بالمعطيات و الأرقام ..قراءة في كلمة الرئيس تبون حول قطاع الفلاحة ..هل سيتحقق هدف إستصلاح المليون هكتار سنة 2027 ؟..مصدر رسمي يشرح بالتفاصيل

بالمعطيات و الأرقام ..قراءة في كلمة الرئيس تبون حول قطاع الفلاحة ..هل سيتحقق هدف إستصلاح المليون هكتار سنة 2027 ؟..مصدر رسمي يشرح بالتفاصيل

الجزائر الآن ـ تابعت  يوم الثلاثاء الكلمة الكاملة للسيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين .

ومن دون شك فإن الحضور الشخصي للرئيس للاحتفالية له دلالته “المادية” و”المعنوية” لدى الفلاحين.

وقد تجسد ذلك من خلال محتوى  الكلمة التي ألقاها الرئيس ،  فكانت عامة و قصيرة من حيث” الشكل” غير أنها  عميقة و دقيقة  من حيث ” المضمون ” ،و هو المطلوب،  وذلك  لمن يفصل و يدقق أو  يدرس ويفحص .

ومما أثار إنتباهي و  ملاحظاتي وإهتمامي  في كلمة الرئيس تبون اليوم هو إصراره على التأكيد على ضرورة إستصلاح مساحة “مليون هكتار ” عن طريق السقى .

وهنا تحديدا قال السيد الرئيس في كلمته   ” وكما تعلمون ، كنت قد التزمت باستصلاح مساحة مليون هكتار عن طريق السقي ، لا سيما في جنوبنا من هنا إلى آفاق 2027 ، وهدفنا من ذلك توسيع مساحات إنتاج الزراعات الاستراتيجية ، مثل القمح الصلب ، الذرة الصفراء و النباتات الزيتية ، و المجال مفتوح أمام المستثمرين الوطنيين و الأجانب للانخراط في هذا المسعى ، و الاستفادة من التسهيلات لتجسيد مشاريعهم “.

كما قال السيد الرئيس في كلمته جملة جد معبرة و ترفع المعنويات  ” و أنا على يقين ، بأن الفلاحين قادرون على الوصول في الآجال القريبة إلى النتائج المتوخاة فيما يخص الاكتفاء الذاتي ” .

هنا طرحت السؤال المتوقع على نفسي ، متى ستستصلح “المليون هكتار” التي أكد عليها الرئيس عبد المجيد تبون في كلمته اليوم ؟

ومازاد من حيرتي أن الموسم الفلاحي لسنة (2027 )لم يبقى قبله إلا موسمين فلاحيين ( 2025 ـ 2026 )؟

لكن في نفس الوقت ، كنت أقول مع نفسي بأن الرئيس تبون ، جعل إستصلاح المليون هكتار إلتزاما منه أمام الجزائريين .و أعاد تكرار الالتزام  اليوم على  مسمع الفلاحين  و الحكومة و كل إطارات الدولة ،و بالتالي على مسمع كل الشعب . وخاصة و أن الرئيس تبون معروف عنه” إذا عاهد وفى”، وليس من أولئك الرؤساء الذين يقولون كلاما في الحملات الانتخابية وبعد جلوسهم على الكرسي يضعونها في الأرشيف  .

ولهذه الأسباب وجدت نفسي أجري مكالمة هاتفية مع “مصدر رسمي رفيع المستوى” على دراية بكل ما يجري بقطاع الفلاحة  .

وكان سؤالي واضحا ومباشرا للمصدر  : هل وزارة الفلاحة تستطيع تنفيذ ما أكد عليه اليوم السيد الرئيس بإستصلاح مليون هكتار في أفاق 2027 ؟

وكانت إجابة المصدر : طبعا نستطيع

وطلبت أن يشرح لي أكثر 

قال لي المصدر ما يلي : الجزائر االآن تمتلك” 2 مليون هكتار ” أراضي مسقية و الهدف الذي وضعناه بعد تعليمات السيد الرئيس هو الوصول إلى” 3 ملايين هكتار و 20 ألف” أراضي مسقية، وذلك مع نهاية الموسم الفلاحي 2027 .

ما يعني سنستصلح عن طريق السقي “مليون و 20 ألف”  هكتار .

كما أن عملية الاستصلاح عبر الوطن ، تكون على صنفين:

الصنف الأول : الموجودة بالشمال و الهضاب العليا وذلك بتوسيع المساحات التي تسقى من السدود و المياه الجوفية و الاستغلال الأمثل للسقي التكميلي الموجه للحبوب سواء عن طريق الأمطار و كذلك السقي التكميلي.

الصنف الثاني : وهو استصلاح “مليون و 20 ألف “هكتار بالجنوب و يقسم على الشكل التالي :

500 ألف هكتار : تخصص للقمح الصلب في الجنوب

300 ألف هكتار : موجهة لدوار الشمس

220 ألف هكتار : موجهة لذرة الصفراء

سألت ذات المصدر : ومن ومتى و كيف ستجسد عمليات الاستصلاح ؟

أجابني ،بأن عملية إستصلاح مئات الألاف الهكتارات قد بدأت في الجنوب الكبير .وأن العمل جاري في الميدان ، ولم يبقى مجرد كلام على ورق ، و على سبيل المثال لا الحصر

بداية إستصلاح 120 ألف هكتار “بأدرار” بالشراكة مع القطريين و تم حفر الآبار

2 ـ بداية إستصلاح 36 ألف هكتار بالشراكة مع الإيطاليين في تيميمون

3 ـ بداية إستصلاح 20 ألف هكتار بالشراكة مع السعوديين في المنيعة .

4 ـ وهناك عديد الطلبات الأخرى من طرف عدد من المستثمرين هي قيد الدراسة منها ما يخص دول أجنبية 

كما شرح لي “المصدر “بأنه هناك” 3 أصناف” يمكنها الحصول على مشاريع فلاحية بالجنوب الكبير ضمن “المليون و 20 ألف “هكتار الذي سيتم إستصلاحها مع نهاية الموسم الفلاحي 2027 وهي كالتالي :

1 ـ المستثمر الوطني الخاص

2  ـ المؤسسات العمومية الكبرى

3 ـ المستثمر الأجنبي بالشراكة مع مؤسسات عمومية أو خاصة ( يمكن للمستثمر الأجنبي الحصول على 51 بالمائة ) .

وطبعا تؤسس المؤسسة وفق القانون الجزائري .

سألت المصدر : وهل هناك شركات وطنية كبرى  بدأت الاستثمار في مشاريع فلاحية ضمن الهدف المسطر لمليون و 20 ألف هكتار بالجنوب الكبير ؟

وكانت الإجابة بنعم،  و تمتد على مساحة 48 ألف هكتار.

و المؤسسات العمومية الكبرى هي : سوناطراك ، مدار ، كوسيدار ، أقروديف .

كما أكد لي المصدر بأن “مجمع سفيتال” التابع للقطاع الخاص لديه إستثمار على مساحة معتبرة تخص إنتاج الشمندر السكري .

المصدر شرح لي أهمية هذا المشروع بالجنوب الكبير ،خاصة وأنه سيعتمد على ” الدورة الزراعية في نفس الموسم الفلاحي  ” ، على سبيل المثال، يمكن زرع القمح الصلب ثم النباتات الزيتية في نفس الموسم الفلاحي ، وعلى نفس المساحة، ولما تكون المساحة مخصصة للقمح مثلا “راحة “،يتم زرع الذرة الحبية .

المصدر أعلمني أيضا بأنه تم تحويل 174 مزرعة نموذجيةإلى وحدات فلاحية للإنتاج على مساحة 144 ألف هكتار ستعرف ديناميكية جديدة في الإنتاج بتنويع مصادر السقي .

سألت المصدر : وماذا عن البيروقراطية التي يعاني منها المستثمرين الجزائريين و الأجانب ؟

أجابني بالقول :  أستطيع القول أنه في قطاع الفلاحة تم القضاء عليها بعدما  تم إعتماد ” الشباك الموحد ” ،فهناك لجنة يرأسها وزير القطاع يوسف شرفة شخصيا هي من تشرف على تبسيط وتسهيل ومرافقة المستثمرين .

كما أكد لي “المصدر” بأن المستثمرين بأصنافهم الثلاثة لديهم كل التسهيلات في الحصول على القروض و مرافقة من طرف الدولة في ربط مساحاتهم بالكهرباء و شبكة الأنترنيت .

للأمانة بعد حديثي وسماعي لشروحات “المصدر الرسمي” تيقنت بأننا فعلا نستطيع إصلاح “مليون” هكتار مع نهاية الموسم الفلاحي لعام 2027  مع  توفر الإرادة و العمل الميداني و القضاء على سرطان البيروقراطية . خاصة وأنني كنت ولازلت متفائل بوجود السيد المحترم “يوسف شرفة” على رأس وزارة الفلاحة ،خلافا لما سبق ،وقد كتبت هذا الكلام في حينه .

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار