Image

تقرير: احتياطيات الغاز الصخري في الجزائر تضعها مع الكبار

تقرير: احتياطيات الغاز الصخري في الجزائر تضعها مع الكبار

الجزائرالآن_ احتلّت الجزائر المرتبة الثانية بين أكبر الدول المصدرة للغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب إلى الاتحاد الأوروبي، خلال العام الماضي (2023)، متفوقة على روسيا، كما كانت ضمن أكبر مصدري الغاز المسال.

وتخطط الدول الأوروبية، ولا سيما إيطاليا وإسبانيا وفرنسا، لزيادة وارداتها المستقبلية من الجزائر ودول أخرى في إطار توجهات استراتيجية للتخلص من الغاز الروسي على المدى الطويل بسبب الحرب الأوكرانية وتداعياتها ومخاوف تكرارها مستقبلًا.

وأسهم هذا الإقبال الأوروبي في عودة الجدل حول أهمية الإسراع نحو استغلال احتياطيات الغاز الصخري في الجزائر؛ للاستفادة من فرص التصدير المستقبلية، مع زيادة التساؤلات حول حجم هذه الاحتياطيات وتحدياتها والنسبة القابلة للاستخراج، وغيرها من الأسئلة ذات الطابع الفني والاقتصادي.

في تقرير مفصل، لمنصة “الطاقة” المتخصصة، جاء فيه أنّ احتياطيات الغاز الصخري في الجزائر تأتي بالمركز الثالث عالميًا قبل الولايات المتحدة، بموارد قابلة للاستخراج تقدر بنحو 707 تريليونات قدم مكعبة.

وتُعَد الصين صاحبة أكبر احتياطيات للغاز الصخري عالميًا بنحو 1.15 كوادريليون قدم مكعبة قابلة للاستخراج، تليها الأرجنتين بنحو 802 تريليون قدم مكعبة، ما يزيد عن الجزائر بنحو 5 تريليونات قدم مكعبة فقط.

بينما تحتل الولايات المتحدة المركز الرابع عالميًا بنحو 665 تريليون قدم مكعبة قابلة للاستخراج، تليها كندا في المركز الخامس بنحو 573 تريليون قدم مكعبة، وفق بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

ويتركّز أكثر من نصف احتياطيات الغاز الصخري غير الأميركية في 5 دول هي: الصين والأرجنتين والجزائر وكندا والمكسيك.

ويطلق على الغاز الصخري مسميات أخرى مثل الغاز غير التقليدي أو غاز السجيل، وهو غاز ظل محبوسًا في تجويفات صخور السجيل الرسوبية ذات النفاذية الضعيفة بعد تعرضه لضغوط مرتفعة وحرارية عالية على مدار ملايين السنين، على خلاف الغاز التقليدي الذي نجح في هجر الصخور الأم والتدفق لأعلى؛ ما سهّل عمليات استخراجه عالميًا.

وعادة ما يستخرج الغاز الصخري بطرق غير تقليدية مثل الحفر الأفقي والتكسير المائي (الهيدروليكي)، خلافًا للغاز التقليدي المستخرج بطريقة الحفر الرأسية المعروفة والتي تمكنه من الاندفاع لأعلى مثل موارد النفط التقليدية، بحسب تعريفه من جانب وحدة أبحاث الطاقة.

أحواض الغاز الصخري في الجزائر

تشير تقييمات إدارة معلومات الطاقة الأميركية إلى أن احتياطيات الغاز الصخري في الجزائر تتركّز في 7 أحواض هيدروكربونية تحتوي على 3.419 كوادريليون قدم مكعبة؛ منها 707 تريليونات قدم مكعبة قابلة للاستخراج تقنيًا.

وتضم هذه الأحواض كلًا من حوض غدامس (بركين)، وحوض إليزي شرق البلاد، وأحواض تيميمون وأحنات ومويدير في الوسط، وحوضي رقان وتندوف جنوب غرب البلاد.

وفضلًا عن احتياطيات الغاز الصخري في الجزائر، يحتوي 6 من الأحواض الـ7 على 121 مليار برميل من النفط الصخري والمكثفات؛ منها 5.7 مليار برميل قابلة للاستخراج تقنيًا، بحسب التقييمات الصادرة عام 2015.

وتقدّر احتياطيات غدامس أو حوض بركين -الذي يقع داخل حوض أكبر في شرق الجزائر وجنوب تونس وغرب ليبيا- بنحو 731 تريليون قدم مكعبة من الغاز الصخري (الرطب والجاف) التي تعود للعصر السيلوري؛ منها 176 تريليون قدم مكعبة قابلة للاستخراج تقنيًا.

بينما تقدر احتياطيات الحوض من الغاز الصخري الذي يعود للعصر الديفوني قرابة 496 تريليون قدم مكعبة؛ منها 106 تريليونات قدم مكعبة قابلة للاستخراج تقنيًا.

ويمتد تركز احتياطيات الغاز الصخري في الجزائر إلى حوض إليزي شرق البلاد، والذي يحتوي على موارد تقدر بنحو 304 تريليونات قدم مكعبة؛ منها 56 تريليون قدم مكعبة قابلة للاستخراج تقنيًا.

أما حوض تيميمون؛ فيقدر حجم احتياطياته من الغاز الصخري العائد إلى العصر السيلوري بنحو 296 تريليون قدم مكعبة؛ منها 59 تريليون قدم مكعبة قابلة للاستخراج.

كما يحتوي الحوض على موارد غاز صخري تعود للعصر الديفوني تُقدر بنحو 467 تريليون قدم مكعبة؛ منها 93 تريليون قدم مكعبة قابلة للاستخراج تقنيًا.

تقييم موارد الغاز الصخري في 3 أحواض

حسب تقرير منصة “الطاقة” المتخصصة، فإنّ احتياطيات الغاز الصخري في الجزائر تمتد إلى حوض أحنات أو أحنيت الذي يحتوي على موارد تعود للعصر السيلوري تقدر بنحو 256 تريليون قدم مكعبة؛ منها 51 تريليون قدم مكعبة قابلة للاستخراج تقنيًا.

كما يحتوي هذا الحوض على موارد غاز صخري أخرى تعود إلى العصر الديفوني تقدر بنحو 50 تريليون قدم مكعبة؛ منها 9 تريليونات قدم مكعبة قابلة للاستخراج.

على الجانب الآخر، يضم حوض مويدير موارد من الغاز الصخري تصل إلى 48 تريليون قدم مكعبة؛ منها 10 تريليونات قدم مكعبة قابلة للاستخراج تقنيًا، بحسب تقييم إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

كما يحتوي حوض رقان على موارد غاز صخري (رطب وجاف) تعود للعصر السيلوري تصل إلى 542 تريليون قدم مكعبة؛ منها 105 تريليونات قدم مكعبة قابلة للاستخراج تقنيًا.

بينما يحتوي هذا الحوض على احتياطيات غاز صخري أخرى تعود للعصر الديفوني وتقدر بنحو 94 تريليون قدم مكعبة؛ منها 16 تريليون قدم مكعّبة قابلة للاستخراج.

أما الحوض الأخير “تندوف”؛ فيضم موارد غاز صخرية رطبة وجافة تصل إلى 135 تريليون قدم مكعبة؛ منها 26 تريليون قدم مكعبة قابلة للاستخراج.

تحديات استغلال الغاز الصخري في الجزائر

يجري الحديث عن استغلال احتياطيات الغاز الصخري في الجزائر منذ سنوات طويلة، لكن البلاد لم تتخذ خطوات جريئة في تطويرها منذ محاولة الاستكشاف بمنطقة عين صالح الصحراوية إبان حكم الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة؛ حيث تعرّضت المحاولة لرفض شعبي آنذاك.

وكانت “سوناطراك” قد أعلنت خطة، في أكتوبر من عام 2014، لتطوير بعض احتياطيات الغاز الصخري في الجزائر على أمل بدء إنتاجه بحلول عام 2022؛ تمهيدًا لوصوله إلى 10 مليارات متر مكعب سنويًا بحلول عام 2025، بحسب موقع “أرغوس” ميديا المتخصص.

ونجحت الشركة في حفر أول بئرين من الغاز الصخري بمنطقة عين صالح خلال عامين من إعلان الخطة، لكنها اضطرت إلى وقف أعمال البحث في شهر جانفي  2016، بعد إغلاق الحكومة للبئرين؛ استجابةً لاحتجاجات سكان المنطقة.

وفي مارس 2019، توقّفت المحادثات بين شركة النفط الأميركية الكبرى “إكسون موبيل” مع نظيرتها الجزائرية “سوناطراك” لتطوير حقل غاز صخري في حوض أحنات.

وعاد الأمل باستغلال احتياطيات الغاز الصخري في الجزائر مع فوز الرئيس عبدالمجيد تبون بالرئاسة عام 2019؛ حيث تحدّث الرئيس، خلال أول مقابلة إعلامية له، عن ضرورة الإسراع في استغلال هذه الموارد؛ لأهميتها الاقتصادية القصوى للبلاد.

ووصف الرئيس تبون التجربة الأولى للبحث عن هذه الموارد بمنطقة عين صالح بالخطأ؛ لوجود مناطق صحراوية أخرى شاسعة تحتوي على الموارد وعدم الحديث مع سكان المنطقة لتهيئتهم قبل أعمال البحث؛ ما فتح الباب للتأويلات.

وأشار الرئيس الجزائري إلى منطقة شناشن الموجودة بين تندوف وأدرار، بوصفها منطقة من الرمال الخالية من السكان مع احتوائها على كمية كبيرة من الغاز الصخري يمكن التنقيب عنها دون مشكلات مع السكان.

وبدأت شركتا “شيفرون” و”إكسون موبيل” الأميركيتان جولة محادثات جديدة مع السلطات الجزائرية منذ  فيفري الماضي فقط، للفوز بصفقات جديدة بقطاع المنبع، تشمل التنقيب عن احتياطيات الغاز الصخري في الجزائر، بحسب تقرير منشور على موقع “إنرجي إنتليجنس” المتخصص.

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار