Image

لقجع لم يحفظ الدرس و يراهن مجددا على حصان خاسر

لقجع لم يحفظ الدرس و يراهن مجددا على حصان خاسر

الجزائرالٱن_ قبل ساعات عن موعد المقابلة الحدث بين اتحاد العاصمة والنهضة البركانية المغربي، المقررة سهرة اليوم بملعب 5 جويلية، مايزال مصير المقابلة غامضا، في الوقت الذي خفّت لهجة الإعلام المغربي قليلا، مقارنة بما كانت عليه يومي الجمعة والسبت وحتى صبيحة اليوم الأحد، وبعد الحديث عن انتصار “الكاف” للفريق المغربي وأنّ لاعبي نهضة بركان سيلعبون المقابلة بتلك القمصان التي تحمل صورة “الخريطة الوهمية”، ظهرت مقالات مغربية بعناوين تشير إلى استحالة رضوخ الجزائريين لمطالبهم، وأنّ أقصى ما يمكن للمغاربة أن يفعلوه، هو الانسحاب وترك القرار النهائي للهيئة المسؤولة وهي الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.

التحوّل في تعامل الإعلام المغربي مع الحدث، يعود بالتأكيد إلى إدراكهم أنّ رئيس الجامعة الملكية المغربية فوزي لقجع، راهن على حصان خاسر، كما كان الحال خلال بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، حيث اضطر في الأخير إلى إجبار المنتخب المغربي الشقيق عن البقاء خارج المنافسة، وخرجت الجزائر منتصرة كعادتها.

وقد جاء رد فعل رئيس الاتحاد الموريتاني أحمد ولد يحيى مفاجئا للمغاربة، عندما رفض ترأس اجتماع طارئا لدراسة القضية، خاصة أنّ ولد يحيى معروف بولائه لفوزي لقجع، ومازاد الأمر تعقيدا للمغاربة أنّ رئيس الاتحاد الموريتاني ألمح إلى أنّ القضية سياسية ولا علاقة لها بكرة القدم، عندما برر رفضه، بأنّه يسير على موقف بلاده من الصراع الجزائري المغربي وهو الحياد، وهذا بالتأكيد أربك حسابات لقجع، الذي حاول استغلال تواجد باتريس موتسيبي رئيس الاتحاد الإفريقي (كاف) بالرباط على هامش كأس إفريقيا لـ”الصالات” للضغط عليه من أجل إصدار قرار يخدم مصالح المغرب على حساب القوانين التي تسيّر المنافسات الإفريقية، حيث أنّ موتسيبي، فاجأ لقجع وكل المغاربة، وغادر مباشرة بعد نهاية اجتماع أعضاء المجلس التنفيذي، بل أنّ الرجل أجل الفصل في مواضيع هامة جدا لكرة القدم الإفريقية، وعلى رأسها موعد كأس إفريقيا القادمة بالمغرب، والتي كانت على رأس الملفات التي ستطرح بالمغرب هذا الاسبوع.

وبغض النظر عن السبب الذي دفع موتسيبي إلى مغادرة المغرب بعد تلقيه مكالمة هامة، فإنّ غيابه أربك لقجع، الذي حاول بعد ذلك، أن يرمي بالقضية إلى ولد يحيى، ولكن هذا الأخير يبدو أنّه قرر الخروج أخيرا من جلباب رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.

الأكيد أنّ مصير المقابلة لن يتحدد إلا بقرار من الحكم الموريتاني المعين لإدارة المواجهة، الذي قال لممثلي الفريقين خلال الاجتماع التقني بصريح العبارة: “مهما كانت الظروف سواء أتم الإفراج عن الأقمصة أم لم يتم، من الواجب تذكيركم بضرورة التواجد في الملعب ساعة ونصف قبل انطلاق المباراة، وفي حالة تخلف أي فريق يعتبر غائبا إلى غاية البت في الأمر من طرف لجنة الانضباط.”

هذا الكلام أعاد حسابات المغاربة إلى نقطة الصفر، خاصة أنّ قوانين الكاف والفيفا وهما أكبر هيئتين تشرفان على كرة القدم، ترفضان أي إشارات سياسية، وأكثر من ذلك أنّ جمهورية الصحراء الغربية معترف بها داخل كل هيئات الاتحاد الإفريقي، والقبول بخريطة تلغي وجود الصحراء الغربية هو تعد واضح على كل تلك الهيئات، ولهذا من غير الممكن أن تتعدى الكاف، على الاتحاد الإفريقي وكل الهيئات والمنظمات التابعة له، وهو ربما ما لم ينتبه إليه فوزي لقجع بمسرحيته الجديد.

كما أنّ الفيفا لا يمكن أن توافق على خريطة تمجد الاستعمار، خاصة أنّ الأمم المتحدة تعتبر ملف الصحراء الغربية ملف تصفية استعمار.

وبين هذا وذاك، من حق المغاربة البسطاء أن يدافعوا على الطرح الذي يمثله أحد مسؤولي بلادهم وهو فوزي لقجع، ولكن قبل كل ذلك عليهم أن يجيبوا على السؤال البسيط الذي طرحه مواطنهم الصحفي حميد المهداوي: “لماذا لا يلعب المنتخب المغربي بالخريطة كاملة في كأس إفريقيا وكأس العالم؟! أليس المنتخب المغربي أولى بالخريطة أمام أنظار العالم؟”

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار