Image

“المخزن ” يقرع طبول حرب تفوق حجمه بكثير!

“المخزن ” يقرع طبول حرب تفوق حجمه بكثير!

 _ كلام مباشر 

الجزائرالآن _ حالة الاختناق لدى المغرب تبلغ أقصاها في حلق المخزن هذه المرة، بمحاولة مصادرة ممتلكات سفارة دولة سيادية يقول العرف الدبلوماسي أن المملكة تحتضنها بلا مزية حسب اتفاقيات فيينا؟؟ ومع ذلك المخزن يحاول ممارسة اللصوصية ،وهو يتسلق أسوار السفارة الجزائرية للسطو عليها جهارا نهارا، وبلا قلة حياء يفرضها شهر الصيام على الأقل!

العارفون بما يدور في الساحة من تحولات وتغيرات يبررون التصرف المغربي من باب وحيد وهو باب “الوجع” مما تحققه الجارة الشرقية من انجازات ومما تكسب من تحديات فيما المملكة محصورة في الزاوية ولا تملك إزاء ذلك غير التفرج على نجاحات الجزائر وتعديدها؟؟ والنجاح في الجزائر يوجع المخزن على وجه التحديد كثيرا، وهو مبرر آخر في محاولة تعريض ممتلكات السفارة الجزائرية إلى “البلطجة” المغربية “الناعمة”!

مع ذلك فالسقطة هذه المرة جاءت مدوية والمخزن “سقط  على فمه” بكامل الشرح للعبارة، عبر مشروع مصادرة ممتلكات السفارة الجزائرية في المغرب، في نزول أخلاقي وأدبي بليد يعد “الأثقل” حتى الآن مقارنة بما سبق من شطحات نظام مخزني لم يعد يدرك أي الإيقاعات يضبط عليها أفعاله، ولا أين ستقوده استفزازاته؟ بعدما أصبح التهور السمة الغالبة التي تطبع ثقافة المملكة الغارقة بالأساس في فضائح الرشا والتجسس، بنفس القدر الذي تغرق فيه في ملفات المخدرات والهجرة السرية..؟ 

يلخص مطلعون بحيثيات ما يجري في مطابخ محمد السادس وغرف نومه المكيفة أن الإدراك بالعزلة التامة هو من يدفع المغرب إلى التمادي في استفزازات دول الجوار، وهذه كانت عقدة المملكة الأزلية والمتوارثة من “حسن إلى سادس”؟ وأن من يعبث بالأمن البعيد في أوروبا عبر حلقات التجسس وتقديم الرشا لا يصحو له ضمير وهو يمارس الإساءة في حق قريب يقف على مرمى حجر من قصر “جلالته” ومن مراقص وملاهي حكومته الموقرة؟؟

والإدراك بالعزلة التامة هو ما يدفع نظام المغرب إلى التمادى في استفزازات دول الجوار في محاولة منه التشويش على المسار الذي أخذته ملفات التعاون المشترك والإٌصلاحات بين الدول المتاخمة لحدود مملكة الشرور، بينما اكتفى القصر في الرباط باقتطاع تذكرة في آخر الصف، وأخذ موضع المتفرج في صمت وعزلة مطبقة على إنجازات “أسياده”!  وهو ما دفع نظام المخزن للخروج عن أدبيات وأعراف الدبلوماسية كليا عبر صياغة مشروع مصادرة ممتلكات دولة جارة سيادية تحمي حقوقها على أرض المغرب المواثيق والأعراف الدولية بموجب اتفاقيات فيينا.. وهو ما يجعل من خرجة حكومة الملك لا تعدو في واقع الأمر أكثر من رقصة “ديك مذبوح”!  

وتأتي خطوة “الحماقة” التي اقترفتها حكومة أخنوش في أعقاب أحداث دولية وإقليمية عديدة انبرت بها الجزائر تنظيما وقيادة وبعثا من جديد، كما هو الحال بالنشبة لمشروع الاتحاد المغاربي الذي تم إحياؤه على هامش حدث الطاقة الدولي الأخير بالجزائر، وجمع مبدئيا رؤساء كل من الجزائر وتونس وليبيا، في ما أحيطت الرئاسة الموريتانية بموضوع اللقاء الذي من المرجح أن تشكل نواقشوط ضلعه الرابع في قمة تونس المرتقبة بعد عيد الفطر..  وهو ما اعتبرته الرباط “تغييبا باستعمال القوة المفرطة” وتغييبا  لأي دور مغربي في ملفات الساحة لدول شمال إفريقيا بعدما أصبحت المملكة تغرد وحيدة خارج السرب المغاربي منذ الارتماء الحر في حضن التطبيع!  

ومع أن بيان وزارة الخارجية في الجزائر اكتفى بوضع المغرب أمام مسؤولياته، والأهم في حجمه البيولوجي، الذي لن يمنع قطار “المحروسة” في بلوغ محطاته المدروسة جواريا، وإقليميا، ودوليا، والأهم أن القوافل في الجزائر اعتادت على النباح الذي تلهث فيه الكلاب بلا عض! وأن خرجة مشروع المصادرة فجّر ما في بطن الجار من سوء ومن “تبن” ومن “رهج” كذلك..؟

صحيح أن حكومة المخزن لا تبدو في الواقع قابلة للاتعاظ أو التعلم مما فات، لأن الذي يحتل أرض ويسلب من شعب وطنه، لا تهون عليه مصادرة جدران، وحديقة خلفية، و”كنبة”!  مادامت هذه الحكومة تجد في استفزاز الجزائر على وجه خاص المتنفس الوحيد لتمديد حالة السلم “المغشوش” داخل ربوع المملكة في سبيل حمل الرأي العام هناك على الالتفاف حول حكومة تترنح في الواقع في أرذل المستويات الشعبية بسبب عجز البلاط وبشكل تام في تخليص مواطنيه من أزمات داخلية معقدة، أقلها الارتقاء إلى العيش في كرامة، تأسيا بباقي الشعوب في المنطقة؟؟  

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار