الأكراد يرفضون “الإعلان الدستوري” السوري

الجزائرالٱن _ يبدو أنّ الاتفاق الموقع بين رئيس الإدارة الانتقالية لسوريا، أحمد الشرع، مع قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي، لا يعكس موجة التفاؤل الذي أعقبت التوقيع عليه، حيث جاء خبر توقيع الشرع على “الإعلان الدستوري” ليعيد الأمور إلى بدايتها، بعد أن أبدى الأكراد رفضهم التام لكل ما جاء فيه.
وسارع “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد) إلى اعتبار أنّ “الإعلان الدستوري” لا يتماشى مع “الشرع – عبدي”، ويشكل تراجعاً عن التفاهمات السابقة، في حين أعلن “المجلس الوطني الكردي” رفضه له لأنّه مكتوب بعقلية “أمة واحدة ودين واحد، دون ضمان حقوق المكونات القومية والدينية المتنوعة في البلاد”
وأعلن مجلس «مسد» المظلة السياسية لقوات «قسد» رفضه التام للإعلان الدستوري، وقال في بيان نشر على موقعه الرسمي، أمس الجمعة، إنّ هذا الإعلان “لا يعكس تطلعات الشعب السوري ولا يحقق التحول الديمقراطي المنشود”، وحذّر هذا التحالف السياسي للأحزاب الموجودة في مناطق الإدارة الذاتية من إعادة إنتاج الاستبداد بصيغة جديدة، “ستكرس الحكم المركزي وتمنح السلطة التنفيذية صلاحيات مطلقة، بينما ستقيد العمل السياسي وتجمّد تشكيل الأحزاب وستعطل مسار التحول الديمقراطي وتعمق الأزمة الوطنية”، كما ورد في البيان.
وأكدت ليلى قره مان، الرئيسة المشتركة لمجلس «مسد»، رفض أي محاولة لإعادة إنتاج الديكتاتورية تحت غطاء الدستور والمرحلة الانتقالية. وقالت في تصريحات صحفية، إنّ أي إعلان دستوري “يجب أن يكون نتاج توافق وطني حقيقي، وليس مشروعاً مفروضاً من طرف واحد”. وطالبت بإعادة صياغة الإعلان بما يضمن توزيع السلطات والحقوق بشكل عادل، “لضمان حرية العمل السياسي، والاعتراف بحقوق جميع المكونات السورية، واعتماد نظام حكم لا مركزي ديمقراطي، مع وضع آليات واضحة لتحقيق العدالة الانتقالية”
وشدّدت قره مان على أنّ سوريا وطن لجميع أبنائها. وقالت: “لن نرضى بإعادة بناء النظام الاستبدادي”
وتطرح الإدارة الذاتية و«قسد» ومجلسها السياسي «مسد» النظام الفيدرالي كنظام حكم جديد لسوريا المستقبل، وتقدم اللامركزية بمثابة إصلاح دستوري يعزز استقرار البلاد، وليس للتقسيم، وتأكيدها أنّ توزيع السلطات لا يعني تفكيك الدولة، بل يضمن مشاركة جميع المكونات في الحكم، فيما أثار “الإعلان الدستوري” انتقادات حادة في الأوساط السياسية والشعبية الكردية واعتبر الكثيرون أنّه “يتنافى” مع تنوع سوريا، ويضم بنوداً تتشابه مع حقبة حكم حزب “البعث”
وعبر شلال كدو، عضو الأمانة العامة لـ”المجلس الوطني الكردي”، عن موقفه الرافض للإعلان. وقال في مقابلة تلفزيونية بثتها شبكة “رووداو” الإعلامية الكردية، الخميس، إنّ الإعلان “كُتب بعقلية تقوم على أمة واحدة ودين واحد، ولم يضمن حقوق المكونات القومية والدينية في البلاد”
واعتبر كدو أنّ دستور سوريا لعام 1920 كان أفضل بكثير من “الإعلان الدستوري”. وأضاف أنّ “هذه الخطوة خطيرة في بلد متعدد القوميات والمكونات وأعتقد أنّ سوريا لا يمكن أن تُدار بهذا الدستور المؤقت، وستبرز العديد من المشاكل بسببه”
وكان الاتفاق المبرم بين الشرع وعبدي ينص على الاعتراف بالمكون الكردي بوصفه “مجتمعاً أصيلاً في الدولة السورية، عانى طيلة عقود خلال حكم آل الأسد من تهميش وإقصاء”، كما نص على ضمان حقوق جميع السوريين في “التمثيل والمشاركة في الحياة السياسية وجميع مؤسسات الدولة”، في موازاة “رفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية”.