نيران محمد السادس لا تطفئها إلا مياه الرئيس تبون..من مجلس الأمن إلى الكاف ..عندما تعود الجزائر إلى مكانها الطبيعي

الجزائر الآن ـ عندما اجتمع قادة الدول المغاربية الثلاثة بتاريخ 04.03.2024 بالجزائر في لقاء مغاربي ثلاثي على هامش أعمال القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز ،قرر الرؤساء ( تبون و سعيد والمنفي) ترسيم هذا اللقاء المغاربي كل ثلاثة أشهر على أن يستضيفه في كل مرة بلد من البلدان الثلاثة
وعندما إجتمع الرؤساء الثلاثة مجددا بتاريخ 22 أفريل 2024 بتونس، جاء في وثيقة البيان الختامي للقمة أنه تم الاتفاق على 6 بنود . وما يمهني في هذا المقال هو “البند الخامس” الذي جاء فيه حرفيا ما يلي :
“توحيد المواقف وتكثيف التشاور: حيث أكد البيان الختامي على ضرورة توحيد المواقف وتكثيف التشاور والتنسيق لتدعيم مقومات الأمن والاستقرار بالمنطقة، وتعزيز مناعتها لا سيما مع بروز متغيرات ومستجدات إقليمية وأزمات دولية متلاحقة وفارقة لم يعد بالإمكان لأي دولة أن تواجه تداعياتها بمفردها، فضلاً عن الحاجة الملحة لأن يكون للدول الثلاث صوت مسموع موحد وحضور مؤثر وفاعل في مختلف فضاءات الانتماء الإقليمية والدولية.
وأكدت الدول الثلاث «الاستعداد التام للانفتاح على كل إرادة سياسية صادقة ومخلصة تتقاسم الأولويات للمشاركة البناءة في دفع العمل الجماعي المشترك وإثرائه وتعميق التفاهم والتعاون خدمة للأمن والاستقرار والنماء بالمنطقة والنأي بها عن سياسة المحاور ومخاطر التدخلات الخارجية».
كان السؤال الطاغي حينها :هل سيكون للدول الثلاث صوت مسموع موحد وحضور مؤثر وفاعل في مختلف فضاءات الانتماء الإقليمية والدولية ؟.
و بالموازاة مع هذا السؤال كان يطرح سؤالا آخرا : هل فعلا سينجح هذا الاتحاد المغاربي الجديد في تنسيق مواقف الدول الثلاث المغاربية ؟ ..و هل هناك مؤشرات تطبيق هذا البند الخامس من القمة المغاربية الثلاثية بتونس ؟
و الجواب : نعم
ومن يسأل كيف ومتى ؟
نقول ،من بين شواهد هذا التنسيق المغاربي هي القرار التونسي بانسحاب حسين جنيح العضو و المدير السابق للمنتخبات التونسية من سباق الترشح لعضوية الكاف لمنافسة رئيس الإتحاد الجزائري وليد صادي .
تكلمت مع عدد من المعنيين بهذا الملف بالجزائر و قالوا لي التالي :
لولا التنسيق الكبير في شتى المجالات و على كل الأصعدة و العلاقة الأخوية الرائعة بين الجزائر و تونس لما انسحب حسين جنيح من سباق الكاف وطبعا ليس كل ما يعرف يقال .. .
بل مصدر جزائري أكد لي بأن رئيس الفاف وليد صادي سيمثل في الكاف الجزائر و تونس و حتى ليبيا بكل قوة وصدق .و الزمن كفيل بإثبات صحة هذا الكلام .
المغرب عملت على قطع الطريق أمام الجزائر كي لا تتمكن من الجلوس مجددا على كرسي المكتب التنفيذي للكاف ، و لكي تتمكن لاحقا من الترويج بأن “إخفاق ” الجزائر في العودة للكاف هو إخفاق للديبلوماسية الجزائرية ، لكن لسوء حظ الملك محمد السادس هذه المرة قابله في قصر المرادية رئيس إسمه عبد المجيد تبون .
وبالتالي فإن عودة الجزائر للمكتب التنفيذي للكاف بعد هزيمة روراوة أمام لقجع سنة 2017 هي مؤشر واضح على عودة الديبلوماسية الجزائرية و بقوة.
وكذلك مؤشر على قوة و دهاء من كان يتابع الملف عن قرب بالجزائر .
كيف لا و الضربة كانت قاتلة للمخزن ،بعدما بعث التونسي رسالة انسحابه من الترشح ساعة قبل غلق آجال الترشح لعضويتي الكاف و الفيفا ..و الأمر لا أعتقد أنه يحتاج إلى شرح أو تفصيل .
الخلاصة :نيران محمد السادس لا تطفئها إلا مياه الرئيس تبون
و مخططات الحموشي لا يجهضها إلا عبد القادر حداد
و تحركات وتحالفات فوزي لقجع لا يقضي عليها إلا وليد صادي
أما لا قدر الله ان أخطأ نظام المخزن ونفذ أهداف أسياده ، فسيقابله بواسل الجيش الوطني الشعبي و قائده الفريق أول سعيد شنقريحة
و خلاصة الخلاصة : شكرا سيادة الرئيس تبون ..هكذا نريد الجزائر ..قوية وترفع الرأس ..سواء في مجلس الأمن أو أي محفل أو منظمة إقليمية أو هيئة دولية ، “الكاف” أو عندما يحين الوقت في “الفيفا” حتى نعود لمكاننا العادي و الطبيعي .