Image

لماذا أرعبت زيارة الرئيس الايراني للجزائر الدول المطبعة ؟

لماذا أرعبت زيارة الرئيس الايراني للجزائر الدول المطبعة ؟

استقلالية الجزائر وسيادتها تمنحانها القدرة على اختيار شركائها دون إملاءات خارجية

■ لماذا يمكن أن تبنى العلاقات بين الجزائر وطهران وفق قاعدة (رابح _رابح )

الجزائرالآن _ يبدو أنّ زيارة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، للجزائر أرعبت كثيرا بعض الدول، خاصة المطبّعة، التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع الكيان الصهيوني وتعادي القضية الفلسطينية، بل أنّ صحافتها لا تستطيع حتى وصف الفصائل الفلسطينية بالمقاوِمة، وتطلق عليها صفة “الجماعات المسلحة”.
وإذا كان التقارب الجزائري الإيراني يفزع أعداء الشعب الفلسطيني بالنظر إلى وزن الجزائر وطهران في المنطقة، فإنّ متابعين للشأن الوطني والدولي، لا يربطون هذا التقارب بالقضية الفلسطينية فقط، فإيران مثل الجزائر كان دائما صوتها مرتفعا في الدفاع عن الفلسطينيين، ولكنّه سيكون أيضا مفيدا للبلدين، في الكثير من القطاعات الأخرى، فكما الجزائر دولة لها وزنها وثقلها السياسي والاقتصادي، فإنّ إيران، تعتبر دولة رائدة في مجالات عديدة، ويكفي فقط أنّها استطاعت أن تحقق أمنها الغذائي، رغم الحصار المفروض عليها من طرف الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الغربية منذ سنوات طويلة.

ولهذا فإنّ علاقة الجزائر بإيران، لا يمكن أن تخضع لمواقف دول أخرى، مهما كان حجمها في الساحة الدولية، ولتوضيح ذلك يتحدث الدكتور  العلوم الاقتصادية، أحمد الحيدوسي، لصحيفةالجزائر الآن” الإلكترونية، عن كيفية تكوّن شخصية الدولة الجزائرية، فالجزائر “خاضت حرب التحرير من أجل استرجاع سيادتها، وجيشها تأسس في جبال الجزائر الشامخة وليس بقرارات من دول استعمارية، كما استطاعت الجزائر أن تبسط كامل سيادتها على مواردها وخيراتها، ضاربا مثلا بتأميم المحروقات، الذي مرت ذكراه قبل أيام فقط (24 فبراير).

وشدد الأستاذ الجامعي في العلوم الاقتصادية   الدكتور أحمد حيدوسي على أنّ الجزائر عندما تقف على مسافة واحدة من الجميع وتكون سيدة في قراراتها، فهذه مبادئ لا يستطيع أن يفهمها بعض أشباه الدول، “فالجزائر منذ استقلالها لعبت دورا مهما في حركة عدم الانحياز وبالتالي تقف على نفس المسافة من الجميع”

ويعتبر الدكتور أحمد الحيدوسي، أنّ العلاقات الجزائرية الإيرانية،  “تسير في هذا النسق”، فالجزائر “تضع قضية تحرر الشعوب في قلب ديبلوماسيتها والقضية الفلسطينية هي أم القضايا  بالنسبة للجزائر، ولهذا كل من يقف في صف الشعوب المضطهدة التي تنادي بالتحرير  وحق تقرير مصيرها تجد الجزائر تقف مساندة له”، وإيران من الدول التي ترفع صوتها نصرة للقضية.

■ الجزائر سيدة في قراراتها الاقتصادية كما هي سيدة في قراراتها السياسية

وبعيدا عن القضية الفلسطينية، ورغم تأكيده أنّ حجم المبادلات التجارية بين الجزائر وإيران  “ليس كبيرا”، إلا أنّ أستاذ العلوم الاقتصادية، يرى أنّه من الممكن الدفع بهذه العلاقات إلى مستوى أكبر، خاصة أنّ الجزائر سيدة في قراراتها وهذا ما يجعلها متحررة من أي إملاءات خارجية، فهي كما في السياسة والديبلوماسية، تقف اقتصاديا على مسافة واحدة مع الجميع وتتعامل وفق مصالحها، فخلال الحرب الباردة، كان لها علاقات مع الاتحاد السوفياتي بنفس القدر مع الولايات المتحدة الأمريكية، والآن للجزائر “علاقات مع الصين وفي نفس الوقت لها علاقات مع الولايات المتحدة وتقف على نفس المسافة مع الاتحاد الأوروبي” وبالتالي هي ديبلوماسية متزنة “ستنعكس على البعد الاقتصادي وفق مقاربة اقتصادية، اساسها مبدأ (رابح رابح) للجميع”.

وذكّر الأستاذ أحمد الحيدوسي، في حديثه للصحيفة الإلكترونية “الجزائر الآن”، أنّ قانون الاستثمار الجزائري الحالي مشجع على جذب الاستثمارات، خاصة على مستوى القطاعات الاستراتيجية، على غرار الصناعات الميكانيكية، الطاقات المتجددة، الصناعات التحويلية، صناعة الفضاء وغيرها من المجالات التي يمكن بناء من خلالها علاقات متميزة.

واعتبر الدكتور الحيدوسي، أنّ إيران خطت خطوات عملاقة في الصناعات الميكانيكية، وهي مستعدة لتبادل خبرتها  مع الجزائر، وكذلك الأمر في النشاط الزراعي.

وأنهى حديثه لـ”الجزائر الآن”، بالتأكيد على أنّ هناك الكثير من الملفات، التي يمكن من خلالها تطوير العلاقات بما يخدم مصالح البلدين، مشددا على أنّ الجزائر هي من تختار شركائها، ووفق مبدأ “رابح رابح” دائما، وهذا راجع بالأساس إلى أنّها سيدة قراراتها، ولا أحد يملي عليها شروطه، كما يفعلون مع دول أخرى.

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار