Image

سر غضبة الجزائر من خريطة لا يعترف بها حتى من رسمها

سر غضبة الجزائر من خريطة لا يعترف بها حتى من رسمها

الجزائرالٱن_ قد يتساءل بعض العرب والكثير من المتابعين، لماذا لم تغض الجزائر الطرف عن رسمة صغيرة على صدر قميص، قد لا ينتبه لها أحد، وحتى من يراها لن يعرف بالتأكيد ماذا تمثل، فلماذا تثور الجزائر، وهي تدرك أنّ ممثلها اتحاد العاصمة قد يخسر الصراع القانوني، مادام الاتحاد الإفريقي مختطف من عصابة المغربي فوزي لقجع؟

من يطرح هذه الأسئلة بالتأكيد لا يعرف الجزائريين، ولهذا من واجبنا أن نوضح الحقائق الغائبة لأشقائنا العرب، سواءً من كانوا على الحياد، أو من تعاطفوا مع الطرح المغربي عن حسن نية، ونقول أنّ موقف الجزائر أساسه عاملان أساسيان وهما:

الأول: أنّ الجزائر لم تتعود على غض الطرف عن حق مهضوم، خاصة في قضايا مرتبط بالتحرر، فالجزائر التي عانت من حرب مدمرة لأكثر من 132 سنة، تعرف جيدا معنى المعاناة، معنى أن تُغتصب أرضك وعرضك، وكل ما تملك، وأكثر من ذلك أن تجد الخذلان من أهلك، فما بالك إن كان الشقيق هو المغتصب، ولهذا ترفض رفع يدها عن قضية الشعب الصحراوي، ولو في مقابلة لكرة القدم، وهو دعم له وزنه الكبير عند الصحراويين.

هذه هي الجزائر التي يرى البعض أنّها غريبة بمواقفها وانتحارية في قراراتها، فالجزائر كانت دوما مع فلسطين، ولهذا كانت دوما عرضة للمؤامرات الصهيونية وداعمي الكيان الصهيوني في الإمارات والمغرب وبعض العرب المتصهينين..

كان من الممكن أن تغض الجزائر الطرف عن ما يحدث على الأراضي المحتلة، وتقول للفلسطينيين، هذه أرضكم، حرروها أو اتركوها لعدوكم، وتكسب ود الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الغربية، واللوبيات الصهيونية المتحكمة في العالم، ولكنّها، قالت لا، وتواجدت على الدوام في الصفوف الأولى للدفاع عن القضية الفلسطينية، متنازلة عن الكثير من الامتيازات التي كان من الممكن أن تحصل عليها لو غضت الطرف.

قبل سنوات سألت صحافية لبنانية الرئيس الجزائري الراحل، عبد العزيز بوتفليقة، لماذا تدعمون جبهة البوليساريو، بماذا سيفيدكم وجود دولة صغيرة هناك على المحيط؟ فرد عليها الرئيس الجزائري الراحل، مذكرا إياها أنّ مساحة الصحراء الغربية أكبر من مساحة لبنان، وإن كنتِ ترين أنّ هذه الأرض بشعبها صغيرة جدا، فكل واحد منّا صغير أمام طرف آخر، كما لبنان صغيرة جدا أمام الجزائر، فهل نزيح لبنان من الوجود؟

من هذا المبدأ تؤمن الجزائر أنّ المبادئ لا تتجزأ وما يحق لكل شعوب العالم يحق للشعب الصحراوي، وتلك الخريطة المرسومة على قميص لاعبي نهضة بركان المغرب، وإن كانت لا يمكنها أن تمس شعرة واحدة من الشعب الصحراوي، وأحقيته في تقرير مصيره، فإنّ ظهورها على أرض الجزائر، سيعني شيئا واحد، وهو أنّ بلد الشهداء تخلى عن مبادئه الخالدة، وهذا ما لا يمكن أن يحدث أبدا.

العامل الثاني مرتبط بالنظام العلوي المغربي، فمن يعرف هذا النظام جيدا، يعرف أنّه يعيش على الغدر والخداع والتجسس والانتصارات الوهمية، ولو غضت الجزائر الطرف وسمحت للنادي المغربي بالتواجد على أرضية ميدان 5 جويلية بتلك الخريطة التي تمجد الاستعمار، لتعالت الزغاريد في “بلاد أمير المؤمنين” والهتافات بالنصر، ولجعلوا من ذلك، استقلالا جديدا، ويكفي العودة فقط لتعاليق المغاربة وإعلامهم في اليومين الماضيين، وهم يتحدثون عن تحقيق انتصار عالمي من أرض الجزائر، بعد الأخبار التي قالت أنّ الكاف انحازت لنهضة بركان وأكدت أحقيته للعب بقميص الخريطة الوهمية، ووالله لو تنازلت إسبانيا وقررت إعادة سبتة ومليلية للمخزن، لما كانت فرحتهم، أشد من فرحتهم بانتصار وهمي لم يتحقق.

لهذا لم ترد الجزائر أن تمنح فوزي لقجع شرف ولو التشبه بدونكيشوت، الذي كان يحارب طواحين الهواء ويفتخر بانتصاراته الوهمية، وهذا ما يجب أن يدركه الأشقاء العرب في دول الخليج والشرق الأوسط، وأن لا ينخدعوا بإعلام مرتزق يموله القصر العلوي من أموال الضرائب التي تخنق المغاربة البسطاء، وبرعاية سامة من الصهاينة و”عيال زايد”، الذين باعوا فلسطين بعد أن باعوا عروبتهم وإسلامهم وكرامتهم، وهم مستعدون أن يتحالفوا مع الشيطان لإسقاط الجزائر، لأنّها دائما مع فلسطين ظالمة أو مظلومة وكذلك مع جمهورية الصحراء الغربية.

ويكفي الإشارة هنا، أنّ النظام العلوي ويده التي تعيث فسادا داخل الاتحاد الإفريقي، فوزي لقجع، حاولت فقط استغلال المقابلة للترويج لأفكارها السياسية المسمومة وأوهامها البعيدة عن الواقع، معتمدة على ضعف الاتحاد الإفريقي، الذي أصبح أشبه بدمية في يد العصابة المغربية، وهذا ما دفع أحد الصحفيين المغاربة للتساؤل، لِمَ لا يلعب المنتخب المغربي بأقمصة عليها خريطته المزعومة؟ والجواب أنّ “الفيفا” ترفض هذا التهريج وتلك الشعارات السياسية الممجدة للاستعمار، وبالتالي لن تسمح بوجودها على أقمصة المنتخب المغربي، كما أنّ تلك الخريطة لا تعترف بها أي منظمة دولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، وبالتالي من يقوم برسمها سيحاسب بتهمة التزوير، لأنّها لا توجد على أرض الواقع دولة بذاك الشكل الذي يريده المخزن وأبواقه.

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار