Image

حفيظ دراجي يكتب للجزائرالآن”:  سابق لأوانه الحكم على الخضر !

حفيظ دراجي يكتب للجزائرالآن”:  سابق لأوانه الحكم على الخضر !

الجزائرالآن_ بعد فوزه على بوليفيا في الخرجة الدولية الودية الأولى، كان هواة الكرة في الجزائر على موعد ثاني للخضر ضد منتخب جنوب افريقيا الذي تعادل معه بثلاثية لمثلها في مباراة مفتوحة، استمتع فيها الحضور بمستوى مقبول للقدامى والعائدين والجدد على حد سواء، بقيادة المدرب البوسني فلاديمير بيتكوفيتش الذي يبدو أنه نجح على الأقل معنويا في أول اختبار، ما يسمح له بتحضير الخرجتين الرسميتين القادمتين بأريحية نسبية بالنظر لما يمتلكه من مواهب وفرديات وخيارات، رغم النقائص التي ظهرت على منظومة الدفاع التي تلقت خمسة أهداف في مباراتين، وصعوبة الاستقرار على تركيبة وسط الميدان، وعدم قدرة المهاجمين على التسجيل خلال مباراتين حيث جاءت الأهداف الستة من توقيع بن زية، براهيمي، غويري وماندي.

 

غياب بن ناصر، بوداوي، غويري ، بن سبعيني عن مواجهة جنوب افريقيا، بعد أن غادروا تربص الخضر تباعا لأسباب مختلفة سمح للمدرب بإشراك باقي اللاعبين للتعرف عليهم ، و يتعرفوا على أسلوب لعبه وطريقة تعامله مع مختلف السيناريوهات أثناء المباريات، ما سمح لهم أن يتحرروا معنويا ونفسيا، وكذلك من الناحية الفنية ، حيث حاول كل لاعب أن يقنع المدرب بقدراته و يبرز مهاراته، في ظل الهامش الذي منحه لهم بيتكوفيتش، ما سمح للجماهير الجزائرية باعادة اكتشاف ياسين بن زية الذي سجل ثلاثة أهداف في مباراتين، كان من بينها واحد من أجمل الأهداف التي سجلها في مشواره الكروي رغم غيابه لمدة خمس سنوات كاملة في عهد بلماضي.

 

عودة ياسين براهيمي بعد سنتين من الغياب كانت مثيرة أيضا في مواجهة بوليفيا وجنوب افريقيا، حيث كان صانع اللعب حتى ولو بالغ في الاحتفاظ بالكرة كعادته، كما كانت مواجهة جنوب افريقيا مناسبة أكد فيها ريان أيت نوري أنه صار قطعة مهمة في المنتخب الجزائري، تحول الى وسط ميدان هجومي في نهاية اللقاء ، في حين يبقى الدفاع ورشة عمل كبيرة للمدرب فلاديمير بيتكوفيتش في ظل قلة الخيارات على مستوى الجهة اليمنى و وسط الدفاع ، في حين سيكون مشكل وسط الميدان في تعدد الخيارات للمدرب وصعوبة اختيار الأفضل ، ومن ثم صعوبة تسيير غرف الملابس وكرسي الاحتياط مع اللاعبين الذين لا يختارهم أساسيين، خاصة في وجود بن ناصر، زروقي، عوار، بن طالب، بوداوي، شايبي ، قندوسي ، وغيرهم.

 

حتى الهجوم سيكون بمثابة وجع رأس للمدرب بعد انضمام المتميز منصف بكرار والواعد حاج موسى، إلى كتيبة تضم بن رحمة، غويري، بن زية، بونجاح، عمورة و براهيمي ، دون نسيان محرز وبلايلي، حيث سيكون من الصعب على بيتكوفيتش اختيار التشكيل الأساسي ، واعتماد منظومة اللعب الملائمة بعد أن اضطر أثناء المباراتين الوديتين الى تغيير الأسلوب بالموازاة مع التغييرات التي كان يحدثها ، وهو سلاح ذو حدين مع ضيق الوقت الذي يفصلنا عن المواعيد الرسمية ، وصعوبة تجاوز تراكمات خمس سنوات بما فيها من ايجابيات وسلبيات ساهمت في استقرار أسماء التشكيلة ، وفي نفس الوقت تقليص عدد الخيارات والبدائل بسبب الاعتماد على نفس اللاعبين كل مرة، حتى ولو كانوا في أسوأ أحوالهم.

 

سابق لأوانه الحكم على المدرب أو حتى على قدرة براهيمي على قيادة التشكيلة، وقدرة الجدد على التأقلم ، والقدامى على ايجاد النفس الجديد والتحفيز اللازم ، رغم ما يبدو من انسجام و سعادة في اللعب لدى اللاعبين، وما أظهره الجمهور من تجاوب وتشجيع ، خاصة وأن مواجهة غينيا القادمة في تصفيات كأس العالم ستكون صعبة ، تأتي في نهاية موسم ، تقتضي عمل بدني خاص وتكتيكي كبير ونفسي وذهني شاق لاستعادة الثقة في النفس وتجاوز المرحلة الصعبة التي مر بها الخضر على مدى السنوات الثلاث الأخيرة، والتي تميزت بالاخفاق في التأهل الى نهائيات كأس العالم، وبلوغ الدور الثاني من من نهائيات كأس أمم افريقيا مرتين متتاليتين. 

 

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار