الجزائر تستعيد صدارتها في صادرات الغاز إلى إسبانيا

الجزائرالٱن _ في خطوة تعكس القوة والمرونة التي تتمتع بها الجزائر في قطاع الطاقة، عادت الجزائر لتتصدر قائمة أكبر مصدّري الغاز إلى إسبانيا خلال شهر مارس الماضي، بعد أن كانت قد تراجعت إلى المرتبة الثانية في الشهرين الأولين من هذا العام. هذا التغيير جاء نتيجة لزيادة ملحوظة في الإمدادات عبر أنبوب “ميدغاز” وأيضًا عودة تصدير الغاز الطبيعي المسال بعد توقف دام لعدة أشهر.
وفقًا للبيانات الرسمية التي كشفتها منصة “الطاقة” المتخصصة، بلغ إجمالي صادرات الجزائر من الغاز إلى إسبانيا في مارس 12.21 تيراواط/ساعة، وهو ما يعادل 33.4% من إجمالي واردات إسبانيا من الغاز، متفوقة بذلك على كافة المنافسين في السوق الإسبانية.
وفيما يتعلق بالصادرات عبر أنبوب “ميدغاز”، شهدت الجزائر زيادة طفيفة مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، حيث ارتفعت الكميات إلى 9.51 تيراواط/ساعة، بزيادة قدرها 0.8 تيراواط/ساعة عن العام السابق.
وفيما يخص الغاز الطبيعي المسال، عاد الغاز الجزائري إلى السوق الإسبانية بعد انقطاع دام ثلاثة أشهر نتيجة لأعمال الصيانة في محطة آرزيو. وقد وصلت الكميات المصدرة في مارس إلى 2.70 تيراواط/ساعة، في مقابل 3.52 تيراواط/ساعة في نفس الشهر من عام 2024.
هذه العودة إلى القمة تؤكد على قدرة الجزائر على استعادة موقعها القيادي في سوق الغاز الإسبانية، رغم التحديات الفنية والمنافسة المتزايدة من الغاز الأمريكي والقطري، خاصة مع التحولات الكبيرة في مشهد الطاقة الأوروبي.
ولا شك أن أنبوب “ميدغاز” قد لعب دورًا محوريًا في هذا النجاح. هذا المشروع الاستراتيجي الذي يربط الجزائر مباشرة بإسبانيا عبر البحر الأبيض المتوسط أصبح بمثابة خط أنابيب حيوي لا يمر عبر أي دولة أخرى، مما يعزز قدرة الجزائر على تزويد السوق الأوروبية بالغاز دون تعقيدات إضافية.
منذ تدشينه في عام 2011، وتم توسيع قدرة الأنبوب ليصل إلى 10.5 مليار متر مكعب سنويًا، أصبح “ميدغاز” ركيزة أساسية في تأمين الطاقة الإسبانية. وبفضل هذا الأنبوب، تمكنت الجزائر من الحفاظ على استمرارية الإمدادات حتى في ظل الأزمات السياسية العالمية والتقلبات في أسواق الطاقة.
ويعكس هذا التطور المتواصل أيضًا الفرصة المتجددة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وإسبانيا في قطاع الطاقة، خصوصًا مع ارتفاع التوجه الأوروبي نحو تقليل الاعتماد على الغاز الروسي. وبفضل استثمارات الجزائر المستمرة في تطوير بنيتها التحتية الطاقوية، تبدو الجزائر في موقف قوي لتوسيع حصتها في السوق الأوروبية.