Image

عبد الرحمن سعيدي يكتب “للجزائرالآن”: غباء الفتوى رديف البلوى

عبد الرحمن سعيدي يكتب “للجزائرالآن”: غباء الفتوى رديف البلوى

الجزائرالآن_ الأمة الاسلامية عبر تاريخها منذ وفاة النبي صلى الله عليه و سلم واجماع الصحابة عليهم الرضوان وقتها على خلافة الصحابي الجليل سيدنا ابوبكر الصديق للنبي محمد صلي الله عليه و سلم في قيادة الأمة المسلمة من تلك الفترة والأمة الاسلامية تتعرض لبلوى في مقدمتها بلوى الردة وومحاولة الانقلاب على الخليفة ابوبكر الصديق و البلوى تترى بدون انقطاع في الأمة الاسلامية تستهدف تماسكهم وارضهم ووحدة قيادتهم وتخريب منظومتهم العقيدية والفقهية والفكرية والشرعية وقيادة الأمة وكل الفاعلين فيها منهم ائمة الهدي والحق يتصدون لها بما يتناسب حجمها وخطرها وضررها وابعادها .

ومن البلايا الكبرى الاستعمار والاحتلال و الاستيطان والتهجير وتمزيق وحدة الأمة الاسلامية الى دويلات صغيرة متناحرة وتسليط كل انواع الانهيارات والانحرفات والتهديدات عليها منها التضليل والارهاب والتطرف والغلو مما جعل منظوماتها المختلفة تتمزق وتضعف ولا تقوى على صيانة وحدة الأمة الاسلامية وتماسكها فصارت امة ودول يتجاذبها الاعداء بمشاريع خطيرة تستنزف ثرواتها وقدراتها وسلب منها قرارها وسيادتها .

وصدق فيها قوله صلي الله عليه و سلم ” يوشك الامم ان تداعى عليكم كما تداعى الأكلة الى قصعتها فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال : بل انتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ” امة المليار نسمة .

ومازاد في الطين بلة أن تجد من القائمين على المنظومة الدعوية والدينية والعلمية لا يفقهون حجم البلوى في الأمة الاسلامية ومدى اضرارها في تهشيم البنية التحتية لها وهو غياب الوعي بالصراع ومدى افساد البلوى للروابط والانسجة الحيوية في الأمة الاسلامية فتصدر منهم فتاوي واحكام فيها تسويق للانهزامية امام البلاء كأنه قدر محتوم لا نتزحزح عنه ولا قدرة للامة الاسلامية برفعه وتغييره .

الاحتلال الصهيوني وعدوانه على ارض فلسطين المحتلة واستيطانه وتهجير اهله ومدى تغلغله في الاوساط العربية والاسلامية من خلال سياسات الاحتلال و الاستيطان والتهجير والتطبيع للأسف يأتي مع ذلك غباء الفتوى من علماء السلاطين والامراء ما عرفوا طيلة اعمارهم و حياتهم العلمية والدعوية أبعاد الاحتلال والاستعمار ولم تتعرض شعوبهم ودولهم ومؤسساتها الى بلاء الاحتلال والاستعمار وكل ما عاشوه هو انتداب وتفويض بالحكم ولم تكن فيهم مقاومة او ثورة مسلحة او سجون واعتقالات و تشريد فليس في مخيلاتهم وعمق فكرهم ابعاد الاحتلال الصهيوني وضرر الاستعمار .

سئل احد كبار علماء الحجاز من طرف بعض الشباب الفلسطيني وقتها في الثمانينات عن الاستضعاف وظلم الاحتلال الصهيوني وعدوانه عليهم كيف يتصرفون من الناحية الشرعية .

فرد عليهم بفتوى في قمة الغباء فكانت رديفا للبلوى فقال .. اذا كنتم مستضعفين في الارض ولا قدرة لكم على رد العدوان عليكم بالهجرة ومغادرة الارض وانتم مستضعفون لقوله تعالى واستشهد بقوله تعالى ” ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها فأؤليك ماواهم جهنم وساءت مصيرا ” لقد استشهد بالاية وهي في سياق آخر وسبب نزولها معلوم عند كل المفسرين نزلت بعد غزوة بدر تتحدث عن قوم اسلموا ولم يهاجروا مع النبي محمد صلي الله عليه و سلم وظلوا مع قومهم في مكة الا ان جاءت ايام بدر وفتنوا وخرجوا مع قومهم يقاتلون النبي محمد فاصيب بعضهم.

قال الشيخ العلامة محمد الغزالي رحمه الله تعالى في رده على غباء الفتوى ان هذه الفتوى قرة عين الصهاينة لانهم يريدون تهجير الفلسطينيين عن ارضهم لتخلو لهم بغير وجه حق  . وكثرت في الفترة الاخيرة موجة غباء الفتوى في دعم البلوى 

منها ذلك الاحمق الذي طالب ابوعبيدة بان يركز على فقه السنن ويشتغل بها بدل حمل السنان والمقاومة .

وهناك من تحدث على توريط الشعب الفلسطيني في مأساة و يريد منا من يريد ان نبقى العمر كله في الإعداد والعدو الصهيوني يتمدد في الاقصى المبارك و الارض الفلسطينية المحتلة ويخترق الأمة الاسلامية والعربية بسياساته وعدوانه .

وهناك من يريد ان يفتن الناس بتشويه قيادة المقاومة ويتهمها بالترف وانها بعيدة عن معاناة الشعب وهو يعلم علم اليقين ان كل القيادات لهم ابناء وزوجات واهاليهم في سجلات الشرف والجهاد والشهادة في سبيل الله .

لماذا حرص الاوائل من الصحابة على سلامة القادة والرواد لكي يستمروا في بعث الأمة الاسلامية من سباتها وحرص الصحابة على سلامة رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما اشاع العدو ان محمدا قتل في احد قال مصعب بن عمير رضي الله عنه ” اذا مات رسول فموتوا على ما مات عليه ” .

كما قالت خنساء لما سمعت باستشهاد ابنائها الاربع قالت اخبروني على محمد صلى الله عليه و سلم فقالوا ان حي وبخير فاطمئنت سلامة القيادة في المعركة امر ضروري لقيادة المعركة والجند بقيادتهم .

وهناك نزيف عقلي وشعوري لدى الأمة بسبب غباء الفتوى وتنمية البلوى فيها باشباه العلماء والدعاة الذين يفتقدون فهم الصراع وابعاده الجيوسياسية ولا يستشرفون الافاق ويحاولون إدراك ذلك بمسائل فقهية سطحية لا عمق فيها ولا اسقاط النص الشرعي في واقعه لكي لا أقول عنهم كلاما آخر .

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار