الحكومة السودانية تكذب التقارير العبرية بشأن إرسال مبعوث إلى تل أبيب

الحكومة السودانية تكذب التقارير العبرية بشأن إرسال مبعوث إلى تل أبيب

الجزائرالٱن _ نفى وزير الثقافة والإعلام السوداني، الناطق الرسمي باسم الحكومة، خالد علي الإعيسر، في بيان رسمي نشرته الوكالة السودانية للأنباء (سونا)، التقارير الإعلامية العبرية التي ادعت أنّ رئيس “مجلس السيادة الانتقالي”، عبد الفتاح البرهان، أرسل مبعوثه الشخصي إلى تل أبيب “سراً”. واعتبرت الحكومة السودانية أنّ ما تم تداوله بشأن هذه الزيارة “عار تمامًا من الصحة”، مشددة على أنّ الحكومة السودانية لم ترسل “أي مبعوث” إلى الكيان الصهيوني.

وقد دعت الحكومة السودانية وسائل الإعلام إلى “تحري الدقة والموضوعية والمهنية”، ونبّهت إلى ضرورة تجنب نشر أخبار غير موثوقة. وجاء هذا البيان في أعقاب تقارير إعلامية، خاصة من صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية، التي تحدثت عن زيارة سرية لمبعوث البرهان، الفريق الصادق إسماعيل، إلى تل أبيب الأسبوع الماضي.

التقارير العبرية: زيارة سرية بهدف دعم البرهان

كانت صحيفة “جيروزاليم بوست” ووسائل إعلام عبرية أخرى قد أفادت بأن البرهان أرسل مبعوثه الشخصي إلى تل أبيب بهدف الحصول على دعم تسليحي ودبلوماسي، بالإضافة إلى الترويج له لدى الإدارة الأمريكية الجديدة. وذكرت الصحيفة أن هذه الزيارة كانت تهدف أيضًا إلى التقليل من المخاوف العبرية بشأن تطور العلاقات بين الخرطوم وطهران، فضلًا عن الحصول على دعم عسكري لمساعدة الجيش السوداني في حربه ضد “قوات الدعم السريع”.

ووفقًا للتقارير، زعم المسؤولون الصهاينة أن البرهان كان قد وعدهم بتلبية شروطهم لتسريع عملية التطبيع بين السودان والكيان الصهيوني، واستكمال اتفاقيات “أبراهام” التي تم توقيعها في وقت سابق. ووفقًا لهذه التقارير، فإن البرهان، الذي يشغل أيضًا منصب القائد العام للجيش السوداني، كان يسعى إلى الحصول على أسلحة من الكيان الصهيوني لدعم جيشه في مواجهة “الدعم السريع”، وهو ما كان قد طلبه سابقًا من تل أبيب ولكن لم يحصل عليه.

الهدف من الزيارة: تطبيع العلاقات والتقارب مع الكيان الصهيوني

الصحيفة العبرية قالت إن البرهان، الذي كان “محبطًا” من عدم استجابة تل أبيب لمطالبه العسكرية، أرسل مبعوثه إلى تل أبيب من أجل ضمان دعم الكيان الصهيوني للجيش السوداني في وقت حساس للغاية. وأوضحت أن البرهان كان يعتقد أن تعزيز العلاقات مع الكيان الصهيوني يمكن أن يسهم في تغيير مواقف العديد من السودانيين تجاه الكيان الصهيوني، وهو أمر يحتاجه في ظل الأزمة الحالية التي تمر بها البلاد.

وأضافت الصحيفة أن الفريق إسماعيل كان قد حاول تهدئة المخاوف الصهيونية بشأن تقارب السودان مع إيران، مؤكدًا أن هذا التقارب جاء نتيجة للضغوط التي واجهها السودان في حربه مع “الدعم السريع”، وأنه لم يكن أمامه خيار آخر سوى اللجوء إلى إيران بعد رفض إسرائيل تزويده بالأسلحة.

تكذيب الحكومة السودانية

ورغم ما ذكرته الصحف العبرية، أكدت الحكومة السودانية في بيانها أن كل هذه التقارير لا أساس لها من الصحة. وقال وزير الثقافة والإعلام السوداني، خالد علي الإعيسر، إن “ما تم تداوله في وسائل الإعلام بشأن زيارة مبعوث البرهان إلى تل أبيب هو محض شائعات”. وأكد أن الحكومة السودانية لم ترسل أي مبعوث إلى تل أبيب، داعيًا وسائل الإعلام إلى الالتزام بالتحقق من دقة الأخبار قبل نشرها.

السودان والكيان الصهيوني: تاريخ من العلاقات المعقدة

كانت العلاقات السودانية-الصهيونية قد شهدت تحولًا كبيرًا في السنوات الأخيرة. ففي فيفري 2020، فاجأ البرهان قادة الحكومة الانتقالية بلقائه مع رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو في أوغندا، حيث تم الاتفاق على البدء في التعاون بين البلدين تمهيدًا لتطبيع العلاقات. وفي جانفي 2021، وقع السودان مع الولايات المتحدة على “اتفاقيات أبراهام” التي نصت على تطبيع العلاقات بين السودان والكيان الصهيوني.

هذه الاتفاقيات كانت خطوة كبيرة نحو إنهاء عقود من القطيعة بين البلدين، حيث تبادل المسؤولون السودانيون والصهاينة الزيارات بعد توقيع الاتفاقيات. واحتلت هذه التطورات مكانة كبيرة في السياسة السودانية، إلا أن استمرار الحرب الداخلية في السودان، والصراع بين الجيش و”قوات الدعم السريع”، قد يؤثر على مسار هذه العلاقات.

الزيارات المتبادلة وتعقيدات الوضع الداخلي

على الرغم من اتفاق السودان والكيان الصهيوني على التطبيع، إلا أنّ الوضع الداخلي في السودان يشهد تصاعدًا في التوترات. فقد كان كل من الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع” قد أرسلوا مبعوثين إلى تل أبيب في وقت سابق، ما يعكس التعقيد في العلاقات بين هذه الأطراف. وتُعد هذه التوترات الداخلية في السودان، على خلفية الحرب المستمرة، من العوامل التي قد تؤثر في شكل العلاقات السودانية-الصهيونية في المستقبل.

وفي هذا السياق، تتواصل التكهنات حول مسار العلاقات بين السودان والكيان الصهيوني في ضوء الوضع السياسي والعسكري المعقد الذي يعيشه السودان حاليًا. ورغم تكذيب الحكومة السودانية للتقارير الأخيرة، فإن تطبيع العلاقات بين البلدين سيظل موضوعًا حساسًا يتطلب المراقبة الدقيقة في الأشهر القادمة.

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار