الجزائر تستنفر جهودها لمواجهة خطر الجراد الصحراوي وحماية الأمن الغذائي

الجزائرالٱن _ تعمل الجزائر على تعزيز جهودها لمكافحة الجراد الصحراوي، الذي يهدد المحاصيل الزراعية ويشكل خطرًا على الأمن الغذائي. في هذا السياق، كشف حميد بن ساعد، الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، عن خطة وطنية شاملة تهدف إلى التصدي لهذا الخطر، من خلال تفعيل فرق ميدانية متخصصة، إلى جانب التنسيق الإقليمي مع الدول المجاورة.
وأشار بن ساعد، خلال استضافته في برنامج “ضيف الصباح” على القناة الإذاعية الأولى، إلى أنّ الجزائر سخّرت إمكانيات بشرية وتقنية هائلة، تضمنت فرق استكشاف جوية وبرية مجهزة بأحدث المعدات، بما في ذلك 8 مروحيات مخصصة لعمليات الرش في المناطق الصعبة. وأكد أن التنسيق مع دول الجوار، مثل ليبيا ومالي والنيجر، يهدف إلى مراقبة تحركات الجراد قبل وصوله إلى الأراضي الجزائرية، ما يعزز من فعالية التدخل الوقائي.
وشدد بن ساعد على أنّ رئيس الجمهورية أعطى توجيهات صارمة بضرورة التحرك السريع، لضمان السيطرة على أي أسراب قد تهدد المحاصيل. وأضاف أنّ الجزائر تستند إلى خبرتها العريقة في التعامل مع هذه الآفة، مستشهدًا بنجاحاتها السابقة، لا سيما في أزمة 2004، رغم اختلاف الظروف المناخية والبيئية الحالية.
وأوضح المسؤول أنّ التغيرات المناخية لعبت دورًا كبيرًا في تفاقم انتشار الجراد، حيث ساهمت الرياح الجنوبية في نقل الأسراب إلى مناطق جديدة، لكنه طمأن بأنّ الوضع تحت السيطرة بفضل التدخل الاستباقي. كما أبرز أهمية حملات التوعية التي أطلقتها الوزارة، لتمكين الفلاحين من رصد العلامات المبكرة لظهور الجراد، والإبلاغ عنه فورًا لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
وفي خطوة تعكس جدية الدولة في مواجهة هذه التحديات، أعلن بن ساعد عن عقد اجتماع تنسيقي موسع في ولاية ورقلة، بمشاركة ممثلين عن 23 ولاية جنوبية وقطاعات حكومية أساسية، لضمان تنسيق الجهود وتوحيد آليات التصدي.
واختتم الأمين العام بالتأكيد على أنّ الجزائر ستواصل الاعتماد على نهج علمي مدروس لمكافحة الجراد، من خلال فرق متخصصة في البحث العلمي لدراسة تحركات الأسراب والعوامل البيئية المؤثرة عليها، لضمان حماية المحاصيل وتعزيز الأمن الغذائي الوطني.