ميناء طنجة يتحوّل إلى ممر لأسلحة الدمار الصهيونية: المغرب يفتح أراضيه لدعم جرائم الحرب

ميناء طنجة يتحوّل إلى ممر لأسلحة الدمار الصهيونية: المغرب يفتح أراضيه لدعم جرائم الحرب

الجزائرالٱن _ في الوقت الذي تتصاعد فيه جرائم الإبادة الجماعية والتجويع التي ينفذها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة، تتكشّف خيوط فضيحة جديدة تكشف تورط النظام المغربي في تسهيل نقل الإمدادات العسكرية إلى جيش الاحتلال، من خلال فتح موانئه أمام سفن الشحن المحمّلة بأدوات القتل.

فوفقاً لما كشفته منصّتا “ديكلاسيفايد يو كاي” و”ذا دتش” المتخصصتين في التحقيقات الاستقصائية، تستعد شركة الشحن الدنماركية “ميرسك” لتسليم شحنة حساسة تتضمن قطع غيار لمقاتلات F-35 الأمريكية، الموجهة إلى القواعد الجوية التابعة للكيان الصهيوني، وتحديداً قاعدة “نيفاطيم” التي تنطلق منها الطائرات لقصف قطاع غزة وبلدان عربية مجاورة.

وبينما رفضت سلطات ميناء إسباني استقبال سفن “ميرسك” بسبب ضلوعها في عمليات نقل عتاد حربي يُستخدم في جرائم حرب، فإن المغرب – وكعادته – لم يتردد في فتح أبواب ميناء طنجة أمام هذه السفينة، حيث من المرتقب أن ترسو “ميرسك ديترويت” يوم 20 أفريل الجاري، لتفرغ حمولتها الحربية التي سيتم نقلها لاحقاً إلى ميناء حيفا عبر سفينة ثانية تدعى “نيكسو ميرسك”.

المغرب.. محطة ترانزيت لسفن الموت

هذه الخطوة ليست الأولى من نوعها، حيث سبق لسلطات الرباط أن استقبلت سفن “ميرسك” المشبوهة، متحدية كل النداءات الشعبية والحقوقية التي تطالب بعدم التورط في سفك دماء الفلسطينيين، أو جعل الموانئ المغربية ممرًا للأسلحة الصهيونية. ويأتي هذا في وقت تتجه فيه عديد الدول الأوروبية إلى تقليص علاقتها مع الكيان المحتل ومراجعة تعاونها العسكري معه، بينما يسبح النظام المغربي ضد التيار، متماهياً مع المشاريع الأمريكية-الصهيونية في المنطقة.

حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على الكيان المحتل (BDS) في المغرب، اعتبرت هذه الخطوة “خيانة وطنية وقضية أمن قومي”، وقالت في بيانها إن السماح بمرور شحنة F-35 عبر الأراضي المغربية هو “تحويل خطير للبنية التحتية الوطنية إلى جسر لعبور أدوات القتل”.

شحنات الموت.. بالأرقام والوقائع

منظمة “دا-واتش” الدنماركية أكدت هي الأخرى أنّ إحدى مقاتلات F-35 التي يتم صيانتها بقطع الغيار المنقولة عبر المغرب، شاركت في ارتكاب مجزرة فظيعة بمواصي خان يونس، حيث أسقطت ثلاث قنابل على منطقة صنّفها العدو “آمنة”، ما أسفر عن استشهاد 90 فلسطينيًا، من بينهم عشرات الأطفال. كما استخدمت نفس الطائرات في عمليات تدمير واسعة بالضفة الغربية، وعلى رأسها اجتياح مخيم جنين.

وفي تقرير أصدرته “حركة الشباب الفلسطيني”، تمّ التوثيق بالأرقام لتورط شركة “ميرسك” في إدارة عمليات النقل البحري لعتاد أمريكي يُسلَّم لجيش الاحتلال، حيث تم تسجيل أكثر من 2100 شحنة بين سبتمبر 2023 وسبتمبر 2024، منها 827 شحنة تتعلق مباشرة بأنظمة تسليح ومركبات مدرعة وقطع غيار حربية، كلها موجهة أو مُسددة نيابة عن وزارة الحرب الصهيونية.

دعوات للتصدي الشعبي ورفض التواطؤ

حركة المقاطعة في المغرب دعت المحامين والهيئات الحقوقية والنقابات إلى الضغط على السلطات المغربية لوقف هذا التواطؤ مع آلة الدمار الصهيونية، التي تواصل إبادة المدنيين الفلسطينيين بدعم أمريكي وبتسهيلات لوجستية من أنظمة عربية اختارت أن تكون جزءاً من معسكر القتل.

كما جدّدت الحركة دعوتها لعمال ميناء طنجة المتوسط، المعروفين بمواقفهم المناهضة للتطبيع، للوقوف في وجه هذه الصفقة الدموية، وعدم المشاركة في أي عملية تفريغ أو تحميل تخص الشحنة القادمة، حفاظاً على شرف المهنة، وانتصاراً للحق الفلسطيني.

وختم البيان برسالة واضحة: “لا يمكن أن يُستباح التراب المغربي لصالح التحالف الصهيوني-الأمريكي، ولا يمكن أن تُسخّر موانئنا لخدمة مشروع الإبادة، في وقت تُرفع فيه أعلام المقاومة وتصطف الشعوب مع القضية الفلسطينية في كل مكان”.

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار