بعقد عسكري تاريخي… OpenAI تعبر رسمياً بوابة البنتاغون وتدخل ميادين الذكاء الاصطناعي السيادي

الجزائر الآن – وحدة رهانات المستقبل
في لحظة تُشبه الانعطافات الكبرى في تاريخ التكنولوجيا العسكرية، وقّعت شركة OpenAI – مطوّرة ChatGPT – أول عقد رسمي لها مع وزارة الدفاع الأمريكية، لتبدأ فصلًا جديدًا في العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والقوة العسكرية.
■ عندما تعانق الخوارزميات البزّات العسكرية
من شات جي بي تي إلى ساحات القتال: OpenAI تغيّر قواعد اللعبة.
في سابقة لافتة، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن توقيع عقد بقيمة 200 مليون دولار مع OpenAI، الشركة الرائدة عالميًا في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك لتزويد البنتاغون بأدوات ذكية متقدمة تخدم المهام القتالية والأمنية.
■ 200 مليون دولار لبرمجة المستقبل القتالي
ما وراء أول عقد رسمي بين OpenAI ووزارة الدفاع الأمريكية.
العقد، الذي يمتد لعام واحد، جاء بعد منافسة بين 12 عرضًا تقدّمت بها كبرى شركات التكنولوجيا الدفاعية.
فازت OpenAI لتقوم بتطوير نماذج أولية لتقنيات الذكاء الاصطناعي، بهدف دعم المهام القتالية وتعزيز التشغيل المؤسسي، خصوصًا في منطقة العاصمة الأمريكية.
■”OpenAI من أجل الحكومة”… مشروع السيطرة الناعمة؟
منصة جديدة توحّد أدوات الذكاء الاصطناعي لخدمة السلطة.
بالتوازي مع هذا الاتفاق، أطلقت الشركة مبادرة بعنوان “OpenAI for Government”، وهي منصة حكومية جديدة تهدف إلى توحيد كل الشراكات مع المؤسسات الرسمية، من الدفاع إلى الإدارة العامة.
الهدف المعلن؟ تحسين رعاية الجنود، تعزيز الدفاعات السيبرانية، وتطوير بيئة العمل الحكومي باستخدام أدوات ذكاء اصطناعي تسهّل اتخاذ القرار.
■ من المختبر إلى ساحة الحرب
نماذج الذكاء الاصطناعي تدخل غرف العمليات العسكرية.
بحسب OpenAI، فإن المبادرة تستهدف تمكين الموظفين الحكوميين من أداء المهام في بيئات عالية الحساسية بثقة ومرونة، وهو ما يفتح الباب أمام استخدامات أكثر سيادية وعمقًا للتكنولوجيا في قلب القرار السياسي والأمني.
■ ألتمان وترامب وStargate… خيوط التحالف الخفي
كيف مهّدت الشراكات السابقة لانخراط OpenAI في الأمن القومي الأمريكي؟
ورغم أن هذا هو أول عقد رسمي دفاعي للشركة، إلا أن OpenAI كانت تمهّد لهذا الانخراط منذ أشهر.
ففي ديسمبر، أعلنت عن شراكة مع شركة Anduril لتطبيق الذكاء الاصطناعي في برامج مكافحة الطائرات بدون طيار.
وفي يناير، ظهر سام ألتمان، المدير التنفيذي للشركة، إلى جانب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خلال إطلاق مشروع Stargate – أحد أضخم مشاريع الذكاء الاصطناعي في التاريخ الأمريكي بقيمة 500 مليار دولار.
■عسكرة الذكاء الاصطناعي: حدود الأخلاق وغموض المستقبل
هل تتحول شركات التكنولوجيا إلى مقاولين جدد في حروب الغد؟
في ندوة أفريل الماضي، صرّح ألتمان أمام الجنرال المتقاعد بول ناكاسوني (الرئيس السابق لوكالة الأمن القومي):
“نحن فخورون ومستعدون للمساهمة بفعالية في دعم الأمن القومي الأمريكي.”
هكذا، تتحوّل الشركات الخاصة من منصات ابتكار مدني إلى أدوات تأثير سيادي.
■عندما تصبح الشيفرات أسلحة… من يتحكم في الزناد؟
الذكاء الاصطناعي يدخل سباق التسلح العالمي من أوسع أبوابه.
العقد بين OpenAI والبنتاغون لا يُعدّ مجرد صفقة تقنية، بل بداية مرحلة جديدة تُعيد تشكيل العلاقة بين التكنولوجيا والسلطة.
فمع دخول الخوارزميات إلى ساحة الحرب، تزداد المخاوف من عسكرة الذكاء الاصطناعي، وضبابية حدود الشفافية، وتوسّع الفجوة الأخلاقية في قرارات القتل الذكي والمراقبة الشاملة.
في زمن تتسلّح فيه الدول بالبرمجيات، وتتنافس فيه الشركات على احتكار “الذكاء”، قد يكون المستقبل أقرب إلى ما تخيّلته روايات الخيال العلمي… لكن هذه المرة، تحت علم رسمي، وعقد موقع مع وزارة الدفاع الأمريكي .