقات أكثر وأكثر ويكون عامل داعم لبناء هذه العلاقات الاقتصادية”، مجددا التأكيد على أنّ السعودية  تجد فرصة كبيرة في الجزائر وشمال إفريقيا باعتبارها “أقوى اقتصاد في المنطقة، مع  بيئة آمنة وعلاقتها متزنة ودائما ماتلتزم بعقودها. ورؤيتها واضحة وشفافة مع الجميع وأراءها معروفة مسبقا في الكثير من القضايا السياسية”

لهذا يعتقد الدكتور الحيدوسي أنّ “السعودية لا تخشى الاستثمار في الجزائر وهيئة الاستثمار السعودية وجدت في اعتقادي كل الظروف ملائمة من خلال قانون الاستثمار الجزائري وكذلك رغبة رجال الاعمال الجزائريين التي  تندمج مع رؤية الجزائر في تنويع الاقتصاد والاندماج في الاقتصاد العالمي، وستجد فرصة كبيرة في الدخول في شراكات مع الشركات السعودية ما يعود بالفائدة على الطرفين في اطار رؤية رابح رابح.”

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار