Image

تقرير: الجزائر تشهد طفرة في صناعة “توربينات الغاز”

تقرير: الجزائر تشهد طفرة في صناعة “توربينات الغاز”

الجزائرالآن_ من المنتظر أن تشهد صناعة “توربينات الغاز” في الجزائر قفزة كبيرة في الأشهر القادمة، وذلك من خلال الصفقات العملاقة التي من المقرر أن تبرمها الجزائر مع زبائنها من مختلف أنحاء العالم، خلال سنة 2024، خاصة أنّه تم بالفعل الانتهاء من إنجاز الشحنة الرابعة.

التوربين (Turbine) جهاز يَستخدم الطاقة الحركية لبعض الموائع، مثل الماء، أو البخار، أو الهواء، أو غازات الاحتراق المختلفة، بغرض تحويلها إلى طاقة ميكانيكية على شكل حركة دورانية تحرّك التوربين نفسه، حيث تمرّ المادة المائعة عبر نظام متداخل من الممرات الثابتة، وممرات أخرى تكون على شكل رِيَش مُتّصلة بجزء يسمى الدوّار (Rotor)، وبتطبيق قوة الدفع من المائع المُطبّق على الشفرات، وبتأثير عزم الدوران على الجزء الدوّار، يدور هذا الجزء وبالتالي يعمل التوربين والأجهزة المرتبطة به.

تُستخدم التوربينات عمومًا للاستفادة من طاقة الرياح والطاقة المائية لتوليد الكهرباء، وفي أنظمة الدفع وفي المحركات الحرارية، فهي في الأصل تُصنف كنوع من أنواع المحركات

وحسب تقرير لمنصة “الطاقة” المتخصصة، فإنّ الجزائر شهدت إطلاق رابع شحنة من قطع غيار “التوربينات” الغازية إلى هولندا، قبل أيام قليلة، وتحديدًا يوم الأربعاء 27 مارس، وذلك تلبيةً لاحتياجات شركة “جنرال إلكتريك” العالمية.

وتُعَد أحدث صفقات “توربينات” الغاز في الجزائر جزءًا من جهود الدولة المتواصلة لتطوير هذه الصناعة، وتعزيز دورها في أسواق الغاز العالمية؛ إذ أنّ الجزائر أنتجت القطع بالكامل داخل وحدة الصيانة والتصنيع التابعة للشركة الجزائرية للصناعات الكهربائية والغازية.

ومنحت الشحنة الرابعة من “توربينات” الغاز في الجزائر، التي انطلقت إلى أوروبا، ضوءًا أخضر لشركة “سونلغاز” لتوسعة الأسواق العالمية التي تتعامل معها، ولا سيما أنّ الصفقة تُعَد إنجازًا كبيرًا للبلاد، التي تسعى لتعزيز دورها عالميًا.

وتُعَد هذه الصفقات هي الأولى من نوعها في قارة إفريقيا، وتعزز مكانة الجزائر بصفتها موردًا لقطع غيار “التوربينات”، في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما أنّها تأتي في أعقاب أرقام قياسية لصادرات هذا النوع من الصناعات المهمة على مستوى العالم.

وكانت شركة “سونلغاز”، قد أعلنت تحقيق رقم قياسي من قيمة صادرات “توربينات” الغاز في الجزائر، والتي بلغت أكثر من 219 مليون أورو (237 مليون دولار أميركي)، في فيفري 2024.

وقادت “توربينات” الغاز الجزائرية صادرات المعدات المتطورة المصنعة محليًا، ولا سيما أنّ الجزائر كانت قد نجحت قبل 20 شهرًا في إبرام كثير من الصفقات الخاصة بـ”التوربينات” التي صنعتها محليًا بالتعاون شركة “جنرال إلكتريك”.

وتشير التوقعات إلى إمكان استمرار هذه الطفرة، خلال العام الحالي 2024، في توقيت تسعى خلاله شركة “سونلغاز” إلى فتح أسواق جديدة حول العالم، ولا سيما في قارة أوروبا، التي تعوّل على المعدات والغاز الجزائري في الآن نفسه.

توربينات الغاز محرك أساسي للاقتصاد الجزائري

وتؤكد منصة طالطاقة” المتخصصة في تقريرها، أنّ شركة “سونلغاز” حققت خلال العام الماضي (2023)، رقمًا قياسيًا في التصدير، الذي تضمّن صادرات الكهرباء، ومعدات مصنعة محليًا؛ وفي مقدمتها “توربينات” الغاز في الجزائر، بجانب تصدير خدمات التكوين المهني في مجالي الكهرباء والغاز.

وبحسب الأرقام التي أوردها بيان للشركة، فإنّ هناك اتجاهًا حقيقيًا لجعل هذا النوع من الصادرات محركًا رئيسًا للنمو الاقتصادي، ولا سيما مع مساهمته الاقتصادية الكبيرة، من حيث تنويع مصادر العملة الصعبة، ورفع نسبة المكون الوطني، وتخفيض فاتورة الاستيراد.

وكان عام 2021 قد شهد تزايد تصنيع وتصدير “توربينات” الغاز في الجزائر، بقدرة 500 ميغاواط؛ إذ اتجهت هذه الصادرات إلى عدد من دول الشرق الأوسط، بالإضافة إلى فتح الباب أمام التفاوض لتصدير المزيد منها إلى دول أخرى، خاصة في أوروبا.

وفي العام نفسه، دخلت البلاد سوق “التوربينات”، مع تمكنها من تصدير شحنات عدة إلى دول شرق أوسطية، ومناطق أخرى من العام؛ إذ تعد هذه “التوربينات” حلولًا مهمة تقدمها الشركة الجزائرية، ولا سيما مع تزايد الطلب على الكهرباء المولّدة من الغاز الطبيعي.

ويزيد الطلب في أوروبا وبعض دول إفريقيا على الغاز الجزائري، بصفته حلًا للحصول على كهرباء أكثر نظافة، وأقل تكلفة مقارنة بالمشتقات النفطية؛ الأمر الذي يجعله عنصرًا مهمًا من عناصر تحول الطاقة في المستقبل.

يُشار إلى أن فكرة عمل “توربينات” الغاز تعتمد على تسخين خليط من الهواء والوقود لتبلغ درجات حرارة عالية جدًا؛ الأمر الذي يؤدي إلى دورات “عنفات التوربينات”؛ وهو ما يؤدي بدوره إلى توليد التيار الكهربائي.

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار