Image

“الجزائر الآن” تكشف تفاصيل أكبر مشروع زراعي صناعي” عالمي ” بالجزائر

“الجزائر الآن” تكشف تفاصيل أكبر مشروع زراعي صناعي” عالمي ” بالجزائر

الجزائر الآن _ وقع صندوق الاستثمار الجزائري والشركة القطرية “بلدنا” على اتفاق شراكة لإنجاز مشروع منظومة متكاملة زراعية وصناعية لتربية الأبقار وإنتاج الحليب المجفف ومشتقاته على مساحة 117 ألف هكتار في ولاية أدرار، وتديره الشركة المختلطة الجزائرية – القطرية التي ستؤسَّس مباشرة بعد التوقيع على الاتفاق.

وحسب وزير الفلاحة والتنمية الريفية يوسف شرفة، فإنّ المشروع تتجاوز قيمته 3.5 مليارات دولار، ومن المتوقع أن يغطي 50%  من الاحتياجات الوطنية من مسحوق الحليب محلي الإنتاج، ما يسمح بالحد من واردات البلاد من هذه المادة مستقبلا، إذ تبلغ واردات الجزائر ما يقارب ملياري دولار سنويا، ويتوقع أن يبلغ إنتاج المشروع في السنة التاسعة أكثر من 194 ألف طن من الحليب المجفف، كما أنّه سيسمح بنقل التكنولوجيا الحديثة وآخر تقنيات إنتاج الحليب.

وبالإضافة إلى ذلك، يوفر المشروع 84 ألف رأس من العجول سنويا موجهة لتزويد السوق المحلية باللحوم الحمراء، ويوفر أزيد من خمسة آلاف منصب شغل مباشر، ويساهم في رفع عدد رؤوس الأبقار على المستوى الوطني، إذ من المقرر أن يتوسع ليشمل عدة ولايات صحراوية، وسيسمح بخلق ثلاث أقطاب لتربية الأبقار وإنتاج العلف والحبوب والألبان، بالإضافة لمصنع لإنتاج مسحوق الحليب، حيث ستستخدم أحدث التقنيات العالمية.
هذا ما ستجنيه الجزائر من المشروع.

وحسب التفاصيل التي حصلت عليها صحيفة “الجزائر الآن”، فإنّ المشروع سيوفر للاقتصاد الجزائري 27 مليار دولار في مدة 9سنوات ، لأنّه بحلول العام التاسع ستكون الجزائر حققت الاكتفاء الذاتي وبنسبة 100% من حليب البودرة،  ما يعني توفير تكاليف استيراد بودرة الحليب والمقدرة حاليا بـ 1.2 مليار دولار، كما أنّ نسبة التوفير المحتملة على الجزائر تصل إلى 4.2 مليار دولار، مما يعزز ميزان مدفوعاتها واحتياطاتها من النقد الأجنبي من خلال الانفاق المحلي بقيمة 15.4 مليار دولار على مدى 20 عاما.

وعلى مدة العشرين سنة الأولى من المشروع ستنفق “بلدنا” أكثر من 5 مليارات دولار لشراء المواد والخدمات من الشركات المحلية الجزائرية المحلية، وهذا امتياز جديد للسوق الجزائرية، حيث ينص الاتفاق، بأنّ المواد الأولية لإنجاز المشروع ستيتم اقتناؤها من الشركات والمصانع الجزائرية، سواء ما تعلق بالخشب أو الحديد، بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الكلأ وكل ما تحتاجه الأبقار من أكل، سيزرع في الجزائر ودون الحاجة إلى جلبه من الخارج، في حين أنّ الأدوية، سيتم جلبها في المرحلة الأولى من الخارج، وبعد ذلك تتكفل شركات جزائرية من إنتاجها، ما يعني دفع كبير جدا للكثير من الشركات الجزائرية، خاصة الصغيرة والناشئة وليست المرتبطة بميدان الفلاحة فقط.

■ 10 آلاف وظيفة ومليار دولار كأجور 

وحسب دراسة الجدوى التي تحصلت عليها صحيفة “الجزائر الآن“، فإنّ المشروع سيوفر حوالي 5000 وظيفة ريفية، ومثلها في قطاع الخدمات ، وبخصوص الأجور المتوقعة، فإنّ شركة “بلدنا”، ستدفع ما يساوي مليار دولار خلال 20 سنة.

ولن تقتصر الامتيازات التي سيتحصل عليها الجزائر مادية فقط، بل تم الاتفاق على أن تقوم الشركة القطرية من خلال خبرائها من نقل المعرفة للإطارات الجزائرية، وستسلم الجوانب الإدارية للمشروع لجزائريين، بعد تدريبهم وحصولهم على الخبرة اللازمة، وهذا ما يعني أنّ الجزائر ستتمكن من خفض تكاليف الخدمات اللوجيستية، بما يصل إلى 1.6 مليار دولار، وفي نفس الوقت ستتمكن من بناء القدرة على الصمود ضد اضطرابات التوريد.
الشركة المكلفة بالمشروع نفسها التي تتكفل بإنجاز المستشفى.

من جهة أخرى أوكلت مهمة إنجاز مشروع شركة “بلدنا” في الجزائر، إلى شركة  استثمار  القابضة (ش م ع ق)، وهي الشركة المكلفة بإنجاز المستشفى الجزائري القطري الألماني، والذي تم وضع حجر أساسه على القمة العربية التي جرت بالجزائر، من طرف الرئيس عبد المجيد تبون والأمير القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وتأتي خطوة إنجاز مشروع إنتاج الألبان بالجزائر، كما كان الحال مع مشروع المستشفى الجزائري القطري الألماني، استنادا إلى توجيهات القيادات الحكيمة في كل من الجزائر وقطر، حرصا على إثراء العلاقات بين البلدين والعمل المتواصل لتطوير القطاعات المختلفة في الجزائر، وضمن استراتيجية خطة عمل استثمار الشركات القطرية في التوسع الدولي مستغلة في ذلك العلاقات الأكثر من أخوية بين الرئيس عبد المجيد تبون و الأمير تميم .

وفي هذا الإطار يظهر التوجه الحكيم للرئيس عبد المجيد تبون، الذي أظهر من أول يوم في سدة الحكم، سعيه للتخلص من التبعية للغاز والبترول، وتعتبر الفلاحة ثاني داعم للاقتصاد الجزائري، والأكيد أنّ اختيار قطر كشريك استراتيجي مع الجزائر اختيار في محله، خاصة مع الاحترافية الكبيرة التي تظهرها دولة قطر، بعيدا عن تأثير الأجندات الدولية والصراعات الهامشية، كما أنّ اعتماد الجزائر على شعار “رابح رابح” منح الثقة الكاملة لشركائها الأساسيين وخاصة قطر، وهذا ما أشار إليه السفير القطري بالجزائر، عبد العزيز علي النعمة، على هامش حفل توقيع الاتفاقية بين صندوق الاستثمار الجزائري والشركة القطرية “بلدنا”، حيث قال: “إنّ هذا المشروع يأتي لاستكمال مشاريع قاعدية مهمة، حيث نحرص على استغلال الزخم والحركية التي تعرفها العلاقات الثنائية للوصول إلى شراكة استراتيجية عميقة تليق بالبلدين”.

وهنا لا يمكن إغفال الدور الكبير لوزير الفلاحة والتنمية الريفية، يوسف شرفة، الذي أعطى دفعا كبيرا للمشروع ،(عملت بعض الأطراف البيروقراطية لها مصالح في استيراد بودرة الحليب ولن نفصل أكثر  كل ما تستطيع حتى لا يرى المشروع  النور)  ، وصولا إلى توقيع الاتفاقية مساء يوم الأربعاء 24 أفريل 2024.

الوصول إلى مرحلة التوقيع على اتفاق شراكة لإنجاز مشروع منظومة متكاملة زراعية وصناعية لتربية الأبقار وإنتاج الحليب المجفف ومشتقاته بالجزائر لم يكن سهلا، حيث تحصلت صحيفة “الجزائر الآن” على معلومات  تؤكد أنّ رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون حرص شخصيا على متابعة هذاالمشروع الأكبر في العالم، حتى يرة النور ،وهو ماكان ،المشروع الذي  سيحدث نقلة نوعية في قطاع الفلاحة بالجزائر ما تسبب في حالة طوارئ لدى ذات الأطراف التي تمتلك مصالح معينة مع أطراف معينة في  اطار معين خدمة لجهات داخلية وحتى خارجية معينة والتي لا تريد الاستثمار في الجزائر بل هدفها ابقاء الجزائر لتبعيتها و استنزاف عملتها .

يذكر أنّ الجزائر تحوّلت إلى دولة أوغندا من أجل استيراد جزءًا من احتياجاتها من بودرة الحليب، حيث أمضى البلدان شهر مارس 2023 اتفاقا يسمح بتوريد كميات من مشتقات الحليب بقيمة تصل إلى 500 مليون دولار أمريكي، وكانت أول شحنة استوردتها الجزائر من أوغندا الرائدة في إنتاج الحليب شهر أكتوبر الماضي.

■ إنزال حكومي كبير لحضور عملية التوقيع

يذكر أنّ عملية التوقيع على اتفاقية الإطار بين وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والشركة القطرية “بلدنا” لإقامة مشروع متكامل لإنتاج الحليب المجفف بالجنوب الجزائري، وقعها عن الجانب الجزائري المدير العامة للاستثمار والعقار الفلاحيين بالوزارة سعاد عسعوس وعن الجانب القطري، رئيس مجلس إدارة شركة “بلدنا”، محمد معتز الخياط، بحضور وزير الفلاحة والتنمية الريفية، يوسف شرفة، وزير المالية لعزيز فايد، وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، وزير التجارة وترقية الصادرات  الطيب زيتوني، وزير الري طه دربال ووزير الصناعة والانتاج الصيدلاني علي عون، كما حضر مراسم التوقيع ، مستشار رئيس الجمهورية المكلف  بالمالية والبنوك والميزانية وكذا احتياطي الصرف والصفقات العمومية والمخالصات الدولية محمد بخاري، إلى جانب سفير قطر لدى الجزائر عبد العزيز علي النعمة.

■ إجماع على أهمية المشروع للاقتصاد الجزائري

أجمع ممثلو الحكومة على أهمية مشروع “بلدنا” للاقتصاد الجزائري، حيث اعتبر وزير الفلاحة والتنمية الريفية، يوسف شرفة، أنّ المشروع يمثل “أحد أهم المشاريع الاستراتيجية في القطاع الفلاحي بالجزائر” ويندرج في إطار استراتيجية الدولة لتعزيز الأمن الغذائي في البلاد.
وأضاف، أنّ المشروع “يأتي لتفعيل علاقات الشراكة المتميزة  التي نربط الجزائر ودولة قطر الشقيقة، مما يعكس الإدارة الثابتة والقوية لقائدي البلدين، رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون وأخيه سمو أمير دولة قطر الشقيقة، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني”
كما أكد شرفة أنّ مشروع الشراكة مع “بلدنا” يعد “نموذجا حقيقيا لتجسيد السياسة الاستثمارية المعتمدة من طرف الجزائر في المجال الفلاحي”، ودعا وزير الفلاحة من جميع الشركاء إلى “العمل على تجسيد هذا المشروع الهام لكلا الطرفين في الآجال المحددة، خاصة وأنّ الجزائر وقطر مقبلتان هذه السنة على الاحتفال بخمسينية إقامة العلاقات الديبلوماسية بينهما”

أما وزير المالية لعزيز فايد، فقد أكد الدعم الكامل الممنوح من الدولة لهذا المشروع، الذي من شأنه تطوير استثمار فلاحي بحجم “غير مسبوق” من حيث التكلفة ومناصب الشغل، بالنظر لطبيعة منتجات المشروع وأهميتها في استهلاك المواطن، الأثر الاقتصادي والاجتماعي على الولايات الجنوبية، مساهمته في تقليص كبير لواردات الحليب وبالتالي توفير العملة الصعبة، وكذا اكتساب تكنولوجيات وخبرات حديثة في مجال الفلاحة وإدارة المشاريع.
وفي هذا السياق, أكد  فايد أنّ وزارة المالية تتطلع لأن تقوم الشركة المختلطة التي ستنشأ لتجسيد هذا المشروع, بتطوير نشاطها بهدف الامتداد نحو الاسواق الإفريقية.
كما أعرب عن طموح قطاعه في تطوير مشاريع شراكة جدية أخرى مع القطريين بما يتوافق مع الاهداف الاقتصادية للجزائر, مذكرا في هذا الاطار بمشروع الجزائرية القطرية للصلب الذي يسمح الآن بإنتاج مليوني طن من الصلب, ومشروع المستشفى الذي سيقام في سيدي عبد الله (الجزائر العاصمة).
من جانبه, اعتبر السفير القطري لدى الجزائر, أن التوقيع على اتفاق اليوم يجسد مسارا من التعاون أرساه في السنوات الأخيرة قائدا البلدين الشقيقين, و”يستمد قوته من ارادتها الراسخة ورؤيتهما الرشيدة”.
وفي هذا الإطار, أشار عبد العزيز علي النعمة إلى “الأهمية الخاصة” التي تمنحها بلاده لعلاقتها مع الجزائر “بما يليق بحجمها ومكانتها بين الأمم”, مضيفا أنه أمام البلدين “فصول اخرى من النجاح في مجالات يجب التحضير لها بعناية كبيرة”.
وتابع بالقول: “نحن نحرص على مواصلة الزخم والحركية التي تشهدها العلاقات المتميزة بين البلدين بما يجعلها نموذجا للعلاقات العربية-العربية الناجحة والدائمة“.

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار