الحركى الجدد

الجزائر الآن _ من يقرأ ما كتبه وزير الصناعة الجزائري الأسبق، الهاشمي جعبوب، عبر صفحته على “الفايسبوك”، ونقلته صحيفة “الجزائر الآن” الإلكترونية، عن الكاتب الفرانكو جزائري بوعلام صنصال، يفهم سبب “النعيق” الصادر عن قصر الإليزي وأبواقه الإعلامية، بعد خبر توقيف “الصنصال” بمطار هواري بومدين الدولي.
فرنسا التي خسرت عسكريا أمام الجزائر وتواجه تجاهلا اقتصاديا منذ وصول الرئيس عبد المجيد تبون إلى السلطة، لم يعد أمامها لإذكاء مؤامراتها المفضوحة على الجزائر، إلّا أذنابها “المعششين” بيننا، كما يصفهم الدكتور عبد الله حمادي، وهو يعلّق على خبر إهداء فرنسا، جائزة “الغونكور” الأدبية، لكمال داوود، كنوع من التكريم، على إفشائه أسرار مواطنة جزائرية مغلوبة على أمرها، تحدثت عن كل معاناتها خلال فترة “العشرية السوداء” لمن كانت تعتقد أنّها طبيبة، ستعمل على مساعدتها لتجاوز أثار تلك الفاجعة التي مرت بها، ولا تدري أنّ تلك الطبيبة أو المعالجة النفسانية، منحت زوجها كل التفاصيل، ليجعل من تلك المأساة رواية محمّلة بالكثير من السموم ضد الجزائر.
ولا ننكر أنّ فرنسا عرفت كيف تختار عملاءها في الجزائر، وتجعل منهم “حركى” جدد، قد يكونون أشد خطرا، عن “حركى” الفترة الاستعمارية، فبوعلام صنصال، والذي يحمل للأسف الجنسية الجزائرية، لم يأخذ من شهامة وإباء الجزائريين شيئا، ولا عجب في ذلك وهو الذي تربى على يد حاخام يهودي ببلكور بالجزائر العاصمة، جعل منّه مسخا، لم يتشرف بالإسلام دينا ولا بالعربية لسانا، فكان ملحدا يرتدي الطاقية اليهودية، ويهاجم “طوفان الأقصى” وينحني حتى يكاد ظهره “يتكسّر” لأسياده في باريس وتل أبيب والمغرب، التي يقول أنّ أصوله منه، ولهذا رضع من ثدي الذل والخنوع حتى “السُكر”
والأكيد أنّ بوعلام صنصال، الذي قال في الجزائر ما لم يتجرأ أعداؤها على قوله، لا يختلف عن “حركي” آخر من الحركى الجدد وهو كمال داود، الذي يقول عنه الأستاذ جيلالي عبد القادر، أنّه “يعبد الحضارة بل الهمجية الغربية إلى حد الجنون”، وينقل تصريحات سابقة له، يقول فيها: “الغرب هو كل ما لدينا…فهو مكان خلاصنا الوحيد، وملجأ إنسانيتنا المنقوصة. فإذا ركع هذا الغرب، فإلى أين سنذهب؟” متجاهلا مجازر الغرب في فلسطين.
وينتمي كمال داود ومثله بوعلام صنصال الى مجموعة من الكتاب والصحفيين والمؤثرين الجزائريين المقيمين في فرنسا (أشداء على المسلمين رحماء على غيرهم ) يشتركون ويتقاطعون في كراهية الثورة والدولة والشعب الجزائري المحافظ المحب لدينه ولغته.
وإذا كان كمال داود، قال بصراحة “أنا فرنسي أكثر من الفرنسيين..”، فلا شك من أنّ بوعلام صنصال يصرخ بأعلى صوته وفي كل محفل “أنا حركي أكثر من أي حركي آخر” .. رغم أنّ “الحركي” في مفهوم رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، بطل دافع عن فرنسا ضد الخارجين عن القانون من عناصر جبهة التحرير الوطني، ولهذا لا تعتقدوا أنّ صنصال أو داود سينزعجان من هذا الوصف، على رأي الوزير الأسبق الهاشمي جعبوب و الذي يشاطره فيه كل الجزائريين.