الجيش اللبناني يبدأ تفكيك مواقع حزب الله قرب الحدود مع فلسطين

الجزائرالٱن _ كشفت مصادر مطلعة أن الجيش اللبناني بصدد استكمال سيطرته على أغلب المواقع التي كانت تخضع لـ«حزب الله» في جنوب نهر الليطاني على مقربة من الحدود الفلسطينية، في خطوة تعكس تحوّلات واضحة في موازين القوى داخل لبنان بعد التطورات المتسارعة التي شهدها الجنوب على مدار الأشهر الماضية.
وبحسب المعلومات التي أوردتها مصادر من داخل الحزب لوكالة الأنباء الفرنسية، فإن ما يقارب 190 نقطة عسكرية من أصل 265 كانت بيد «حزب الله» في الجنوب، تم تسليمها بالفعل إلى الجيش اللبناني، وسط تنسيق متواصل مع قوات «اليونيفيل» التابعة للأمم المتحدة.
الانسحاب الميداني للحزب من الجنوب، جاء في أعقاب المواجهات العنيفة التي خاضها منذ أكتوبر 2023 ضمن جبهة «الإسناد» لقطاع غزة، والتي تحولت لاحقًا إلى صراع مفتوح كلف الحزب خسائر ثقيلة، سواء على مستوى القيادات أو البنية العسكرية. وقد أدت هذه الحرب إلى تصفية عدد من كبار قادته، بينهم الأمين العام السابق حسن نصر الله.
ووفقًا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 27 نوفمبر 2024، تقرّر حصر التواجد المسلح في جنوب لبنان على الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل» فقط، مع انسحاب الحزب إلى شمال الليطاني وتفكيك قواعده هناك.
مصدر أمني لبناني أكّد في تصريحات للوكالة أن عملية تفكيك المواقع العسكرية التابعة للحزب تجري على قدم وساق، وأن الجيش بلغ «مراحل متقدمة» في إنهاء السيطرة الحزبية على كامل المنطقة جنوب الليطاني.
وفي السياق ذاته، جددت نائبة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، خلال زيارتها إلى بيروت، دعوة بلادها إلى تطبيق شامل لوقف الأعمال العدائية، بما يشمل نزع سلاح «حزب الله» وكافة التشكيلات المسلحة الخارجة عن الدولة.
من جهته، شدّد الرئيس اللبناني المنتخب حديثًا، جوزيف عون، والذي يعتبر وصوله للرئاسة تتويجًا لتراجع تأثير الحزب داخل الدولة، على ضرورة احتكار الدولة وحدها للسلاح، داعيًا إلى الحوار كأساس لتحقيق هذا الهدف، ومعلنًا عن قرب إطلاق ورشة لإعداد استراتيجية الأمن الوطني.
تجدر الإشارة إلى أن «حزب الله» بقي لعقود القوة العسكرية الوحيدة التي لم تُسلم سلاحها بعد نهاية الحرب الأهلية سنة 1990، تحت ذريعة «المقاومة»، إلا أن الوضع الإقليمي والدولي المتغير، والضغوط الداخلية المتزايدة، بدأت ترسم ملامح مرحلة جديدة قد تُعيد تشكيل خريطة القوى داخل لبنان.
ورغم الاتفاق، لا تزال تل أبيب تحتفظ بوجود عسكري محدود في خمس مناطق مرتفعة حدودية، وتنفّذ غارات بين الحين والآخر بزعم استهداف مواقع تابعة للحزب.