دول جوار ليبيا تقدم حلولا سياسية واقعية بديلة للمؤسسات الأمنية والمرتزقة و الأجندات المشبوهة للقوى الأجنبية والفواعل الجدد

دول جوار ليبيا تقدم حلولا سياسية  واقعية بديلة  للمؤسسات الأمنية والمرتزقة و الأجندات المشبوهة للقوى الأجنبية والفواعل الجدد

ـ السفير مصري و مساعد وزير الخارجية  السابق  محمد حجازي ” للجزائر الآن ” :  آن الأوان لاطلاق قدرات الجزائر و مصر لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة

ـ خبير أمني جزائري : ” إجتماع دول جوار ليبيا بالقاهرة  رسالة واضحة  عن رفض استمرار الوضع الراهن والسعي نحو إعادة تفعيل أدوار دول الجوار في صناعة الحل.

الجزائر الآن ـ يطرح المراقبون عدد من الأسئلة الجدية بخصوص الدور المستقبلي للدول  الثلاث لجيران ليبيا ، خاصة بعدما قررت مصر و الجزائر و تونس ودون سابق إنذار إعادة بعث الآلية الثلاثية التي لم تلتئم منذ 2019 ، لسبب أو لآخر .

ورغم أنه من الواضح بأن هناك العديد من البلدان الكبرى أصبحت مؤثرة في المشهد الليبي، بالإضافة إلى بعض” الفواعل الجدد ” بالمنطقة نتيجة عدد من المستجدات .

إلا أن هذا التأثير بنظر غالبية المراقبين هو تأثير سلبي أكثر منه إيجابي ، لأنه ببساطة لا يراعي مصالح الشعب الليبي ومؤسساته  ،بقدر مايراعي المصالح الاقتصادية و الجيو استراتيجية لهذه الدول والفواعل الجديدة بالمنطقة  ،التي باتت تعتمد على المؤسسات الأمنية و المرتزقة و السلاح لبسط نفوذها وتنفيذ سياساتها سواء ما تعلق الأمر بليبيا أو بعدد من بلدان الساحل .

و إن كانت على سبليل المثال لا الحصر ، دولتي “روسيا” و” تركيا” تريد مناكفة الغرب  من جهة و تحقيق مصالحها الاقتصادية و الجيو استراتيجية ، فإن بعض “الفواعل الجدد”   هدفها هو  محاولة إزعاج الجزائر بالمنطقة أكثر من تحقيق أهداف أخرى .

وفي الوقت الذي تقدم الدول الثلاث ( الجزائر ، مصر و تونس ) حلولا و اقعية لخروج ليبيا من أزمتها، و بالتالي المحافظة على وحدتها  .. تواصل القوى الخارجية  اللعب في الساحة الليبية و بالتالي الحديقة الخلفية لدول الجوار ، ما جعل تحرك العواصم الثلاث لشمال إفريقيا أكثر من ضروري في هذا الوقت بالذات وقبل فوات الأوان  .

فالحل السياسي الواقعي  لدول جوار ليبيا أصبح في مواجهة المؤسسات الأمنية و المرتزقة للقوى الأجنبية المستفيدة من الوضع القائم  بالإظافة إلى الفائدة التي تجنيها  الفواعل الجديدة التي لا هداف لها إرباك المشهد الليبي لإزعاج الجزائر و إضعاف مصر التي تواجه هي الأخرى  تحديات مختلفة .

أما الجانب المصري فإن المستجدات الأخيرة بالمنطقة أوضحت بما لا يدع مجالا للشك بأن القاهرة  ، كانت ولازالت مستهدفة ، وإذا كان الفواعل الجدد بالمنطقة  لايريدون للجزائر أن تكون قوية، فإن كل المؤشرات توحي بأن ” مصر ضعيفة ” هو هدف واضح لعديد القوى ليس فقط الفواعل الجديدة بل حتى القوى التقليدية .

ولهذه المعطيات و أخرى، بحسب المراقبين ، بات التنسيق بين أكبرى قوتين عسكريتين و إقتصاديتين بشمال إفريقيا أكثر من ضروري، لأن غيابه يصب في مصلحة “القوى الخارجية ” التي  تحرك في الأحجار حاليا “بليبيا” و كذلك في مصلحة “الفواعل الجدد” التي تسعى لإزعاج الجزائر من جهة وتقزيم الدور المصري بالمنطقة من جهة أخرى .

ـ محمد حجازي سفير مصر و مساعد وزير الخارجية المصري السابق ” للجزائر الآن ” :  آن الأوان لاطلاق قدرات الجزائر و مصر لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة

وفي هذا الصدد قال السفير الدكتور محمد حجازي مساعد وزير الخارجية المصري السابق لصحيفة” الجزائر الآن” الالكترونية “بأن  اجتماع وزراء الخارجية الثلاثي المصري التونسي الجزائري جاء  ليؤكد أهمية دور الجوار ومجموعة الاتصال الثلاثي الليبي والتي هي الاقرب لفهم المشهد الليبي والتي ترتبط بمصالح الأمن القومي الهامة بحكم انها دول حدودية لليبيا .

السفير المصري محمد حجازي أكد في ذات السياق بأنه طال انتظار توافق قادة المشهد الليبي بعدما  قادت  اطياف العملية السياسية الليبية،  وهو ما  دل على انقسامه على النحو الذي أدى الى أسباب كثيرة ، إلا أن  انفلات عقد المشهد الليبي عندما دفعت الميليشيات المسلحة في التعدي على الممتلكات وعلى المواطنين مما اوضح بحسب السفير المصري الدكتور “محمد حجازي”  بان الجهود الدولية لتوحيد الرؤى الليبية في حاجة الى إسناد دبلوماسي وفي حاجة الى جهات اوعى للصالح الليبي وليس اهم من دول الجوار المباشرة (الجزائر وتونس ومصر ) و عليه كان اجتماع المجموعة السياسية اول أمس هاما وضروريا للتأكيد على ثوابت المشهد ومحاولة تلك الدول مساعدة الاشقاء في ليبيا للخروج بتوافق نحو تطبيق مقررات الامم المتحدة لحماية ليبيا وسلامتها الاقليمية لصالح أبنائها وحفاظا على ثرواتها وممتلكاتها والابتعاد عن ترويع الٱمنيين الأمر الذي يجعل حسب كلام السفير “حجازي”  من مواجهة تعدد الميليشيات المسلحة والأطياف صاحبة الأيديولوجيات المتطرفة والتدخلات الخارجية في الشأن الليبي من غير الجوار الأفريقي مما أدى  الى تعميق هذه الخلافات والابقاء على ليبيا مقسمة و إتاحة الغرب الليبي للمصالح الخارجية لا ترى في عملية الاستقرار السياسي الديمقراطي ودعوة الأمم المتحدة التي تساندها الأطراف الاقليمية لانتخابات ديمقراطية في ليبيا لاختيار رئاسي وبرلماني ديمقراطي تتجمع فيه الاطياف الليبية.

و أوضح السفير المصري ” محمد حجازي ” بأن البيان الختامي الثلاثي لدول الجوار الليبي أكد  على عدة حقائق هامة أهمها :

ـ ضرورة أن يكون الحل ليبيا ليبيا.

ـ ضرورة خروج الميليشيات المسلحة وضرورة توقف الأطراف الدولية و الاقليمية عن التدخل في الشأن الليبي.
ـ أن تنفيذ قرارات الامم المتحدة وعقد إنتخابات برلمانية ورئاسية ديمقراطية هو السبيل الوحيد لاعادة اللحمة الليبية والاهم الحفاظ على مؤسسات الدولة الليبية خاصة مؤسسة الجيش التي يمكن أن تجمع كل الميلشيات وكل حملة السلاح الذي يجب ان يتم جمعه داخل هذه المؤسسة الوطنية بحيث تكون له وحده ملكية السلاح في ليبيا ولعل مشاورات ومفاوضات خمسة+خمسة التي تعقد بشكل دوري بين الاطراف الليبية هي هامة للغاية لا بد من تعزيزها .

السفير المصري “محمد حجازي” أكد أن وجود الجزائر وتحركها بالتعاون مع مصر وتونس هو أمر هام جدا وضروري مضيفا بأنه  يعتقد أن الحوار بين دول المغرب العربي هو رصيد لا يمكن اخفاؤه لمواجهة المشهد في ليبيا وكذلك للانتقال بمسيرة العمل العربي المشترك بالشكل الذي نتمناه جميعا.

فقد آن  الأوان بالفعل لعلاقات مغاربية واثقة… علاقات مصرية جزائرية تونسية.

كما أن وزير الخارجية المصري عقد لقائين مع بلدين مغاربيين

السفير المصري “محمد حجازي” قال بأنه يظن ٱنه آن الأوان ان تجتمع تلك الرؤى من أجل تحقيق الاستقرار في ليبيا وتحقيق التفاهم والتعاون بين دول شمال إفريقيا. ومنه لباقي الاقطار العربية.

كما أكد في ذات السياق “بأن التحديات كما يراها  كثيرة ..كنا نتحدث عن فلسطين وغزة أو نتحدث عن ليبيا أو نتحدث عن السودان وبكل تأكيد الجزائر يمكنها ان تلعب دورا هاما وفاعلا ،ولعل المشهد في الأمم المتحدة ودور الجزائر العضو العربي القائم بواجبه على اكمل وجه في أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن لأكبر دليل على الديبلوماسية الجزائرية التي يمكن أن تساهم بشكل فعال مع مصر وباقي أقطار المغرب العربي وباقي الأقطار العربية في إستعادة التوازن في المنطقة خلال المرحلة الهامة التي نحن في أشد الحاجة للالتفاف سويا وجمع الكلمة والانطلاق نحو إسناد شعوبنا تحت المحنة كنا نتحدث عن غزة أو ليبيا او السودان “.

مساعد وزير الخارجية المصري السابق أضاف ” للجزائر الآن ” بأن الالتزام القومي العربي والتهديد الاستراتيجي التي تتعرض له المنطقة والاستباحة التي تتم بسبب التصرفات الاسرائيلية المدعومة بشكل مطلق من الولايات المتحدة تستدعي منا توحيد الصفوف والتدخل لعلاح قضايانا ومشاكلنا بالشكل الذي يحقق مصالح الأمن القومي العربي ونتصور ان علاقات مصر والجزائر هامة للغاية في هذه المرحلة فهي علاقات تاريخية”.

حجازي إختتم بالقول ” للجزائر مكانتها في عقل وقلب كل مصري ونتصور أنه آن الأوان لاطلاق قدرات الديبلوماسية الرفيعة المستوى للجزائر ولمصر لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.والخروج برؤية نحو شرق الوسط يتم بناؤه بمعرفة ابنائه ورؤى دوله من اجل صالح المنطقة ومن اجل صالح شعوبنا.

ـ خبير أمني جزائري : ” إجتماع دول جوار ليبيا بالقاهرة  رسالة واضحة عن رفض استمرار الوضع الراهن والسعي نحو إعادة تفعيل أدوار دول الجوار في صناعة الحل.

بدوره الخبير الأمني الجزائري” أحمد ميزاب “قال لصحيفة ” الجزائر الآن ” بأن اجتماع القاهرة لدول الجوار الليبي، المنعقد يوم 31 ماي 2025، يعكس ديناميكية جديدة في مقاربة الأزمة الليبية من زاوية إقليمية معتبرا  مشاركة وزراء خارجية مصر والجزائر وتونس بأنها شكّلت رسالة واضحة عن رفض استمرار الوضع الراهن، والسعي نحو إعادة تفعيل أدوار دول الجوار في صناعة الحل
ميزاب أوضح هذا الاجتماع لا يمكن قراءته بمعزل عن أربعة سياقات متداخلة والتي لخصها في التالي :
1-فشل المسار الأممي الحالي في إنتاج قاعدة دستورية موحدة
المبادرة الأممية تراوح مكانها، والمبعوث الأممي عبد الله باتيلي أعلن عجزه عن إطلاق مسار انتخابي جامع. هذا العجز سمح بعودة القوى الإقليمية للواجهة، وهو ما يفسر التحرك الثلاثي الأخير.
2-اشتداد التنافس الإقليمي والدولي على الملف الليبي
التحركات التركية في الغرب، مقابل الحضور الروسي في الشرق والجنوب، تفرض على دول الجوار البحث عن توازن يضمن أمنها الحدودي، وخصوصًا أمام تنامي ظاهرة المرتزقة والجماعات العابرة للحدود.
3-خطر الانهيار النهائي لمؤسسات الدولة الليبية
الانقسام المؤسساتي بين حكومتين، وفشل محاولات التوحيد، جعلا دول الجوار تدق ناقوس الخطر بشأن تداعيات تحول ليبيا إلى ساحة مفتوحة أمام قوى غير نظامية.
4-رهان دول الجوار على مقاربة “الحل الليبي-الليبي”
أحمد ميزاب أكد في ذات السياق بأن البيان الختامي شدد على أولوية الحل الداخلي الليبي دون إقصاء، ورفض التدخلات الأجنبية، ودعم جهود المصالحة الوطنية الشاملة، بما في ذلك انسحاب المرتزقة وتنظيم الانتخابات

في المقال أوضح  الخبير الأمني الجزائري أن  هذا التحرك يواجه عدة تحديات تتمثل في أنه لا وجود لآلية تنفيذ واضحة للمخرجات
هاجس الانقسامات الداخلية الليبية تمنع إنتاج توافق حقيقي بالإضافة لغياب مظلة دولية داعمة لهذا المسار الإقليمي
كما أننا أمام هشاشة الموقف الموحد بين الدول الثلاث، خاصة مع اختلاف المصالح والقراءات
ما يبرز من هذا الاجتماع أن دول الجوار تعيد صياغة دورها، ليس كوسيط فقط، بل كفاعل مباشر في إدارة الأزمة. ومع ذلك، يظل نجاح هذا التوجه مرهونًا بقدرة هذه الدول على الانتقال من البيانات السياسية إلى مبادرات فعلية، تشمل:
-رعاية حوار أمني بين الأطراف الليبية
دعم لجنة فنية لإعادة توحيد المؤسسات
-التوافق على جدول زمني للانتخابات
-فتح قنوات اتصال مع الفاعلين الدوليين لانتزاع اعتراف بهذا المسار
إذا لم تتطور هذه المبادرة، ستبقى خطوة رمزية تُضاف إلى سلسلة من الاجتماعات السابقة التي لم تُنتج حلاً مستدامًا

هذا وقد أعربت الولايات المتحدة، عن ترحيبها بالتنسيق القائم بين الجزائر وتونس ومصر لتعزيز التهدئة واستعادة الاستقرار في ليبيا.

وفهم من منشور السفارة الأمريكية بالعاصمة المصرية، بأنه تأكيد على مواصلة  مراقبتها للشأن الليبي من جهة وتطوراته . 

كما يمكن تفسيره بأنه رسالة سياسية لدول الجوار الثلاث التي عقدت لقائها بالقاهرة وذلك لأسباب معروفة .   

و أكدت سفارتها بالقاهرة  في منشور لها” في خضم التحركات الدبلوماسية الهادفة إلى استعادة الاستقرار في ليبيا فإن  الولايات المتحدة  تعبر عن ترحيبها بالتنسيق القائم بين الجزائر وتونس ومصر لتعزيز التهدئة.
كما جاء في ذات المنشور الذي نشر على منصة “إكس”، أن على الأطراف الليبية الالتزام بمنع العنف، وحماية المدنيين، والعودة إلى الحوار في سبيل بناء مستقبل مستقر ومزدهر.

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار