مشروع الجزائر حول مكافحة الألغام المضادة للأفراد حظي بدعم أكثر من 70 دولة وعديد المنظمات الدولية

الجزائرالٱن _ أكد رشيد بلادهان، الممثل الدائم للجزائر في مكتب الأمم المتحدة بجنيف، أن مشروع الجزائر الذي قدمته لأول مرة أمام مجلس حقوق الإنسان الدولي، لاقى دعمًا كبيرًا من أكثر من 70 دولة ومنظمات دولية ومؤسسات غير حكومية. وأوضح أن هذا التأييد الواسع يعكس الاحترام الكبير الذي تتمتع به الجزائر على الساحة الدولية.
وفي تصريح لإذاعة الجزائر الدولية، أضاف بلادهان أن هذا الدعم الكبير لمشروع الجزائر، الذي يعكس التزامًا سياسيًا قويًا تجاه حقوق الإنسان ونزع السلاح، يدل على مكانة الجزائر المتميزة في المحافل الدولية. كما أبرز أهمية المشروع الذي يتناول الألغام المضادة للأفراد وآثارها على التمتع الكامل بحقوق الإنسان. وأشار إلى أن المشروع حصل على تأييد من جميع الدول حول العالم، سواء من أوروبا أو أمريكا اللاتينية أو إفريقيا أو آسيا.
وفي سياق آخر، وخلال الندوة التي نظمتها جريدة “المجاهد” بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بخطر الألغام المضادة للأفراد في 4 أفريل، دعا رئيس الجمعية الوطنية لضحايا الألغام، محمد جوادي، فرنسا إلى الاعتراف بجرائمها والمبادرة بتعويض ضحايا الألغام التي زرعتها خلال الحقبة الاستعمارية. وأكد جوادي أن آثار هذه الألغام ما تزال مستمرة حتى اليوم، حيث أسفرت عن مقتل 7400 ضحية منذ الاستقلال.
كما شدد جوادي على أن جمعيته لن تتوقف عن المطالبة بحق الضحايا في التعويض، موضحًا أن الألغام التي زرعتها فرنسا تمثل “حربًا نائمة” تستمر في قتل الأبرياء يومًا بعد يوم. وفي هذا السياق، ذكر محمد لحسن زغيدي، رئيس اللجنة الجزائرية للتاريخ والذاكرة، أن الجزائر تواصل المناصرة في الأمم المتحدة وفي جميع المحافل الدولية للاعتراف بهذه الجرائم الاستعمارية، مطالبةً فرنسا بتحمل مسؤولياتها التاريخية.
من جهته، أكد مسعود عظيمي، رئيس جمعية مكافحة الألغام، على ضرورة إرغام فرنسا على الاعتراف بجرائمها ضد الجزائر، مشيرًا إلى أن الجزائر تمتلك “سلاحًا قويًا” في هذا الصدد، يتمثل في ورقة التاريخ، التي يمكنها الضغط على فرنسا وإظهار الوجه الحقيقي لها في المحافل الدولية. وأضاف عظيمي أن حملة اليمين المتطرف ضد الجزائر جاءت نتيجة لتقصير الجزائر في المطالبة بحقوقها، مشيرًا إلى أن الاستعمار الفرنسي خلف وراءه 15 مليون لغم، 11 مليون منها في المناطق الحدودية والبقية في المدن. ولم تقدم فرنسا خرائط تحدد مواقع زرع الألغام، حيث تم زرعها بشكل عشوائي في أماكن يعتقد أنها قد تكون طرقًا لجيش التحرير الوطني.
كما ناشد سالك الدين، ممثل جمعية الصحراء الغربية لضحايا الألغام، المجتمع الدولي بالضغط على المغرب لإزالة الألغام التي زرعها في الصحراء الغربية، والتي تشكل تهديدًا كبيرًا للمدنيين في تلك المنطقة.
هذا الموضوع يعكس مأساة مستمرة يعاني منها العديد من البلدان التي عانت من الاستعمار، حيث تترك تلك الدول أضرارًا كبيرة تشمل الألغام والأضرار البيئية التي تستمر لفترات طويلة بعد انتهاء النزاع. ويدعو الخبر إلى ضرورة تحمّل المسؤولية التاريخية من قبل الدول التي تسببت في هذه المآسي، والعمل على إيجاد حلول دائمة لأثر الألغام على السكان المدنيين.