من تيزي وزو إلى العالم.. تيفو الوحدة الجزائرية يصفع دعاة الفتنة

الجزائرالٱن _ شهد ملعب حسين آيت أحمد بمدينة تيزي وزو، مشهداً مهيباً سيظل محفوراً في الذاكرة الوطنية الجزائرية، عندما رفع جمهور المنتخب الوطني “تيفو” عملاقاً يحمل علم الجزائر، في رسالة قوية وملهمة تؤكد على وحدة الشعب الجزائري وتلاحمه، وتدحض كل محاولات التفرقة والفتنة.
جاءت هذه اللوحة الجماهيرية الفريدة في توقيت حساس، حيث يحاول البعض، في الداخل والخارج، بث سموم الانقسام عبر الترويج لمطالب انفصالية واهية عن منطقة القبائل. لكن أبناء تيزي وزو، بقلبهم النابض بحب الجزائر، قدّموا رداً عملياً مدوياً، يخرس كل الألسنة المشككة في وطنيتهم. هذه الرسالة ضربت عصفورين بحجر واحد: تأكيد جزائرية المنطقة، ورفض قاطع لدعوات الفتنة التي يروج لها المدعو فرحات مهني، زعيم ما يُعرف بحركة “الماك” الانفصالية.
رفع العلم الجزائري وسط مدرجات تيزي وزو، التي لطالما كانت رمزاً للنضال والمقاومة منذ ثورة التحرير، يحمل دلالات أعمق من مجرد تشجيع منتخب وطني. إنّها رسالة واضحة لأعداء الداخل والخارج بأنّ الشعب الجزائري، بكل مكوناته وانتماءاته، هو جسد واحد، وأن كل المحاولات لتمزيق نسيجه الاجتماعي محكوم عليها بالفشل.
ليس غريبًا أن تأتي هذه الصفعة للانفصاليين من قلب منطقة القبائل، التي أنجبت أبطالًا سجلوا أسماءهم بأحرف من ذهب في تاريخ المقاومة الجزائرية، من كريم بلقاسم إلى حسين آيت أحمد نفسه، الذي يحمل الملعب اسمه. هذه المنطقة، رغم كل المحاولات الخارجية لاستغلال هويتها الثقافية، تبقى جزائرية حتى النخاع.
الجزائريون الذين اجتمعوا في هذا العرس الرياضي، بأعلامهم وشعاراتهم الوطنية، أكدوا أنّ قوتهم في وحدتهم، وأنّ اختلاف اللهجات والتنوع الثقافي ليس سوى مصدر غنى وتكامل، وليس ذريعة للانقسام كما يريد أعداء الوطن. وهكذا، تحوّل الملعب إلى منصة شعبية تحمل رسالة أبلغ من أي خطاب سياسي: الجزائر واحدة وموحدة، ولن تنجح أي مؤامرة في كسر هذا التلاحم.
إن رفع هذا “التيفو” العملاق لم يكن مجرد تعبير عن الفخر الوطني، بل هو استفتاء شعبي علني من أبناء منطقة حاولوا تصويرها على أنّها بؤرة انفصال، فإذا بها تتحول إلى منارة للوحدة الوطنية. تيزي وزو بأهلها، بشبابها، بجماهيرها، قالت كلمتها: الجزائر ليست للبيع، ولن تكون أداة في أيدي عملاء الخارج.
صفعة تيزي وزو في وجه فرحات مهني وأمثاله، لم تكن فقط في شكل علم عملاق يرفرف فوق المدرجات، بل في مضمونها الرمزي العميق. إنّها إعلان قاطع بأنّ الشعب الجزائري، بكل أطيافه، لن يترك وطنه لقمة سائغة لأعداء الوحدة والسيادة.
وهكذا، من قلب تيزي وزو، خرجت رسالة لم ولن يستطيع أحد تحريفها: الجزائر أكبر من أي مؤامرة، وأبناء القبائل، كما هم دائمًا، في طليعة المدافعين عن هذا الوطن، بدمائهم وأرواحهم قبل شعاراتهم.
الجزائر واحدة… وستبقى واحدة!