تحقيق يكشف هوية قاتل شيرين أبو عاقلة ويؤكد مقتله لاحقا على يد المقاومة

الجزائرالٱن _ كشفت تحقيقات صحفية جديدة عن هوية الجندي الصهيوني الذي أطلق النار على مراسلة قناة الجزيرة، شيرين أبو عاقلة، خلال تغطيتها لعملية اقتحام في مخيم جنين عام 2022، وذلك بعد ثلاث سنوات من التستر الرسمي الصهيوني والأمريكي على الجريمة.
وبحسب تحقيق وثائقي بثته منصة “زيتيو” من مدينة نيويورك، فإن الجندي يدعى ألون سكاجيو، وكان ينتمي لوحدة “دوفدفان” النخبوية التابعة لجيش الاحتلال الصهيوني. وقد قُتل سكاجيو لاحقًا في جنين بتاريخ 27 جوان 2024، بعد انفجار عبوة ناسفة زرعها مقاومون فلسطينيون في نفس المكان الذي سقطت فيه الصحفية الراحلة.
التحقيق، الذي قاده الصحفي الاستقصائي ديون نيسينباوم، كشف أنّ الحكومة الصهيونية رفضت الاعتراف بمسؤولية جيشها عن قتل شيرين، في حين منعت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن محققيها من الوصول إلى الجندي القاتل، رغم علمها بهويته، وذلك تجنبًا لأي توتر مع تل أبيب.
وأشار نيسينباوم إلى أن فريقه استطاع إجراء مقابلات مع جنديين من زملاء القاتل، أحدهما أدلى بشهادته مسجلة بالصوت والصورة (مع إخفاء هويته)، مؤكداً أن سكاجيو هو من أطلق النار على أبو عاقلة، وأنه لم يُعاقب على فعلته، بل تم نقله لاحقًا إلى وحدة “خاروف” كقائد لفرقة قناصة.
كما أفاد التحقيق بأن مسؤولًا رفيعًا في إدارة بايدن اعترف بأن الولايات المتحدة توصلت إلى أدلة واضحة تؤكد أن الجندي أطلق النار على صحفية مدنية وكان مدركًا لهويتها، إلا أن البيت الأبيض اختار تصنيف الجريمة على أنها “حادث مأساوي” بدلًا من “قتل متعمد”.
وأكد التحقيق أن جنرالًا صهيونيا أبلغ الإدارة الأمريكية، بعد ساعات قليلة من الحادثة، بأن جنديًا من جيش الاحتلال هو من نفذ عملية القتل، في تناقض صريح مع التصريحات الرسمية آنذاك، والتي اتهمت “مسلحين فلسطينيين” بالمسؤولية.
ومن بين ما تم كشفه أيضًا، استخدام صورة شيرين أبو عاقلة لاحقًا كهدف في تدريبات الرماية، وهو ما أثار استياءً داخل صفوف الجنود أنفسهم، وفقًا لإفادة أحدهم ضمن التحقيق.
ويأتي هذا الكشف متزامنًا مع عرض الفيلم الوثائقي “من قتل شيرين؟”، الذي يتناول حيثيات القضية ويوثق ملابسات التستر الصهيوني-الأمريكي على الجريمة. ويرى متابعون أن التحقيق الجديد، رغم مقتل الجندي المسؤول، قد يدفع باتجاه ملاحقة قادة عسكريين متورطين في التغطية على جرائم مماثلة ضد المدنيين والصحفيين.